في وقت باشرت بعض الدول حملات تلقيح ضد كوفيد-19، اعلنت مختبرات سانوفي الفرنسية و"غلاكسو سميث كلاين" (جي إس كيه) البريطانية الجمعة أن لقاحهما لن يكون جاهزا قبل نهاية 2021، بعدما جاءت نتائج التجارب السريرية الأولى أدنى من التطلعات. وأعلنت الشركتان في بيان أن تنفيذ البرنامج "يتأخر من أجل تحسين الاستجابة المناعية لدى المسنين". وهما تتوقعان الآن توفير لقاح في الربع الأخير من العام المقبل بينما كانتا تسعيان بالأساس إلى تقديم طلب ترخيص في النصف الأول من 2021. وكانت سانوفي التي تطور اللقاح بالاشتراك مع جي إس كيه تعتزم بدء المرحلة الثالثة من التجارب على البشر في نهاية ديسمبر، وهي المرحلة الأخيرة التي تسبق الحصول على ترخيص من السلطات. وكانت شركة الأدوية العملاقة الفرنسية التي تعتبر من كبار منتجي اللقاحات في العالم، تأمل من خلال هذا الجدول الزمني بإنتاج مليار جرعة من اللقاح عام 2021، وهو هدف بات مستحيلا في حين حصلت منافستها الأميركية فايزر الخميس على الضوء الأخضر من وكالة الغذاء والدواء الأميركية للشروع بتوزيع اللقاح الذي طورته مع مختبرات بايونتيك في الولايات المتحدة. وأوضح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال الجمعة متحدثا لشبكة "إل سي إي" الفرنسية "هذا لا يعيد النظر في استراتيجية بلادنا على صعيد اللقاح التي تستند إلى تعدد اللقاحات"، مضيفا أن هذه المرحلة "تظهر أن هذا المختبر يتوخى الدقة العلمية التامة". - تركيبة "غير مُرضية" وأظهرت النتائج المرحلية لأولى التجارب على البشر التي بدأت في أيلول/سبتمبر استجابة أدنى من التطلعات، إذ كانت الاستجابة المناعية ضمن فئة 18 و49 عاما من العمر "مماثلة لاستجابة المرضى الذين تعافوا من إصابة بكوفيد-19"، غير أنها كانت "غير كافية" لدى البالغين الأكبر سنا، وفق ما أوضح البيان. وقال نائب رئيس فرع اللقاحات في مختبرات سانوفي توما تريومف لوكالة فرانس برس إن "تركيبة المنتج غير مُرضية، من المهم تحسينها وقد يستغرق الأمر بعض الوقت الإضافي"، مقرا بأن النتائج "مخيبة للأمل". وستجري المختبرات من أجل ذلك مرحلة تجارب مكمّلة اعتبارا من فبراير، استنادا إلى اختبار أجرته مؤخرا على قرود مستخدمة تركيبة معدلة من مولدات المضادات. وأثبتت هذه التجارب الأخيرة أن "اللقاح المرشح يمكن أن يمنح حماية من الأمراض الرئوية ويؤدي إلى القضاء سريعا على الفيروس في المجاري الأنفية والرئتين خلال يومين إلى أربعة أيام"، وفق ما جاء في البيان. - هل فات الأوان؟ يعتمد اللقاح على تكنولوجيا البروتينات المؤتلَفة، وليس على الحمض الريبي النووي المرسال كما في المحلول المستخدم في لقاحي فايزر/بايونتيك وموديرنا والذي تطوره أيضا سانوفي في سياق مشروع مختلف بالاشتراك مع مجموعة "ترانزلايت بايو" الأمريكية. وقال محللو شركة جيفيريز إن "لقاح سانوفي/جي إس كيه كان بالأساس متأخرا عن لقاحي فايزر وموديرنا، الشركتان اللتان تحتلان الصدارة في مجال الحمض الريبي النووي المرسال، وكذلك عن محلولات أسترازينيكا وجونسون أند جونسون القائمة على الفيروسات الغدية". ويستغرق تطوير لقاح جديد عادة كثيرا من الوقت والمال، ويقدر خبراء القطاع أن كل لقاح يتطلب في المعدل مليار يورو وعشر سنوات. أما بالنسبة لوباء كوفيد-19، فإن الابحاث التي حظيت بتمويل استثنائي وشراكات بين القطاعين الخاص والعام حطمت الجداول الزمنية الاعتيادية. وثمة 11 لقاحا في العالم باتت في المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية. وصدرت نتائج تظهر فاعلية عدد منها، من بينها لقاح فايزر/بايونتيك الذي أعطت بريطانيا الضوء الأخضر لتوزيعه وباشرت حملة التلقيح الثلاثاء. أما لقاح شركة موديرنا الأميركية، فقد تصادق عليه الولايات المتحدة الأسبوع المقبل. فهل تصل مجموعتا سانوفي وجي إس كيه إلى السوق بعد فوات الأوان؟ أوضح تريومف بهذا الصدد أنه "تأخير قدره ثلاثة إلى أربعة أشهر، لكنه يترافق في نهاية المطاف مع مزيد من المعلومات حول تركيبة أفضل" مضيفا "سيعود لشركائنا أن يقرروا إن كانوا يريدون طلب جرعات". وكانت الشركتان الأوروبيتان وقعتا عدة عقود تسليم أحدها مع الاتحاد الأوروبي على 300 مليون جرعة لقاح للعام 2021. وخسرت أسهم سانوفي حوالى 3% من قيمتها في بورصة باريس صباح الجمعة. طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :