مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان يوثّق مسيرته ومنجزاته

  • 11/17/2013
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) أخيراً، كتاباً يستعرض من خلاله مسيرة المركز وأبرز الإنجازات التي حققها لنشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة وتهيئة الفرص لالتقائهم حول المشتركات الإنسانية لإرساء قيم التفاهم والتسامح والتعاون في كل ما ينفع الإنسانية ويحفظ السلام العالمي. وازدان كتاب مسيرة المركز بعبارات موجزة من خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- للمؤتمر العالمي للحوار الذي عقد في مدريد، قال فيها: "ليكن حوارنا مناصرة للإيمان في وجه الإلحاد، والفضيلة في مواجهة الرذيلة والعدالة في مواجهة الظلم والسلام في مواجهة الصراعات والحروب والأخوة البشرية في مواجهة العنصرية". وسيتم إهداء نسخ منه للمشاركين في المؤتمر العالمي "صورة الآخر"، الذي ينظمه المركز يومي 18 و19 نوفمبر الجاري بالعاصمة النمساوية فيينا. وأكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر، ضخامة المسؤولية المنوطة بالمركز في تنفيذ مبادرة خادم الحرمين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مشيراً إلى أن العمل جار على تحقيق تطلعات خادم الحرمين في إنشاء مؤسسة دولية للحوار تمد جسور التفاهم والتعاون لما فيه خير البشرية بين أتباع الأديان والثقافات المختلفة وأن هذه المسؤولية تشريف وتكريم وأمانة، فلا أنبل ولا أسمى من العمل من أجل تحقيق التعاون والتعايش السلمي بين أفراد الأسرة الإنسانية الواحدة وزرع الخير بين الناس. وقال في تقديمه للكتاب: "إن الحوار يقوم على تعدد وجهات النظر ليتشكل في الأفق الحواري قدر من التساؤل المعرفي الذي ينأى عن التعصب للفكرة وينبذ الصدام، بحثاً عن الحقيقة وعن الصورة الحوارية المثلى التي تجعل قيم المشترك الإنساني في الأخلاق والتسامح والتعاون هي الصوت الأقوى حضوراً في هذا الحوار". وأضاف أن "المعنى الكامن في تلاقي أتباع الأديان والثقافات يتجلى في كونه حواراً إنسانياً بالدرجة الأولى، وهو ما يسهم في التواصل المتميز الذي ينتج معرفة جديدة متنوعة تحترم الاختلاف الذي هو آية من آيات الله الواحد". ولفت إلى أن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يتطلع بطموح كبير إلى تحقيق هذه الأهداف النبيلة، وأن يكون مركزاً لإشعاع المعارف والثقافات والأفكار ومنبراً للحوار المنفتح مع الجميع ومن أجل الجميع وإبراز القيمة الحضارية للتنوع البشري والعمل على إرساء القواعد والأسس التي تقوم عليها صروح التفاهم والتعاون بين الناس على اختلاف أديانهم وثقافاتهم. وتضمن كتاب مسيرة المركز عرضاً موجزاً لرؤية المركز، التي تتلخص في أن الدين قوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون لتحقيق الخير للبشرية، وعرضاً لرسالة المركز في دفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة والعمل على تعزيز ثقافة إحترام التنوع وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب. وتروي صفحات الكتاب مسيرة المركز مترجمة لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي تجلت بإطلاق مبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ومراحل مأسسة هذه المبادرة التي توجت بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بدءًا من القمة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت بمكة المكرمة عام 2005، مرورًا بدعوة خادم الحرمين الشريفين للمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي عقد بمكة المكرمة عام 2008، وتأييد علماء العالم الإسلامي لطرح المبادرة، وما أسفر عنه المؤتمر من تبني الدعوة إلى إنشاء مركز عالمي متخصص في الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وما تلا ذلك من إجراءات توجت بالتوقيع على اتفاق تأسيس المركز بين المملكة وإسبانيا والنمسا واختيار مدينة فيينا مقراً للمركز، وصولاً إلى تدشين المركز في 26 نوفمبر 2012، بحضور أكثر 850 شخصية من القيادات الدينية والسياسية والمفكرين وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية إنابة عن خادم الحرمين. وتضمن الكتاب أبرز إنجازات المركز منذ تدشينه، ومنها إطلاق ثلاثة برامج هي: "صورة الآخر" الذي يهدف إلى استبدال المفاهيم الخاطئة بين أتباع الأديان والثقافات بنظرة أكثر موضوعية ومصداقية واحترام، وعقد عدد كبير من اللقاءات وورش العمل في النمسا وأثيوبيا والهند والأرجنتين، و"مشروع الزمالة الدولية" الذي يستهدف الشباب الطامحين للعمل في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات بما يمهد لوجودهم القيادي المستقبلي كسفراء للحوار في مجتمعاتهم، وبرنامج "تعاون أتباع الأديان والثقافات من أجل سلامة الأسرة والطفل وحمايتهم" الذي يقدم المركز من خلاله نموذجاً لمجالات التعاون بين القيادات الدينية في ما ينفع البشرية. وازدان الكتاب بعدد كبير من الصور الفوتوغرافية التي توثق مسيرته وتحول رؤية خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات إلى هذا الصرح الكبير الذي يعد أول مؤسسة عالمية مستقلة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات.

مشاركة :