دبي في 12 ديسمبر/ وام / أكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي بالدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة للمرأة مكنها من القيام بدور بارز في التعامل مع تحديات وإفرازات أزمة كوفيد – 19 بما في ذلك نجاح منظومة الأمن الغذائي مشددة على الدور الأساسي للمرأة حول العالم في تأمين النظام الغذائي للأسرة والمجتمع وفي الإنتاج أيضا حيث تساهم في أكثر من 50 بالمائه من انتاج الغذاء في مناطق كثيرة حول العالم. وأشارت معاليها إلى العلاقة القوية بين التوازن بين الجنسين والأمن الغذائي حيث أن انعدام الأمن الغذائي في العديد من الدول مرتبط إلى حد كبير بمشكلة عدم المساواة بين الجنسين فيها. جاء ذلك خلال الجلسة الثانية لمبادرة "حوارات دبي الافتراضية للمرأة" التي نظمتها مؤسسة دبي للمرأة تحت عنوان "المرأة والأمن الغذائي" البداية نحو مستقبل مستدام" والتي استضافت فيها كل من معالي مريم المهيري ومجيد يحيى مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في الإمارات وممثل البرنامج لدى دول مجلس التعاون الخليجي وسيمون فيلايني رئيسة مؤسسة قيادة الهدف الرابع للتنمية المستدامة. وقالت معالي مريم المهيري إن قيادة دولة الإمارات لديها من الرؤية والبصيرة التي تمكنها من تحقيق التوازن بين الجنسين وتعزيز دور المرأة في كافة القطاعات ما انعكس إيجابا على الاقتصاد والمجتمع وتحقيق الرخاء والازدهار ...مضيفة أن الأمن الغذائي بصفة عامة مرتبط إلى حد كبير بالتوازن بين الجنسين نظرا لدور المرأة في صناعة القرار المتعلق بإدارة منظومة الغذاء في الأسرة وهو ما أكد عليه مجيد يحيى الذي شدد على أهمية تمكين المرأة في الدول النامية من الوصول إلى الموارد والنظم الغذائية بما يتوازى مع دورها الكبير في إنتاج أكثر من 50 بالمائه من الغذاء وبما يساعدها على القيام بمسؤوليتها في توفير الأمن الغذائي للأسرة. من جانبها قالت سيمون فيلايني إن الالتزام بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وضمان تمثيل المرأة في القيادة أمران ضروريان لمعالجة مشكلة الأمن الغذائي والتغلب على تحدياته مضيفة أن الإمارات تعتبر نموذجا في تبني الأهداف الأممية والحرص على تحقيقها. وتطرق المشاركون في الجلسة الافتراضية التي عقدت عبر تقنية الفيديو كونفرانس إلى أهمية إشراك المرأة فيما يتعلق بصنع القرار في موضوع المرأة والأمن الغذائي والاستدامة وما أحدثته جائحة" كوفيد 19 " من وعي بالتحديات التي واجهت العالم فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمائي والحاجة إلى وضع حلول مبتكرة ومستدامة للأزمات طويلة الأمد تساهم بها المرأة كونها الأكثر قدرة على تحديد الأوليات الغذائية بالإضافة لضرورة تعزيز الوعي حول هدر الموارد الطبيعية وما يمكن إحداثه من الالتزام الفردي بإيقافه. وأكدت معالي مريم المهيري أن دولة الإمارات لا تسعى فقط لأن تكون مركزا لتجارة المواد الغذائية بل تهدف لأن تصبح مركزا عالميا للابتكار والتكنولوجيا في مجال الأمن الغذائي وتؤمن بأن ضمان التحول الناجح لتحقيق الأمن الغذائي يشمل أيضا بناء القدرات البشرية في هذا الاتجاه بداية من التعليم مرورا بإدماج المرأة في هذه المنظومة ...