وكيل محافظة تعز لـ "المدينة": السهم الذهبي يضرب الحوثي في صنعاء بعد أسابيع

  • 8/22/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أكد وكيل محافظة تعز محمد عبدالعزيز الصنوي، وسكرتير الحزب الاشتراكي اليمني في المدينة أن مناقشات داخل مجلس تنسيق المقاومة الشعبية في المحافظة لتسمية المحافظ الذي سيتولى إدارة المحافظة في المرحلة المقبلة -ما بعد تحرير تعز من مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية-. وقال الصنوي في حوار مع «المدينة»: إن هناك أسماء مطروحة يتم مناقشتها والتوافق على أحدها لتولي إدارة محافظة تعز في المرحلة المقبلة ولم يتم حسم الأمر حتى الآن، لكن في الأيام القليلة سيتم الإعلان عن شخصية المحافظ. وأضاف: تعز ستفرز سلطة محلية توافقية وأوضاعًا جديدة وستصنع تغييرات جديدة يمكن أن تكون أنموذجًا لكثير من المحافظات الأخرى، مشيرًا إلى أن مجلس التنسيق كلف فريقا فنيًا من جميع مكونات المقاومة لإعداد رؤية لترتيب أوضاع المحافظة وإداراتها ما بعد تحريرها وتقديمها للمجلس لمناقشتها وإقرارها من قبل مكونات المقاومة لتكون ملزمة لها ووقائية من أي خلافات مستقبلية. وكشف وكيل محافظة تعز وهو عضو في مجلس التنسيق للمقاومة بتعز عن سيناريوهات تحرير العاصمة صنعاء والمحافظات التي لا تزال تحت قبضة صالح والحوثي، وقال: إن تحرير صنعاء وشيك، وأن السهم الذهبي للجيش الوطني والمقاومة وقوات التحالف سيكون قريبًا هناك، مؤكدًا أن الحسم العسكري في صنعاء وبقية المحافظات الشمالية خيار يتقدم كل الخيارات المتاحة أمام المقاومة والتحالف، بينما صالح والحوثي لا خيار أمامهما الا إعلان الهزيمة والاستسلام. وقال الصنوي: إن تدخل عاصفة الحزم قضى على المشروع السياسي الطائفي لصالح والحوثي في الاستيلاء على الحكم في اليمن وتنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة العربية، مؤكدًا أن الحوثية كمشروع سياسي انتهى نهائيًا ولا يمكن إعادة تسويقه أو الترويج له في اليمن والمنطقة العربية. إلى نص الحوار: *ما هو وضع المقاومة في محافظة تعز على أرض المعارك مع مليشيات الحوثي وصالح.. وأين يقف حزبكم منها؟ -الحزب الاشتراكي اليمني في تعز يقف في صف المقاومة، ومنخرط في تكوين المقاومة الشعبية المشكلة من مختلف شرائح المجتمع ومن كافة القوى السياسية في محافظة تعز ولها انصار ومؤيدون من محافظات أخرى، وهي تعمل في انسجام عالٍ، وفق رؤية وهدف واحد، وهو تحرير تعز أولا، والذهاب ثانيا إلى تحرير اليمن من المليشيات الانقلابية، وبناء الدولة الاتحادية. وعلى المستوى الميداني لمقاومة تعز فهي تعمل على جبهتين، الأولى داخل المدينة والثانية خارجها- جنوب غرب تعز- تمتد من مديريات جبل صبر مرورًا بمنطقة الضباب إلى الربيعي.. وما يميز مقاومة محافظة تعز أنها مشكلة من العسكريين (جيش وطني) موالٍ للشرعية، مسنود بمقاومة شعبية. ووضعها على الميدان قوي جدا، فقد تمكنت خلال فترة قصيرة من إحراز تقدم كبير على مستوى مختلف جبهات المعارك واستطاعت أن تنتزع مواقع مهمة كانت تحت سيطرة قوات المخلوع صالح ومليشيات الحوثي- حلفاء الانقلاب- ويتصاعد موقفها كل يوم بشكل ملموس- سواء من خلال صمودها في التصدي لهجمات المليشيا، او من خلال تلك الضربات الموجعة التي توجهها المقاومة لتجمعات المليشيات.