حديقة الخور بقعة فريدة للترفيه، بجدران ملونة، ومعالم تستحق تأملها حتى أصبحت عنواناً للجمال، ومحطة لقضاء أجمل الأوقات بين زواياها المملوءة بكل مقومات الترفيه، فمنذ تأسيسها عام 1994 كانت نموذجاً لحديقة ترفيهية وتعليمية، فالمساحات الخضر فيها أصبحت تحكي قصصاً لعوائل قضوا أوقاتاً جميلة عليها، حيث الجمال والطبيعة والحداثة، وموقعها الجغرافي في قلب دبي أعطاها ميزة إضافية، ليستمتع زوارها بإطلالتها على خور دبي وامتدادها من جهة جسر آل مكتوم وحتى الجانب الآخر من جسر القرهود بامتداد 2.5 كيلومتر، ويواجهها من الجانب الآخر في ديرة نادي دبي للغولف ويفصلها عنه خور دبي، ليتمتع الزائر بزرقة ماء الخور وسماء دبي الصافية وخضرة نادي الخور، متأملاً المباني الشاهقة التي تعكس تطور دبي، لتخاطب الحديقة كل الحواس بما تزخر به من مناظر ساحرة وأماكن جاذبة، ليتوقف زوارها هنا وهناك لالتقاط الصور التذكارية. محمد الفردان، رئيس قسم الحدائق في بلدية دبي، أشار إلى أن حديقة الخور تعد من أهم الحدائق الترفيهية والعلمية في دبي، مقامة على مساحة تزيد على 96 هكتاراً بتكلفة تتجاوز 260 مليون درهم، وتحتل المرتبة الثانية بعد حديقة مشرف من حيث المساحة، وتعتبر الأحدث من حيث التجهيزات والأقرب لوسط المدينة من حيث الموقع. ويقول: نشأت فكرة تأسيس الحديقة بهدف استغلال الموقع المميز على ضفاف الخور لتصبح حديقة ترفيهية تجذب الأسر وتمنحهم أوقاتاً هادئة في أحضان الطبيعة، وتتوافر العديد من عناصر الترفيه، فألعاب التزحلق والتسلق والتعلق الحديثة وفقاً لأرقى المواصفات العالمية متوفرة، فتوجد 5 مناطق ألعاب ثابتة موزعة على الحديقة، كما توجد منطقة مخصصة لممارسة التدريبات الرياضية مزودة بمجموعة من الألعاب الخاصة باللياقة البدنية، كما تتوافر عدة ألعاب ترفيهية كالدراجات الهوائية ولعبة المتاهة والقطار الدائري للتمتع بمناظر الحديقة، إضافة لألعاب العربات المعلقة والبالون. رغم وجود عدد كبير من الحدائق المتنوعة في دبي، إلا أن حديقة الخور باتت محطة مهمة لكل زوار دبي، لتبقى شامخة تعزف لحن الجمال مع سحر ألوان الزهور، وتحقق دوراً تجميلياً وترفيهياً في آن واحد، وهذا ما وجدناه خلال زيارتنا، ورافقنا في جولتنا مشرف الحديقة عادل عتيق، لننتقل بين مرافقها، ونتوقف عند أجملها، ويحدثنا عن أهم مرافق الحديقة قائلاً: الترفيه في الحديقة مختلف، وتعد منطقة رائدة لوجهة ذات مواصفات فريدة، ليقضي الزائر وقتاً ممتعاً عبر الهواء الطلق، حيث يصل عدد الزوار في أيام الإجازات إلى أكثر من 16 ألف زائر، وفي الأيام الأخرى يتفاوت العدد بين 2000 إلى 3000 زائر، وتضم الحديقة ملعباً نموذجياً صغيراً للغولف ليجد هواة اللعبة غايتهم فيها، وما يميز الحديقة وجود مسرح يتسع لأكثر من 2500 متفرج، وتخصص للفعاليات والعروض الضخمة، وهناك مناطق مخصصة لألعاب الأطفال وموزعة في أكثر من زاوية، ليجد الأطفال كل عناصر الترفيه، أما المناطق المخصصة للعوائل واحتياجاتهم فهي متعددة، ليصل الزوار إلى مناطق الشواء من خلال الممرات المتواجدة وسط المسطحات الخضر، وهناك مناطق مزودة بالمظلات الخشبية والمقاعد الخشبية، وبسبب الإقبال الكبير، نفذت الإدارة العامة للحديقة أفكاراً تطويرية، بإعداد قواعد أسمنتية للشوي لتسد الإقبال الكبير على الحديقة أيام الإجازات. الزوار من متذوقي المتعة حريصون على زيارة الحديقة، لتدب الحياة فيها بالحركة المستمرة، ويجدون فيها الكثير من عناصر الانبهار بجماليات الحديقة وسحرها وعمقها، واختار عادل المرزوقي (موظف) مطعماً كبيراً مزوداً بصالة ألعاب إلكترونية مكيفة، ليتناول وجبة الغداء مع أسرته، بعد رحلة ممتعة في أرجاء الحديقة، ويقول: كل خميس أحرص على زيارة الحديقة ليقضي الأطفال وقتاً ممتعاً، فهناك العديد من الأمور الترفيهية، والفعاليات المستمرة على مدار العام، سواء ترفيهية أو توعوية، ومدينة الطفل تعكس مدى اهتمام دبي بالطفل وتوفير البيئة التعليمية في أجواء ترفيهية. المقاعد الخارجية المقابلة لشاطئ الخور في الهواء الطلق، تمنح الزوار متعة لا تضاهيها متعة، ليجد الزوار فرصة للقراءة في أجواء هادئة مريحة، وكانت إليزابيث مندمجة في الكتاب الذي تقرأه، وتقول: حديقة الخور مختلفة