قعد الخوارج وخلايا داعش النائمة - ناصر الحزيمي

  • 8/22/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يذكر المبرد في كتاب الكامل وهو كتاب في اللغة والأدب وتميز بنقله الوافر لأخبار الخوارج قال: من طريف أخبار الخوارج قول قطري بن الفجاءة المازني لأبي خالد القناني وكان من قعد الخوارج قعد الخوارج هم أناس يؤمنون بأفكار الخوارج إلا أنهم لم يحملوا السيف على جماعة المسلمين، وهي شبيهة بخلايا داعش النائمة وكان منهم دعاة لأفكار الخوارج وممجدون لمسلكهم المنحرف أبا خالد إنفر فلست بخالد وما جعل الرحمن عذراً لقاعد أتزعم أن الخارجي على الهدى وأنت مقيم بين لص وجاحد فكتب إليه أبو خالد: لقد زاد الحياة إلي حبا بناتي، إنهن من الضعاف أحاذر أن يرين الفقر بعدي وأن يشربن رنقا بعد صاف وأن يعرين إن كسي الجواري فتنبو العين عن كرم عجاف ولولا ذاك قد سومت مهري وفي الرحمن للضعفاء كاف أبانا من لنا إن غبت عنا وصار الحي بعدك في اختلاف وكان من المألوف في التراث أن تلتقي بأناس يتبنون أفكار الخوارج ويدعون لها ويدعون للخروج على جماعة المسلمين بالسيف إلا أنهم لم يخرجوا بالسيف على جماعة المسلمين وكان يطلق عليهم قعد الخوارج وهم أناس يؤمنون بأفكار الخوارج إلا أنهم لم يحملوا السيف على جماعة المسلمين، وهي شبيهة بخلايا داعش النائمة وكان منهم دعاة لأفكار الخوارج وممجدون لمسلكهم المنحرف وكان على رأسهم شاعر مشهور قضى حياته هارباً متخفياً من بني أمية وهو عمران بن حطان، قال الجاحظ في البيان والتبيين: ((ومن الخطباء الشعراء عمران بن حطان وكنيته أبو شهاب أحد بني عمرو بن شيبان اخوة سدوس فمن بني عمرو بن شيبان.. عمران بن حطان رئيس القعدة من الصفرية وصاحب فتياهم ومقرعهم عند اختلافهم)). إذاً عمران بن حطان ليس مجرد رجل من الخوارج الصفرية وإنما كان مفتيهم وصاحب كلمة مسموعة بينهم. وكان من حديث عمران بن حطان فيما ذكر المبرد في الكامل ((عن محمد بن سلام أنه لما طرده الحجاج كان ينتقل في القبائل، فكان إذا نزل في حي انتسب نسباً يقرب منه،.. ثم خرج حتى نزل عند روح بن زنباع الجذامي، وكان روح يقرأ الأضياف، وكان مسامراً لعبدالملك بن مروان أثيراً عنده، فانتمى له من الأزد. وكان روح بن زنباع لا يسمع شعراً نادراً ولا حديثاً غريباً عند عبدالملك فيسأل عنه عمران بن حطان إلا عرفه وزاد فيه، فذكر ذلك لعبدالملك، فقال: إن لي جاراً من الأزد ما أسمع من أمير المؤمنين خبراً ولا شعراً إلا عرفه وزاد فيه، فقال: خبرني ببعض أخباره، فخبره وأنشده، فقال: إن اللغة عدنانية، وأني لأحسبه عمران بن حطان؛ حتى تذاكروا ليلة قول عمران بن حطان يمدح ابن ملجم لعنه الله: يا ضربة من تقي ما أراد بها إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لأذكره حينا فأحسبه أوفى البرية عند الله ميزانا فلم يدر عبدالملك لمن هو، فرجع روح إلى عمران بن حطان، فسأله عنه. فقال عمران: هذا يقوله عمران بن حطان، يمدح به عبدالرحمن بن ملجم، قاتل علي بن أبي طالب، فرجع روح إلى عبدالملك فأخبره، فقال له عبدالملك: ضيفك عمران بن حطان، اذهب فجئني به، فرجع إليه، فقال: إن أمير المؤمنين قد أحب أن يراك، قال عمران: قد أردت أن أسألك ذلك فاستحييت منك، فامض فإني بالأثر، فرجع روح إلى عبدالملك فأخبره، فقال له عبدالملك: أما إنك سترجع فلا تجده فرجع وقد ارتحل عمران، وخلف رقعة فيها: يا روح كم من أخي مثوى نزلت به قد ظن ظنك من لخم وغسان حتى إذا خفته فارقت منزله من بعد ما قيل عمران بن حطان قد كنت جارك حولا ما تروعني فيه روائع من إنس ومن جان حتى أردت بي العظمى فأدركني ماأدرك الناس من خوف ابن مروان فاعذر أخاك ابن زنباع فإن له في النائبات خطوباً ذات ألوان يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن وإن لقيت معديا فعدناني لوكنت مستغفرا يوما لطاغية كنت المقدم في سري وإعلاني لكن أبت لي آيات مطهرة عند الولاية في طه وعمران وبالرغم من أن روح بن زنباع كان كريماً في ضيافة عمران بن حطان إلا أنه أي ابن حطان استكثر عليه الدعاء وذلك لمذهبه الضال والمنحرف. ولعمران بن حطان أخبار كثيرة في كتب الأدب لا يمكن تجاوزها دون الوقوف عليها وتأمل كلماتها يقال انه مرّ بالفرزدق وهو ينشد شعره فقال له: أيها المادح العباد ليعطى أن لله ما بأيدي العباد فاسأل الله ما طلبت إليهم وارج فضل المقسم العواد لا تقل للجواد ما ليس فيه وتسم البخيل باسم الجواد جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن ابن شبرمة قال سمعت الفرزدق يقول كان بن حطان من أشعر الناس. إن سلوك عموم الإرهابيين لا يختلف عن سلوك ابن حطان فهم يعيشون في هذا البلد ويأكلون من خيراته ويتنعمون بكل مميزاته من رفاه وصحة وتعليم وهم يحملون في دواخلهم الكيد والغدر والخيانة.

مشاركة :