والمقاومة تنتشر في مساحة كبيرة داخل مدينة تعز، تمكنت من توجيه ضربات موجعة للعدو، كما أثبتت صمودا كبيرا إلى حد أنها أحبطت محاولات عديدة لاجتياح المدينة من قبل المليشيات وجيش صالح العائلي طوال فترة الحرب، فـ(جبل جرة) الذي سيطرت عليه المقاومة في الأيام الأولى للحرب، تعرض لأكثر من(23) محاولة اقتحام وهجوم للمليشيات بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، ولم تستطع اقتحامه امام صمود المقاومة رغم الحصار الخانق المفروض من قبل المليشيات، نتيجة ان المليشيات استغلت حرص القوى السياسية والاجتماعية في محافظة تعز وسلطتها التنفيذية، برئاسة المحافظ الأخ شوقي أحمد هائل سعيد، على تجنيب المحافظة هذه الحرب العبثية، إلا أن إصرار قوى صالح والحوثي على شن هذه الحرب الظالمة على تعز، فأرسلا أعدادا كبيرة من القوات العسكرية والسلاح الثقيل، إلى تعز لهذه الحرب والتي بمجرد وصولها تعز انتشرت في الهضاب والمرتفعات في المدينة ومحيطها وعلى مداخلها، ثم بدأت بحصار المدينة وشن حربها القذرة على تعز. حرب وجود *لماذا تركز المليشيات في حربها على تعز بالذات؟ -مشروع صالح والحوثي في نهاية المطاف هو الانقلاب ليس الانقلاب على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي فحسب، ولكنه انقلاب على الديمقراطية وعلى مخرجات الحوار الوطني وعلى العملية السياسية ومرجعيتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، والهدف الأساسي من هذا كله هو الانفراد بالسلطة وفرض سلطتهما على اليمن بقوة السلاح. وما ارتكبه حلفاء الانقلاب من حرب إبادة وتدمير في محافظات عدن ولحج والضالع يحدث الآن في محافظة تعز، لأنهم يتصورون إذا ما تمكنوا من السيطرة على هذه المحافظات أنهم سيسطرون على اليمن كله، لكن الذي حدث أن هذه المحافظات رفضت هذا المشروع الانقلابي وقاومته بقوة. أخذ أبعاد طائفية * هل هو مشروع انقلابي أم طائفي؟ مشروع انقلابي متكامل الأركان،هدفه الانفراد بالسلطة، ومن حيث طابعه وبنيته، وتكوينه وبنية الجيش والتركيبة الاجتماعية للمليشيات التي وظفت لهذه الحرب، فهو مشروع سياسي أخذ أبعادا طائفية بحتة، وهذا الطابع الطائفي حقيقة مشروع خاسر، وسيظل مشروعًا خاسرًا، سواءٌ كان يمثل مشروع صالح وحلفائه الحوثيين أو أية قوى أخرى تحاول أن تعمل عليها من أجل الانفراد بالسلطة- أي أن صالح والحوثي جمعتهم في تحالفهما مصلحة وهدف واحد ومشروع بعيد المدى، يتمثل بالمشروع السياسي في الانفراد بالسلطة وفرض سيطرتهم بالقوة، وأيضا جمعهم- للأسف- البعد الطائفي من جانب آخر. *لمن كان منهما هذا المشروع هدفا رئيسيا؟ -الهدف الرئيس يعبر عنه تحالف الاثنين- صالح والحوثي- ويخدم مصالحهما- حيث أراد كل واحد منهما أن يستفيد من الآخر من خلال هذا التحالف، منذ بداية هذا المشروع، أثناء اجتياحهم لمحافظة عمران وبعدها العاصمة صنعاء والاستيلاء على مؤسسات الدولة، ثم بعد ذلك انتشارهم في المحافظات اليمنية والسيطرة عليها، فكان كل من صالح والحوثي بحاجة للآخر.