لافته إلى أن دولة الإمارات بصدد إنشاء أكاديمية للعلوم الزراعية. وقالت معاليها أن قيادتنا الرشيدة رسخت أهمية تمكين المرأة تعليميا منذ تأسيس دولة الإمارات على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" الذي أيقن مبكرا أن تمكين المرأة تعليميا يصنع مجتمعا متقدما وقد ضمن هذا تمثيل المرأة وإشراكها على جميع المستويات في الدولة" مشيرة إلى أن المرأة تمثل نحو 30 بالمائه من مجلس الوزراء و50 بالمائه من أعضاء المجلس الوطني الاتحادي كما أنها تمثل أكثر من 50 بالمائه من الكادر الوظيفي بوزراة الدولة للامن الغذائي والمائي. وسلطت معالي وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي الضوء على أهمية التعاون بين الحكومات والمنظمات الدولية كضرورة لضمان الأمن الغذائي العالمي للجميع ..مشيرة إلى أن الإمارات لديها العديد من المشاريع والبرامج المشتركة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي لمساعدة المحتاجين حول العالم بالإضافة إلى جهودها المشتركة مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو". وأضافت " بدأنا مشروعا في ليبيريا لمساعدة المرأة الريفية على تحقيق الدخل المستدام الأمن الغذائي وتوفير فرص التغذية كجزء من الجهود الإنسانية المتواصلة للدولة من أجل تمكين المرأة في جميع أنحاء العالم". وقالت " لدينا في دولة الإمارات الموارد والوسائل التي يمكن من خلالها أن نساعد الآخرين فمن واجبنا ليس فقط توفير احتياجات الأمن الغذائي المحلي ولكن أيضا الإسهام في توفير الاحتياجات على المستوى العالمي" ..مؤكدة أهمية الالتزام بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي تضمن التفوق في الشراكات الدولية الهادفة لتمكين مختلف المجتمعات اقتصاديا. من جانبه أكد مجيد يحيى أهمية دور المرأة في الإنتاج وإدارة منظومة الغذاء على المستوى الأسري حول العالم وكذلك دورها الذي لا يقل أهمية من حيث الإنتاجية مشيرا إلى أن المرأة لا تزال تكافح ضد نقص الموارد وإتاحة الفرص في صنع القرار بالعديد من الدول على الرغم من كونها المسؤولة عن توفير نصف إنتاج الغذاء في العالم ...مؤكدا ضرورة إيجاد طرق لتمكينها في أنظمة الغذاء وأن تتاح لها الفرص خاصة في مواقع صنع القرار ما يدعو للتعاون وتكاتف الجهود العالمية لمعالجة مشكلة نقص الغذاء ..لافتا إلى أن من بين أهداف برنامج الغذاء العالمي اعتماد أجندة تهدف لإشراك المرأة وتعزيز وصقل جهودها في تحقيق الأمن الغذائي العالمي. كما أكد يحيى أن برنامج الغذاء العالمي منظمة تعتمد بالكامل على التبرعات...معربا عن شكره للدول المانحة التي دعمت المنظمة على مدار السنوات وعلى رأسها دولة الإمارات التي قدمت مساهمات قياسية على مدار السنوات القليلة الماضية. كما قالت سيمون فيلايني إن تمثيل المرأة في القيادة وضمان مساهمتها في عمليات صنع القرار يعد أحد الأهداف المهمة وهو المفتاح لحل التحديات الفرعية المتعلقة بالأمن الغذائي. ولفتت سيون فيلايني إلى أن أهداف التنمية المستدامة تسمح للمجتمعات بالتغلب على التحديات المختلفة من خلال تشجيع التغيير المنهجي ..وقالت إن دولة الإمارات مثال ممتاز على ذلك نتيجة لالتزامها الثابت بأهداف التنمية المستدامة كما أن نهج قيادتها يستشرف الأفاق المستقبلية ..منوهه بأنه عند تناول موضوع الأمن الغذائي من المهم أن ندرك أن التعليم هو أيضا مفتاح للتغلب على تحدياته وإذا تحدثنا عن تعليم الفتيات فالإمارات أيضا مثال رائع في هذا الأمر وتجسيده على أرض الواقع". وأضافت " أنشأنا مؤسسة قيادة الهدف الرابع للتنمية المستدامة لتزويد الحكومات بالدعم الذي تحتاجه على مستوى القيادة لمساعدتها على الالتزام بأهداف التنمية المستدامة وتنفيذها حيث أن الشراكات والتعاون أساسيان لضمان الأمن الغذائي والمساواة والعدالة أساسيان للتنمية المستدامة".
مشاركة :