في قلب واحدة من أعظم القلاع التاريخية المصرية وواحدة من أروع البقاع الساحرة التي تطل على قاهرة المعز، انطلقت مساء أول من أمس الخميس فعاليات الدورة الـ24 لمهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء التي تستمر حتى نهاية أغسطس (آب) الحالي، على أنغام مصرية وألمانية تمزج بين الألحان الشرقية ونغمات الجاز الغربي وتراتيل قبطية وإنشاد صوفي إسلامي قدمها فريق الجاز المصري الألماني «كايرو ستبس». افتتح المهرجان وزير الثقافة المصري عبد الواحد النبوي، ورئيسة دار الأوبرا المصرية إيناس عبد الدايم، في حضور رئيس البيت الفني في الأوبرا ومدير المهرجان رضا الوكيل، وكبار المثقفين المصريين والعرب وقناصل وسفراء الدول الأجنبية. وقال وزير الثقافة في كلمته الافتتاحية للمهرجان الذي جاء في أعقاب التفجير الإرهابي الذي طال مبنى الأمن الوطني بشبرا الخيمة وأثار الذعر في أرجاء محافظتي القاهرة والجيزة: «إن المهرجان بمثابة رسالة ثقافية تنويرية، وهو رد على كل محاولات التطرف والإرهاب، فمشاركة جموع كبيرة من المواطنين في هذا الحفل خير رد على قوى الظلام أننا لن ننحني أمام إرهابهم»، وأكد أن «الموسيقى جزء مهم من الثقافة، فإذا كانت القراءة غذاء العقل فإن الموسيقى غذاء الروح»، مشيرًا إلى «أننا أحوج ما نكون إلى دور الثقافة للإصلاح والتنوير، وأن الأوبرا من خلال هذا المهرجان تقدم عروضها خارج مسرحها في منطقة القلعة وبأسعار زهيدة للمواطنين من أجل تحقيق الرسالة الفنية والثقافية». وألمح الوزير إلى أن المهرجان يحقق نجاحا هذا العام بخروجه إلى العالمية، وذلك بوجود فرقتين أجنبيتين، تقدم الأولى حفلا في الافتتاح وهي فرقة الجاز المصري الألماني، أما الثانية وهي فرقة فلامنكو، تقدم عرضها في الختام، كما يشارك في حفلاتها نجوم الغناء العربي. واستهل الحفل بتكريم خمس شخصيات أثرت الساحة الفنية المصرية، وشاركت في إنجاح الدورات المتتالية للمهرجان، وهي: الراحل أشرف عبد المحسن كبير مهندسي الصوت في دار الأوبرا، والمايسترو عبد الحميد عبد الغفار، وعازف العود سيد منصور، ومغني الأوبرا وليد كريم، وخبير الماكياج أحمد فكري. وأشاد وزير الثقافة بأسماء المكرمين في المهرجان، مؤكدا ضرورة البحث دائما عمن أفنوا حياتهم لخدمة الفن خاصة من لا يعرفهم الجمهور ويقفون خلف الكاميرا، ويمتعون الجمهور والفنانين بأدائهم ومهاراتهم في العمل وخدمة الفن. وبدأت الفعاليات الفنية بحفل فريق الجاز المصري الألماني «كايرو ستبس» لمؤسسه عازف العود باسم درويش، وبمشاركة المنشد الصوفي زين محمود، وكورال «الكاروز»، والمرنّم القبطي ماهر فايز، ومجموعة من أبرز العازفين الألمان بقيادة المايسترو سبستيان مولر، وضيفي الشرف: عازفة الفلوت إيناس عبد الدايم، وعازف الأوبرا وسام أمين. وقدم الفريق فقرة فنية تضمنت مجموعة من الأعمال الخاصة بفريق «كايرو ستبس»، تحمل طابعه المميز وتجمع بين الموسيقى المصرية والكلاسيكية والإلكترونية مع الجاز المعاصر ممزوجة بالنزعة الصوفية والوطنية، لتخلق تجربة موسيقية فريدة مع مقطوعات «سلطان»، و«صغير أنا بين إخوتي»، و«أرابيسكان»، و«يبكي ويضحك»، و«كل الرضا»، و«إسكندرية»، و«سيوة» و«عنبر»، إضافة إلى أغنية «أحلف بسماها وبترابها» موزّعة في شكل جديد. وتقام فعاليات المهرجان على مسرحي القلعة، حيث تقام حفلات عند الثامنة والنصف مساء على مسرح «المحكي 1»، يحييها نخبة من الموسيقيين والفنانين المصريين، ومنهم: «سعيد الأرتيست» وفرقته، عازف الغيتار شريف مصطفى، وفرقة الطنبورة البورسعيدية، وفرقة «بغدادي باند» بقيادة المايسترو مجدي بغدادي، و«عمدان النور»، وفتحي سلامة وفرقته «شرقيات»، و«ويف جاز باند»، وفرقة المولوية المصرية بقيادة عامر التوني، وعازفة الهارب منال محيي الدين، وأوركسترا القاهرة الاحتفالية مع سوليست الأوبرا بقيادة المايسترو طارق مهران، وعازفة الماريمبا نسمة عبد العزيز، والمطربة عزة بلبع. كما تقام الحفلات الغنائية الساهرة على مسرح «المحكي 2» بدءًا من العاشرة مساء، وتحييها نخبة من نجوم الغناء في مصر والعالم العربي، هم: إيهاب توفيق، ونادية مصطفى، والمطرب السوري مجد القاسم، ولؤي، وخالد سليم، ومحمد الحلو، ومدحت صالح، والمطربة التونسية غالية بن علي، وإيمان البحر درويش، وعلي الحجار. هذا ويعتبر «مهرجان القلعة» من أقدم المهرجانات السنوية التي تقيمها دار الأوبرا المصرية بالتعاون مع وزارة الثقافة، باعتباره أحد أهم النوافذ الفنية المجانية التي تلقى إقبالا جماهيريا كبيرا من المصريين والعرب والأجانب المقيمين بها من عشاق الفن الأصيل.
مشاركة :