أكد مدير المركز السعودي للقاحات الدكتور مازن حسنين، أن التطعيم بلقاح «فايزر-بيونتيك» الذي وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء ليس إجباريا، وأن القلق من اللقاح حالة طبيعية، مؤكدا أنه سيكون حريصا على أخذ اللقاح بعد توفره في المملكة. وشدد الدكتور مازن حسنين خلال استضافته في برنامج «120» على قناة الإخبارية وتم بثه اليوم (الجمعة)، على أن لقاح «فايزر-بيونتيك» آمن دون شك، ومن المهم أن نعترف بوجود قلق بين الناس، إذ إن هذا القلق صادر عن أسباب واضحة جدا، منها أنه ولأول مرة يكون لدى عامة الشعب معلومات مناطة بإنتاج العلاج والتجارب السريرية والأضرار الجانبية للقاحات، إضافة إلى أن ذلك تم خلال فترة قصيرة جدا، إذ إن قبل عام من الآن لم يكن أحد يعلم عن التجارب السريرية واللقاحات، أما الآن فالعدد كبير، كما أن من الأسباب مصادر المعلومات التي أصبحت متوفرة بشكل كبير جدا، وأغلبها غير صحيحة، وهذا ما أدى إلى القلق، ويجب الاعتراف بوجوده، والعمل على تهدئة الناس، فهذا القلق طبيعي وصحي لأن هذه الحالة لم تمر علينا من قبل بوجود مرض ثم إيجاد العلاج واللقاح سريعا. وكشف الدكتور حسنين أن أخذ اللقاح لن يكون إجباريا، وسيكون التقنين للقاح مثل كل الأدوية السابقة له من ناحية الأبحاث والتجارب السريرية والأضرار الجانبية، وسيستمر ذلك حتى بعد وصوله إلى المملكة، وتلقيه من قبل المواطنين والمقيمين. وأوضح أن هيئة الغذاء والدواء ستقوم بتحليل عينات كل شحنة للقاح قبل استخدامه لضمان جودته، وهذا أحد الإجراءات الثابتة للهيئة وليس جديدا عليها، وأي شحنة تصل إلى المملكة يتم أخذ عينات منها بطريقة ثابتة ومنصوص عليها، ويتم فحصها، سواء فحص المادة الفعالة الداخلية، أو فحص العبوات المحتوية له، إضافة إلى جميع خصائص الدواء للتأكد من أن الدراسات التي أجريت هي ذاتها التي تم تدوينها على العبوات والتي ستصل للمتلقين في النهاية. وأكد الدكتور مازن حسنين صحة المعلومات التي تفيد بأن اللقاح يجب أن يكون في درجة حرارة معينة، وأن يكون داخل ثلاجات خاصة، وإذا لم يُحفظ بدرجة الحرارة المعينة فإنه يتعرض للتلف، إذ إن من ضمن الأنظمة التي استحدثتها هيئة الغذاء والدواء ويتم العمل بها الآن هو حساسات درجات الحرارة، فبمجرد حدوث فرق في درجات الحرارة تصل المعلومة فورا إلى الهيئة لكشف أي اختلاف لا قدر الله. وحول الفائدة الفعلية للقاح وهل يمكن الاستغناء عن ارتداء الكمامة بعد أخذ اللقاح، وعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي، وهل يعني ذلك عدم الإصابة بكورونا؟ أجاب مدير المركز السعودي للقاحات بأن الفاعلية الأكيدة للقاح هو أن احتمال حدوثه الإصابة بـ«كوفيد-19» ضعيف جدا، وهذا ما أثبتته نتائج الأبحاث، ولكن يجب أن نلتزم بارتداء الكمامات حتى لو تم التطعيم باللقاح، وخصوصا للأشخاص الآخرين الذين لن يتحصلوا عليه في البداية، ويجب علينا الاستمرار بذلك حتى نقضي على الجائحة، فانتقال العدوى مازال موجودا. وجدد تأكيده على أن من سيتلقى اللقاح ستقل نسبة إصابته بالعدوى، إذ إن من تم تطعيمهم بلقاح «فايزر» وأصيبوا بعدوى كورونا نسبتهم ضعيفة جدا مقارنة بمن لم يتحصلوا على اللقاح. وحول الآثار الجانبية للقاح، قال إن الآثار الجانبية واردة