"لم يستقبلي ناد ورحب بي مثلما فعل الأهلي" بتلك الكلمات علق بيتسو موسيماني المدير الفني للقلعة الحمراء على طريقة استقباله قبل شهرين في مطار القاهرة تمهيدا لتوليه مسؤولية الفريق. موسيماني الذي جاء من أجل هدف واحد فقط وهو إعادة لقب دوري أبطال إفريقيا للأهلي لم يكتف بذلك بل أضاف عليه لقب كأس مصر مع إنهائه الدوري بأفضل شكل والذي كان الفريق توج به قبل وصوله. وعن أول شهرين له في قيادة الأهلي وكيف تعامل مع اللاعبين للفوز بإفريقيا وأسلوب اللعب الذي يحبه والفارق بين الدوري المصري وجنوب إفريقيا، أجرى موسيماني حوارا مطولا مع صحيفة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة. ** ما هو شعورك بعد الفوز بدوري أبطال إفريقيا مع الأهلي؟ لقد فزت بتلك البطولة من قبل مع ماميلودي صنداونز في 2016 وفي مصر وفي مواجهة نفس الفريق، الزمالك. لكن في البطولة السابقة كانت المباراة أمام 63 ألف متفرج بينما تلك المرة كان الملعب بلا حضور جماهيري. ومع ذلك حينما وصلنا للملعب نسينا عدم حضور المهور وركزنا على مهمتنا في المباراة، لا أعلم إن كان الأمر ذاته بالنسبة لبيب جوارديولا أو جوزيه مورينيو أو كارلو أنشيلوتي حينما يتعلق الأمر بالفوز بدوري أبطال أوروبا، لكن بالنسبة لي فالفوز بأكبر بطولة إفريقيا يعطيني شعورا استثنائيا. ** لماذا؟ بكل بساطة لأنه من المعقد والصعب الفوز بتلك البطولة. ** هل قلل شعورك بالفرحة الحالية فرحة تتويجك الإفريقي الأول؟ دعني أقول أن كل مرة كانت مختلفة، الأولى ليس لها علاقة بالثانية، الأولى لن تُنسى لأنها بكل وضوح كانت أول مرة لي أظفر بالكأس. ** هل شعرت بالاحترام من الأهلي وجماهيره عند قدومك؟ بصراحة، الأمر لا يقارن، لم أختبر شيئا مماثلا في حياتي من قبل، لم يتم تحيتي واستقبالي بتلك الطريقة. وصلت إلى القاهرة في السادسة صباحا وكان هناك الكثير من الناس في انتظاري في المطار، أنا مدرب لـ20 عاما ودربت سوبر سبورت يونايتد وصنداونز، وفترة مع منتخب جنوب إفريقيا. لذا الاستقبال في الأهلي كان لا ينسى. ** كم استغرقت من الوقت لتقبل عرض الأهلي خاصة بعد تتويجك بالدوري وكأسين مع صندوانز؟ استغرق الأمر مني يوما وهذا وقت طويل، كنت أريد خوض التجربة، فعندما تدرب في ناد لفترة كبيرة وصلت لثماني سنوات فأنت لا تريد إعادة التدريب لأجل غير مسمى خاصة عندما تتاح فرصة في مكان آخر. ثماني سنوات كانت كافية لإثبات وفائي أليس كذلك؟ أنا أحترم صندوانز وجماهيره لكنني أردت فعل شيئا لنفسي. ** هل كان ذلك الوقت المثالي للرحيل عن صندانز؟ نعم الوقت كان مثاليا بعدما فزنا بثلاث بطولات الموسم الماضي، وأقصينا من ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا. ** أي فريق تسبب في إقصائك؟ الأهلي، النادي الذي انتقلت له بعد عدة أشهر في نصف النهائي. لقد كان من المؤلم الابتعاد عن الكرة لعدة أشهر سبب تفشي فيروس كورونا، أتيحت لي فرصة تدريب الفريق بعد رحيل ريني فايلر مدرب الفريبق السابق الذي لم يرد تجديد تعاقده، وعندما وصلت للقاهرة كان الدوري والكأس ودوري الأبطال مازالوا مستمرين. ** فزت بكأس مصر بعد اللقب الإفريقي والدوري المصري يبدأ في موسمه الجديد مطلع الأسبوع وهناك السوبر الإفريقي وكأس العالم للأندية في انتظارك، هل اللعب كل ثلاثة أيام مصدر قلق لك؟ إنه شعور غريب فعادة حينما تفوز بالبطولات تحصل على راحة، راحة حقيقية. لكن لنكون أمناء من يستطيع تأمين تلك الراحة العام الحالي؟ تفشي كورونا جعل الأشياء غريبة وخاصة. ** هل تعتقد أن الأهلي جاهز بما يكفي للاستمرار في المنافسة في الموسم المقبل في خمس بطولات؟ لم نضم لاعبين حقا، استعدنا فقط المعارين واللاعب الوحيد الذي قمنا بضمه كان النادي اتفق معه قبل قدومي وهو بدر بانون من الرجاء. ** ما هو الفارق بين الدوري المصري والجنوب إفريقي؟ في مصر اللعبة تعتمد على الشق البدني أكثر من جنوب إفريقيا، والتكتيك أفضل حينما يتعلق الأمر بالتمرير والتسديد والتحكم في الكرة. في جنوب إفريقيا هناك ميل حقيقي للمراوغة نحن نحب ذلك. من حيث التغطية التليفزيونية فجنوب إفريقيا أفضل من حيث عدد الكاميرات لكل لقاء وهذه ميزة تساعدنا في تحليل المباريات. أما من حيث مواقع التواصل الاجتماعي وتعطية المباريات هنا في مصر الكل يتحدث عن المباريات، إنها في كل مكان. ** كيف استطعت إقناع لاعبيك بأسلوبك؟ كنت بحاجة أن أظهر لهم إنهم عليهم أن يؤمنوا بي، لقد عرفوا بالفعل من أنا بعدما فزت عليهم من قبل، لكن الاحترام كان موجودا. كنا نعرف بعضنا البعض بين الأندية الإفريقية الكبيرة، صندوانز هو جزء مثل الأهلي من كبار القارة، كان التحدي هو جعل اللاعبين يلعبون بشكل مختلف عما فعلوه في الدوري. ** واستطعت فعل ذلك؟ عندما وصلت لمصر كان الأهلي توج بالدوري بالفعل وكان هناك مباريات قليلة متبقية، أخبرت اللاعبين إنهم فازوا باللقب وكان عليهم التحسن وتشعر أن الناس ينظرون لي ويتسائلون من أنت؟ لكن انتهى الأمر بالعمل. وقدمنا مباراة رائعة في إياب نصف نهائي دوري الأبطال ضد الوداد وفزنا 3-1. ** بأي طريقة تواصلت مع لاعبيك؟ لقد رأيتهم في مجموعات متفرقة، لاعبو الدفاع ثم الوسط ثم الهجوم، ورأيتهم في الحصص التدريبية المجمعة. لم يكن الأمر سهلا لكن كان عليهم رؤية ما أتوقعه منهم. لقد أخبرتهم إنني أتيت لأساعدهم في الفوز بدوري أبطال إفريقيا وللقيام بذلك علينا الاعتياد على أسلوب مختلف، كان الوقت قد حان لتغيير بعض الأشياء خاصة في الناحية الدفاعية. بما إن الأهلي كان يطارد اللقب الإفريقي منذ عام 2013 أردت أن أغلق المساحات أمام المنافسين، انظروا إلى الأهداف القليلة التي تلقيناها منذ وصولي للفريق. (تلقى الأهلي 5 أهداف في 10 مباريات مع موسيماني) ** يبدو أن الضغط قوي للغاية عندما تدير أكبر ناد إفريقي ولا تزال لم تُهزم بعد 10 مباريات؟ عندما وصل بيب جوارديولا لتدريب بايرن ميونيخ وضع نظامه وترك النادي وهو ناجح في الدوري، الآن مازلنا نتحدث عن تأثير جوارديولا. في الأهلي الفوز بالدوري أمر طبيعي، ما هو المنشود هو الثلاثية والتي حققها النادي للتو، ولم يحدث ذلك الأمر منذ فترة. ** من هم ملهميك في التدريب عندما بدأت مسيرتك؟ عندما كنت لاعبا كنت أحب التدرب وتصحيح الأمور الخاطئة، وكنت أحب الأمور التكتيكية وكنت أحلى مبارياتي بنفسي قبل 30 عاما. عندما انتهت مسيرتي قلت أريد أن أعلم الكرة بطريقة مختلفة، شاهدت آرسين فينجر والسير أليكس فيرجسون وجوزيه مورينيو، هؤلاء المدربين المشهورين ألهموني. أردت فرقي أن تلعب بطريقة معينة، مثل برشلونة في وقت ما، أحب الأمر عندما يقوم فريقي ببناء المباريات بصبر، وهذا لا يعني إنني غير قادر على تعليمهم اللعب بشكل مختلف للحصول على نتيجة معينة. أنا لست مشجعا لكرة القدم الجميلة، أنا أحب الكرة الجميلة. ** هل حقيقة إقالتك من تدريب جنوب إفريقيا بعد توليك المسؤولية من 2010 لـ2012 تشعرك بأي ندم؟ بالطبع أشعر بالندم لقد خسرت مباراتين فقط في عامين وتمت إقالتي. أنا ألبوم اتحاد الكرة لم يتحل بالصبر معي، رأيت المسؤولين وتوسلت إليهم أن يبقوني في منصبي وقلت لهم أستطيع قيادة الفريق للتأهل إلى كأس العالم وأنني أعتقد أنني أستطيع الفوز بكأس أمم إفريقيا. لكن كل المسؤولين لم يستمعوا لي ولم يأخذوا حديثي على محمل الجدية. ** يبدو إنك انتقمت؟ لقد فزت بلقبين إفريقيين مع صندوانز والأهلي وشاركت في كأس العالم للأندية، أنا أقول لا أحد كامل وأنا أسامحهم. ** سؤال أخير.. من أين أتى لقبك "جينجلز" الموروث من سنواتك كلاعب؟ هناك لاعب كان يلعب في كايزر تشيفز النادي الذي كنت أشجعه كطفل، يدعى فرانك بيريرا وكان لقبه جينجلز وكان ذلك في السبعينيات والثمانينيات في القرن الماضي. وفي كأس العالم في روسيا 2018 حضرت مباراة إسبانيا والبرتغال وبعدها جاء رجل عجوز ووضع يده على كتفي وسألني كيف حالك يا جينجلز؟ ثم أخبرني أنه اللاعب صاحب اللقب الأصلي. كدت أسقط على قدمي وقلت له شكرا على إعطائي ذلك اللقب يا سيدي.
مشاركة :