الظروف المحيطة والمصلحة هي من جمعت صالح والحوثي في هذا التحالف، فصالح كان له ثأر سياسي وبحاجة إلى الانتقام ممن يعتبرهم خصومه السياسيين والعسكريين، والحوثيون نفس الشيء كانوا ينظرون إلى أن خصوم صالح أيضا هم خصومهم.. لكن نستطيع القول: إن هذا التحالف بين خدم صالحًا أكثر من خدمته للحوثيين الذين خسروا كثيرًا في هذه الحرب، ويجوز القول إن الحوثية كمشروع سياسي انتهت بالمرة يستحيل إعادة تسويقه وترويجه مرة أخرى داخل المجتمع اليمني والمنطقة العربية عموما، لأنه من خلال هذه الحرب التي شنها على الشعب اليمني وعلى الجيران الأشقاء في الجزيرة والخليج سيظل نقطة سوداء في التاريخ العربي والإسلامي ولعنة تلاحق أصحابها- الحوثيين- ولا يمكن في يوم من الأيام أن تقبل به الأجيال العربية في المستقبل القريب والبعيد، كونه مشروعًا سياسيًا للانفراد بالسلطة والاستيلاء على الحكم تقوم فكرته على الانتماء الطائفي والمذهبي وإلغاء الآخر. حلفاء الانقلاب *إذن ما الذي استفادته إيران من دعمها لهذا المشروع؟ -أصلا الدعم والتدخل الإيراني ليس حديثا ولم يأتِ به الظرف الذي طرأ في اليمن، ولكنه يعود إلى عقود ماضية، وظهر للعلن خلال جولات الحروب الست، ودعم إيران هو الذي مكنهم من الصمود في وجه تلك الحروب وإيران يهمها فرد عضلاتها وإحداث قلاقل وتهديد الأنظمة في دول المنطقة والعمل من الاضطرابات وزعزعت أمنها واستقرارها.. وبعد حروب صعدة وثورات الربيع استطاع صالح أن يجد خط تواصل سري في بداية الأمر مع جماعة الحوثيين وهذا ما أكدته مواقف وأحداث على أرض الواقع، ونشرتها مختلف وسائل الإعلام. * ألم يدرك صالح أن تحالفه مع وكيل إيران في اليمن مخاطرة؟ -صالح بطبيعته وبثقافته وبسياسته يهمه أن يصل إلى مشروعه وهو توريث الحكم، لأن فترة بقائه في سدة الحكم لأكثر من ثلاثة عقود استطاع امتلاك الجيش ومن خلاله أراد أن يمتلك اليمن، لكن الثورة الشبابية الشعبية السلمية 2011م أسقطت مشروع التوريث وقضت عليه نهائيا، كما أنها استهدفت بنية النظام نفسه بمختلف مؤسساته المدنية والعسكرية ليصل الحال إلى حد الانقسام والتشققات في أركانه.. كل هذا اسقط مشروع صالح وظهوره بهذا المستوى من الضعف جعله يشعر على انه غير قادر أن يعمل على تحقيق مشروع التوريث إلا من خلال حليف قوي ليس ميدانيا فقط، وإنما أيضا مسنود إقليميا ودوليا، فكان الحوثي هو هذا الحليف لصالح. الأمر الذي جعلهما ممنونين من هذا التحالف، وحسب اعتقادي أن صالحا هو من بدأ بعرض فكرة التحالف على الحوثيين وهم رحبوا به ومضوا سويا في تنفيذ هذا المشروع. جيش صالح هو الذي يقاتل *ما هي حقيقة اتهام قيادات حوثية لصالح ونجله واتهامهما بسحب قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي من جبهات المعارك؟ -هذا كلام غير صحيح، فقوات الحرس الجمهوري معروفة للجميع، فاللواء الفلاني واللواء الفلاني، وهي ألوية عسكرية ووحدات أمنية قتالية - كلها قوات موالية لصالح ونجله كانت ولا تزال تتلقى توجيهاتها وأوامرها من صنعاء، في الوقت الذي ترفض فيه توجيهات السلطة المحلية في تعز ممثلة برئيس السلطة التنفيذية والأمنية في المحافظة، وهي من شنت هذه الحرب ولا تزال حتى اليوم تقاتل في كل جبهات المعارك، بينما مليشيات الحوثي جراء الضربات الموجعة للمقاومة وطيران التحالف العربي، بدأت بالتقهقر والفرار من جبهات القتال، ولو لم يكن صالح إلى جانب الحوثيين