في جميع الأدوية، والأشخاص الذين أجريت عليهم البحوث الخاصة بلقاح «فايزر» وتوفوا، لم تكن وفاتهم بسبب اللقاح، إذ كان هناك 44 ألف مريض ومتبرع أجريت عليهم الأبحاث، وأغلبهم من كبار السن ويعانون من أمراض أخرى، ولهذا السبب دخلوا في الدراسة. أما عن الفئات التي لن تتلقى اللقاح، طمأن الدكتور مازن حسنين الجميع بأنه من خلال التسجيل مع وزارة الصحة ستتم معرفة من يمكنهم أخذ اللقاح ومن لا يمكنهم، ولا داعي لأن يشعر الشخص بالقلق على نفسه حول ذلك، مضيفا أن من الفئات التي لن تتلقى اللقاح الحوامل وصغار السن، إذ إن الدراسات أجريت لمن أعمارهم 16 عاما فأكثر، والأطفال لم تشملهم الدراسة الحالية، وبالتالي لن يتم شمولهم ضمن الطعيم باللقاحات مبدئيا، وكذلك من لديهم مشكلات في المناعة، أو يعانون من الحساسية العالية من الأدوية، المرتبطة بالجلد أو التنفس أو الجهاز القلبي وغيرها من أنواع الحساسية، ومنها حساسية الصدر، فلن يتم تطعيمهم باللقاح، أما من يعانون من أمراض مزمنة فقد شملتهم الدراسات السريرية، واللقاح مفيد لهم دون شك. وفي ما يخص إلزام منسوبي القطاع الصحي بأخذ اللقاح إجبارياً، قال مدير المركز السعودي للقاحات إن اللقاح لن يكون إجباريا على أحد، ولكن العاملين في القطاع الصحي وخصوصا من هم في الخط الأول أكثر دراية بالضرر الناتج عن الإصابة، نتيجة مواجهتهم للمرضى ومعالجتهم للمصابين، ورأوا بأنفسهم تدهور أوضاع المصابين والمشكلات الصحية والتنفسية التي تلازمهم جراء الإصابة. وأجاب الدكتور مازن على استفسار حول إمكانية التصريح للقاحات أخرى مستقبلا كاللقاح الصيني مثلا، بعد أن تم التصريح بلقاح «فايزر-بيونتيك»، إذ أكد أن ما ذكره الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور هشام الجضعي كان دقيقا جدا، فهناك شركات كثيرة تقدمت إلى هيئة الغذاء والدواء، وتتم دراسة أوراقها من ناحية الأبحاث والدراسات السريرية والأبحاث قبل السريرية، ومتى ما وصلوا إلى الدرجة النهائية والقبول سيصدر التصريح، وهناك عدد كبير من الشركات مازالت تحت الدراسة. وفي ما يخص العمل على لقاحات مشابهة للقاح «فايزر» واللقاح الصيني، وجهود التي يبذلها المركز في هذا المجال، أكد أن هذه نقطة مهمة جدا تهم موضوع السلامة الصحية الوطنية، إذ إنه وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، عملت جميع الجهات الحكومية بشكل متواصل مع القطاع الخاص، ليس لتوفير التطعيمات للمملكة فقط، بل حتى لتحفيز الأبحاث والتطوير والدراسات السريرية، وأعلن عن بعضها، والبعض الآخر مازال تحت الإنشاء، إذ إن الموضوع حدث في فترة قصيرة، ولكن هناك أبحاث قائمة وسترى النور. وحول صحة المعلومة التي ترددت في وسائل التواصل الاجتماعي بأن اللقاح الصيني أكثر أمانا من لقاح فايزر، كشف أن المعلومة الصحيحة تتمثل في أن التكنولوجيا المستخدمة في التطعيمات معروفة سابقا وقد استخدمت لإنتاج تطعيمات قديمة، أما التكنولوجيا التي استخدمتها شركة «فايزر» تعتبر حديثة، ويعتبر هذا أول تطعيم من هذا النوع، أما من ناحية أنه أكثر أمانا فليس صحيحا، فالأمان متساوٍ، ونتائج شركة «فايزر» ممتازة جدا وأُعلنت لدى الجهات الإعلامية والعلمية التجريبية، بخلاف غيرها من النتائج الأخرى التي لم تعلن.
مشاركة :