قال العاهل المغربي محمد السادس إن بلاده انخرطت في الجهود الدولية التي تهدف إلى محاربة الإرهاب، لأن هذه الآفة العالمية لا دين لها ولا وطناً، ودعا المغاربة إلى التصويت بكثافة واختيار أفضل المرشحين في الانتخابات المحلية التي قال إنها حاسمة لمستقبل البلاد. وفي الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى ال62 لثورة الملك والشعب (ضد الاستعمار الفرنسي في 20 من أغسطس عام 1953). قال الملك محمد السادس إن العالم اليوم، والمنطقة المغاربية والعربية خاصة، تعرف تطورات متسارعة، بسبب تنامي نزوعات التطرف باسم الدين، وتزايد عصابات الإرهاب. وأفاد بأن بلاده تعمل على الصعيد الوطني من أجل التصدي للأسباب التي قد تؤدي إلى التطرف والإرهاب، مشدداً على أنه ورغم الاستقرار الذي تتمتع به المملكة إلا أنها ليست بعيدة عن التهديدات الإرهابية. وعبر العاهل المغربي عن أسفه أن بعض دول المنطقة تعرف أوضاعاً صعبة، بسبب انعدام الأمن، وانتشار الأسلحة والجماعات المتطرفة. وأضاف وأمام هذا الوضع، اضطرت البلاد لاتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، لحماية أمنها واستقرارها، وفي هذا الإطار تم فرض التأشيرة على مواطني بعض الدول العربية، وخاصة من سوريا وليبيا، وإذ نعبر عن تضامننا مع شعوب هذه الدول، فإننا نتأسف للظروف القاهرة، والتي دفعت المغرب لاتخاذ هذا القرار. وأوضح أن هذا القرار ليس موجهاً ضد أحد، ولا ينبغي فهمه على أنه تصرف غير أخوي تجاههم، وإنما هو قرار سيادي، فبصفتي المؤتمن على أمن واستقرار البلاد، فإنني لن أسمح بأي تهاون أو تلاعب في حماية المغرب والمغاربة. وبخصوص اللاجئين الذين قدموا إلى المغرب عقب تدهور الأوضاع الأمنية في بلدانهم خاصة السوريين منهم قال الملك محمد السادس إني لا أحتاج لدعوة المغاربة إلى معاملة هؤلاء الناس كضيوف، وتقديم كل أشكال المساعدة لهم، كما أني واثق من أنهم يشاطرونهم معاناتهم ولا يبخلون عليهم قدر المستطاع. من ناحية أخرى، دعا الملك محمد السادس المغاربة إلى حسن اختيار مرشحيهم في الانتخابات المحلية المرتقبة في الرابع من سبتمبر/أيلول المقبل، معتبراً هذه الانتخابات حاسمة لمستقبل المغرب. وقال موجهاً كلامه للمغاربة عليكم أن تحكموا ضمائركم وأن تحسنوا الاختيار، لأنه لن يكون من حقكم غداً، أن تشتكوا من سوء التدبير، أو من ضعف الخدمات التي تقدم لكم. واعتبر العاهل المغربي أن التصويت حق وواجب وطني، وأمانة ثقيلة عليكم أداؤها، فهو وسيلة بين أيديكم لتغيير طريقة التسيير اليومي لأموركم، أو لتكريس الوضع القائم، جيداً كان أو سيئاً. وأضاف الملك أن السلطة التي يتوفر عليها المواطن، للحفاظ على مصالحه، وحل بعض مشاكله، ومحاسبة وتغيير المنتخبين، تتمثل في كلمة واحدة من ثلاثة حروف: صوت. وتنطلق اليوم السبت رسمياً الحملة الانتخابية للترويج للمرشحين والبرامج الانتخابية للأحزاب قبل التصويت في الانتخابات المحلية المرتقبة في الرابع من سبتمبر/أيلول المقبل. من ناحية ثانية انتقد الملك المرشحين في الانتخابات السابقة، معتبراً أنهم سبب في عزوف المغاربة عن التصويت، وقال إذا كان عدد من المواطنين لا يهتمون كثيراً بالانتخابات ولا يشاركون فيها، فلأن بعض المنتخبين لا يقومون بواجبهم، على الوجه المطلوب. بل إن من بينهم من لا يعرف حتى منتخبيه. وعبر في الوقت ذاته، عن ارتياحه لعدد المسجلين الجدد في اللوائح الانتخابية بعد حملتين أطلقتهما الحكومة، حيث أعلنت الداخلية المغربية عن تسجيل نحو مليون و800 ألف مواطن في المرحلة الأولى، وتسجيل مليون و100 ألف مع اختتام المرحلة الثانية الأربعاء. (وكالات)
مشاركة :