في حين وقعت عيناي على هذا الكتاب المغلف باللون الأصفر لـ تود هنري تبادرت الى ذهني الكثير من الأفكار و قد غلبت فكرة ان أكون غير ذات أهمية هي مفهوم الفراغ الذي استولى علي لكن هل هناك من سيفرغ نفسه للكتابة حتى يعلمني كيف أكون فارغاً .؟ و حيث ان الفضول هو محرك المعرفة الأساسي اشتريت الكتاب لاجد ان الكاتب ذهب بعيدا عما جال في ذهني و انه أراد ان يوصل فكرة ان الأنسان كالوعاء لا يبقى فارغا وأنه ممتليء دوما بشيء ما . حيث يدعو الكاتب إلى إفراغ محتوانا حتى لا تنتهي حياتنا و نحن مكتضين بحلم لم ننجزه أو فكرة لم نعبر عنها أو رغبة لم نحققها و ولو تسمح لنفسك ببعض لحظات التأمل لذاتك تجد أنك ترتب أولوياتك بعيداً عنك غالباً أما للعائلة أو للمجتمع أو حتى لصورتك أمام الآخرين لتؤجل أمور تريدها أو يمكن أنك في أمس الحاجة لها فتتراكم في داخلك لتنتهي حياتك و أنت ممتلئ بها . أنها حياة كاملة كان بأمكانك عيشها لكنك أجلتها لوقت آخر و هذا الوقت لم يأت ابداً. ننشأ في عالم يتحرك يتعاقب الليل و النهار و تمضي السنين لا يلتفت للمتأخرين تعلمنا أن الركض خلفه هو الوسيلة الوحيدة للحياة فنتجاهل ما يجرنا للخلف و نغفل عما يثقلنا في المسير لكن لو امعنا النظر نجد أن أحدهم توفي في مقتبل العمر لكنه عاش حياة كاملة مليئة بالإنجازات و عامرة بالمغامرة و ضع بصمته في أماكن كثيرة و غمر قلوب أكثر بالحب و الإمتنان لأنه مر بهم . و هناك آخر شاخ و أكبر انجاز له التنفس . عزيزي القاريء أعد حساباتك اليوم و فتش في داخلك كم حلم أجلته و كم فكرة غمرتها في ثنايا عقلك بحثاً عن وقت ملائم لها و كم رغبة سحقتها في أعماقك ليس كل حلم أو فكرة أو رغبة تزيد من عمرك عمراً و تعلي لك ذكراً. أنا هنا أدعوك أن تكون شخصا مثمراً كالأشجار الحولية التي تعيش ربيعها و تطرح ثمارها و تموت لذا أمسك قلماً وورقة و اكتب قبل أن اموت أريد أن ….. .
مشاركة :