عن بقية الحدائق، فمساحتها الكبيرة تستوعب عدداً كبيراً من الزوار، وطبيعتها الخضراء تجلب الراحة في النفس لتقضي الأسر أوقاتاً ممتعة في ربوعها. الرياضات التي اشتهرت بها الإمارات جذبت السياح الأجانب، ليمتطوا الخيل ويلتقطوا الصور التذكارية، ويركبوا الجمال وينتقلوا بين مرافق الحديقة، واختارت انجلينا براين الخيل لتمارس هوايتها، تقول: حديقة الخور منحتنا أبعاداً جديدة لمعاني الترفيه في الحديقة، فالمناظر الطبيعية خلابة والفعاليات الترفيهية كركوب الخيل متعة كبيرة لعشاق هذه الهواية. تنقلنا الحديقة إلى جمال الطبيعة، وتجلب للنفس راحة، وتقودنا إلى الانبهار بالغرس والزرع المثمر، والتأمل في الشجر والزهر والثمر، إذ تحتوي الحديقة على 082 نوعاً من الأشجار والشجيرات منها نباتات زرعت لأول مرة في دبي، إضافة إلى المسطحات الخضر التي تغطي مساحة نحو 2.3 هكتار من المساحة الإجمالية للحديقة، وخصصت منطقة لزارعة أنواع مختلفة من الخضراوات والفواكه، ليقطف الزوار ثمارها ويتمتعوا بتناول الفواكه الطازجة، أما منطقة الزهور فتضم الأزهار الموسمية في مشهد جمالي جاذب، وجسد علم الإمارات بالزهور لتعكس الهوية الإماراتية بمنظر جمالي آسر للقلوب والعيون، أما الحديقة الصخرية تحتوي على أنواع مختلفة من نباتات البيئة الصحراوية وهي مصممة تصميماً حديثاً يجمع بين الروح الهندسية والروح الطبيعية، وهذا الجمال الطبيعي كفيل بإحياء القلوب، والانبهار بتنسيق النباتات وتلوين الزهور، وتموج ألوانها، لتبدو لوحة جمالية فريدة. خطوات عملية ملموسة تدعم ذوي الإعاقة في أحضان الطبيعة، حيث تشمل حديقة الخور تسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة تشمل الإعفاء من رسوم الدخول وتوفير المواقف الخاصة بهم بالقرب من بوابات الدخول ومراعاة انسيابية الممرات وتوفير دورات مياه بمواصفات خاصة لهم. التليفريك تكمن الإثارة الحقيقية عند ركوبك العربة المتنقلة التلفريك، فالإطلالة ساحرة على كل ما تمر به، والمشهد أسطوري لتعانق أشعة الشمس الذهبية زرقة المياه الصافية، حيث يقلع من محطة التحرك بالقرب من المطعم الرئيسي في الحديقة ويطوف فوق المنطقة من جسر القرهود إلى جسر آل مكتوم وتنتهي بالمحطة الوسطى في رحلة مدتها نحو نصف ساعة، ليمتع الزائر ناظره في رحلته الاستكشافية بالعمارة المذهلة والطبيعة الساحرة والحياة البسيطة والحديثة، فرؤية دبي من فوق انبهار آخر. الحياة التراثية ترك لنا أجدادنا الكثير من التراث الأصيل يحق لنا الفخر به والمحافظة عليه وتوظيفه في حياتنا، وهذا التوجه حاضر بقوة في منطقة الأفلاج لتشم رائحة زمن قديم لم نعشه، وترجع الزوار إلى أحضان الطبيعة الساحرة، بجمعها الطرازين الهندسي والطبيعي، لتحقق توازناً وتمازجاً بديعاً يشد الأنظار، وتعبر المنطقة عن نمط الحياة القديمة المشهورة بزراعة النخيل في الفترات الماضية من تاريخ الإمارات، والموقع يشق مجرى مائياً يمر حول أشجار النخيل، ويعرف الزائرين بأساليب الري المستخدمة في الماضي لأشجار النخيل والمسمى بالفلج، ويداعب كل ذلك أضواء براقة وضعت بطريقة تقليدية وسط الفوانيس، لتنقل الزوار إلى الحياة القديمة في الإمارات، كما تتوافر بالحديقة قوارب خاصة للنزهة والرحلات البحرية في خور دبي .الانبهار حليف كل من يزور هذه المنطقة أمام ذاك الكم من المناظر الطبيعية التي تلتحم مشكِلة مزيجاً من المساحات الخضر والعشبية. عروض الدلافين والطيور مشهد الببغاء بألوانه الزاهية يؤدي الحركات البسيطة ويقلد الأصوات يبهر الزوار، ليقضوا وقتهم متأملين عروض الببغاوات تتحرك وتؤدي الحركات البسيطة وتطير فوق مقاعد الجمهور، وفي زاوية ثانية يجد الزوار متعة بصرية أخرى، وترفيهاً من نوع آخر، يتجسد في عروض الدلافين. واعتبر إبراهيم النقبي، موظف في وزارة الداخلية، تلك القاعات المخصصة للعروض من أفضل أماكن التسلية لكل العائلة في الحديقة، لأنها تركز على تحقيق التوازن بين التعليم والترفيه العائلي، ما يجعل منها مغامرة بحرية وترفيهية مثيرة. ويقول: وجدت في الحديقة كل ما أحتاج من ترفيه، وما يشد الانتباه من عناصر المتعة، وعروض الدلافين مملوءة بالنشاط والحركات الجديدة التي تسمح للدلافين بالتفاعل مع الجمهور والمدربين.
مشاركة :