أصدقاء الصباح - يوسف القبلان

  • 8/22/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قلت لصاحب ورشة السيارات العربي: أنا معجب بك. أجابني مندهشاً: شكراً، ولكن ما هو سبب الإعجاب؟ قلت لأن ابنك الشاب يعمل مساعداً لك في الورشة. قال وكأنه يطمئنني: وهو يدرس أيضاً. قلت له: هذا شيء ممتاز لاستثمار الوقت في اكتساب مهارات فنية وعملية قد يحتاجها في المستقبل. قال: وهذا أفضل من ضياع الوقت في السهر وألعاب غير مفيدة. وأضاف: نحن كلنا على هذا المنوال، أحد أقربائي يدرس الطب ويعمل في وقت فراغه عامل نظافة ليدفع تكاليف دراسته. هذا الحوار مع صاحب الورشة دفعني لكتابة هذا المقال واخترت له عنوان (أصدقاء الصباح) كون الصباح رمزاً للنشاط والحيوية والعمل. وهنا لابد من التنويه والتقدير لمن يعملون في المساء بحكم طبيعة العمل فهؤلاء حالة استثنائية وخاصة من يعمل في القطاعات الأمنية. عنوان المقال فرض نفسه بحكم كتابة هذا الموضوع في الإجازة وهي ترتبط ببرنامج شبابي يحول النهار إلى ليل والليل إلى نهار. التفسير الأقرب لهذا السلوك هو أن الشاب قرر أن يجعل الإجازة للراحة والترفيه فقط. طبعاً، هذا القرار ليس قرار الجميع، بعض الشباب استثمروا الإجازة أو جزءاً منها في الالتحاق بوظائف موقته، أو برامج تدريبية، أو رحلات ثقافية. هناك تغير إيجابي ملحوظ في نظرة الشباب إلى العمل. صرنا نقابلهم في المطاعم والسوبر ماركت ونتطلع إلى مقابلتهم في الورش والمصانع والصيدليات والمزارع والمكاتب السياحية، وفي كافة ميادين العمل. ولعلي أشير في هذا المقام إلى خبر ذي علاقة بموضوعنا قرأته في (الرياض) وهو عن تنظيم أمانة الرياض فعالية تحمل عنوان (المرافق العامة نافذة الشباب للعمل التطوعي) وحسب تصريح المهندس سليمان البطحي وكيل أمين منطقة الرياض للخدمات فإن هذا التنظيم يتزامن مع اليوم العالمي للشباب من أجل دعم العمل التطوعي وتعزيز وترسيخ قيم المواطنة وأهمية دور الشباب في جميع المجالات المجتمعية وسوف يشارك في هذه الفعالية أكثر من 100 مشارك. هذا توجه جيد لاستثمار الوقت واستثمار طاقات الشباب خاصة أن نسبة الشباب في مجتمعنا مرتفعة. وهي نسبة تجعلنا نعتبر أن عدد المشاركين في هذه الفعالية قليل جداً والمؤمل أن يتم استيعاب أعداد أكبر في المستقبل. ثم هناك سؤال منطقي، وهو لماذا لا تكون مثل هذه الفعاليات مستمرة؟ لماذا ترتبط بالمناسبات؟ وماذا لو تم التنسيق بين الجهات ذات العلاقة مثل وزارة العمل، ووزارة التعليم، ومعهد الإدارة العامة، والأمانات لتنظيم مثل هذه الفعاليات بصفة مستمرة ليس للأعمال التطوعية فقط وإنما لاكتساب المهارات من خلال تجارب عملية في القطاعات الحكومية والأهلية. أختم بالقول إن صديق الصباح لن ينتظر دعوة من وزارة أو شركة، أو ورشة تدعوه للعمل أو التدريب بل سيذهب هو ويطرق بابها ولن يكل متنه حتى يفتح له الباب. إنها الإرادة وإدارة الذات.

مشاركة :