اتجوزت وعندها 12 سنة| قصة وشروط زواج هدى شعراوي بالإكراه

  • 12/12/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تمر اليوم 73 سنة على ذكرى وفاة هدى شعراوي، المرأة التي ناضلت من أجل حقوق النساء، وكانت من أبرز الناشطات المصريات اللاتي شكلن تاريخ الحركة النسوية في مصر في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين. تنتمي هدى شعراوي إلى الجيل الأول من الناشطات النسويات المصريات، بالإضافة إلى شخصيات بارزة أخرى مثل: نبوية موسى وعديلة نبراوي وغيرهن.  وشكلت الفترة منذ بداية القرن وحتى أوائل العشرينيات مرحلة حرجة في تاريخ الحركة النسوية في مصر، حيث اتسمت بصورة من النشاط العام السري، وشهدت انطلاق الشرارات الأولى للوعي النسوي لدي سيدات مثل هدى شعراوي وأخريات، وبداية الحركة النسوية المنظمة. ولدت نور الهدى محمد سلطان الشعراوي،  في مدينة المنيا في 23 يونيو 1879، وتوفيت في 12 ديسمبر 1947 م ، و هي ابنة محمد سلطان باشا، رئيس مجلس النواب المصري الأول في عهد الخديو توفيق. كانت هدى طفلة عندما توفي والدها محمد سلطان باشا، وعاشت مع والدتها إقبال التي كانت شابة صغيرة السن ذات أصول قوقازية، وضرتها حسيبة (زوجة والد هدى)، و نشأت مع أخيها عمر في منزل والدها في القاهرة تحت وصاية ابن عمتها علي شعراوي، الذي أصبح الوصي الشرعي والوكيل على أملاك أبيها المتوفي. ونظرًا لانتماء أسرتها للطبقة العليا، تلقت هدى خلال نشأتها دروسًا منزلية على يد معلمين كإضافة ثانوية وكان بإمكانها حضور دروس في اللغة العربية، والتركية، والفرنسية، والخط، والبيانو، وحفظت القرآن في سن التاسعة. لكن كونها فتاة كان يشكل عائقًا أمام استكمال دراستها. ومنذ مرحلة البلوغ تعرضت شعراوي للعديد من أوجه التفرقة الجنسية، والقيود بدءًا من اضطرارها إلى الابتعاد عن أصدقاء الطفولة من الذكور ووصولًا إلى ترتيب زواجها دون علمها. في سن الثانية عشرة رتبت والدة هدى شعراوي خطبتها لابن عمتها والوصي عليها علي شعراوي، الذي يكبرها بحوالى 40 عامًا، وتم الزواج في العام التالي  وكانت فكرة الزواج من ابن عمتها تقلقها بعمق بسبب دوره المزيف كوالي أو أخ أكبر فضلًا عن كونه متزوجا ولديه ثلاث بنات. و بعد الكثير من الإقناع نجحت والدة هدى في إتمام أمر غير مألوف من أجل ابنتها وهو إتمام الزواج بشرط أن ينفصل علي شعراوي عن زوجته، وقد غيرت لقبها بعد الزواج من هدى سلطان إلى هدى "شعراوي" ، ولكن بعد عام تبين أنه عاد لزوجته السابقة فانفصلت عنه هدى في عمر الرابعة عشر. عادت هدى للعيش في منزل والدها، وحظيت بدرجة من الحرية بفضل وضعها كامرأة متزوجة (لكن منفصلة)، مما أتاح لها فرصة استكمال دراستها للفرنسية، وتوسيع دائرة أصدقائها ومعارفها المحدودة. عادت هدى شعراوي لحياتها الزوجية عام 1900 في عمر الثانية والعشرين تحت ضغط من اسرتها، ورزقت بابنتها بثينة وابنها محمد ووهبت لهما حياتها لعدة سنوات. بعد المعاناة التي قاستها إثر وفاة والدتها وشقيقها. التقت هدى بثلاث نساء كان لهن تأثير كبير في حياتها: عديلة نبراوي، وهي صديقة مصرية كانت تصاحبها في النزهات، وعطية سقاف، تركية، من أقرباء والدتها من بعيد، وأوجيني لو بران، التي كانت سيدة فرنسية أكبر سنًا ومتزوجة من رجل من الأعيان الأثرياء، عين لاحقًا رئيسًا للوزراء. وقد أصبحت لو بران صديقة لهدى ومرشدة وأما بديلة وقوة نسوية في حياتها.

مشاركة :