وقواته ولولاها لما استطاع الحوثيون الخروج من كهوف مران ولن يتجاوزوا على الأقل محافظة صعدة ووصلوا إلى كافة المحافظات اليمنية. ونحن الآن في تعز نواجه مجموعة كبيرة من ألوية الحرس الجمهوري ووحدات كثيرة من قوات الأمن المركزي، تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة الثقيلة والحديثة، فضلا إلى مجاميع المليشيات التابعة للحوثي وصالح التابعة، وخلفهما إسناد ودعم إقليمي ودولي للحرب في اليمن. *ولماذا يخسرون معاركهم تباعا؟ -اتخذ صالح من الحوثي غطاءً لتنفيذ مشروعه الطائفي، الذي في حقيقة الأمر اجتمعت فيه مصلحتهما، ومقومات تنفيذه على الأرض كان بدعم إقليمي ودولي، ولولا تدخل عاصفة الحزم- وهو الشيء الوحيد الذي لم يحسب صالح والحوثي له عندما ذهبا إلى إشعال هذه الحرب على اليمن والمنطقة- فـ»عاصفة الحزم» وما تلاها من مراحل كإعادة الأمل والسهم الذهبي، نسفت بأحلام صالح والحوثي وكان لها الأثر الكبير ولعب دورا كبيرا في إفشال هذا المشروع السياسي الطائفي. تغييرات جديدة ويمكن أن تكون أنموذجا لكثير من المحافظات الأخرى.. وهناك عدد من الشخصيات المطروحة يتم مناقشتها لتولي إدارة محافظة تعز، ولم يتم حسم الأمر حتى الآن، لكنه في الأيام القليلة سيتم الإعلان عن شخصية المحافظ. أسابيع والسهم في صنعاء *ما هى سيناريوهات تحرير صنعاء.. الحسم العسكري أم الحصار؟ -المؤشرات الحالية تقول: إن الانقلابيين قد استخدموا كل قدراتهم والخيارات العسكرية، وهي أقوى الخيارات وأسلحتهما ولم يعد بجعبتهم إلا خيار وحيد متاح أمامهم، وهو خيار الاستسلام وإعلان الهزيمة على مستوى كل اليمن.. بينما لدى المقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف، كل الخيارات والسيناريوهات المحتملة لتحرير صنعاء والمحافظات التي لا تزال تحت سيطرة المليشيات، فكل الخيارات متاحة وتصب في صف المقاومة وقوات التحالف العربي. إما بالحصار وإما بالحسم العسكري، واعتقد أن المقاومة بعد أن أصبحت والجيش الوطني كيانا واحدا ستفضل سيناريو الحسم العسكري في تحرير العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الشمالية.. ولا يمكن أن تبقى صنعاء بيدهم وبعيدة عن المحافظات اليمنية المحررة والتي هي الآن في طريقها إلى التحرير، وتحرير صنعاء على وشك وخلال أسابيع فقط وسيحرر»السهم الذهبي» العاصمة صنعاء من قبضة المليشيات. ورغم أن صالح والحوثي يرفضان الاعتراف بهزيمة قواتهما في المحافظات اليمنية المحررة والتي هي الآن في طريقها للتحرير كمحافظات تعز وإب ومأرب والبيضاء وذمار، ويحاولان تفادي أي عمل عسكري من قبل المقاومة والجيش الوطني وقوات التحالف لتحرير العاصمة صنعاء ومحافظات شمال الشمال لليمن، فهم لا يريدون أن يصل(السهم الذهبي) إلى صنعاء وهذه محافظات لتحريرها لأنهم يدركون أنها ستكون هزيمة قاسية لهم وسيفقدون سيطرتهم على بعض الأجزاء في هذه المحافظات، لذلك يسارعون تارة إلى إصدار قرارات تقسيم اليمن إلى كيانات وتارة يقدمون مبادرات أنصاف الحلول التي تبقيهم مسيطرين على هذه المحافظات.. لكنهما لا يزلان يرفضان تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وخصوصا القرار(2216) والتراجع عن الانقلاب على الشرعية وما ترتب عليه.

مشاركة :