الدمام، عدن الشرق، وكالات دعت الحكومة اليمنية الشرعية سكان محافظة حضرموت شرق البلاد إلى الانتفاض ضد تنظيم القاعدة الإرهابي المسيطر خصوصاً على مدينة المكلا، فيما أفادت مصادر بمواصلة الحوثيين وحلفائهم قصف تجمعاتٍ سكنية في مدينة تعز (غرب) ما أسفر عن مقتل 28 مدنياً على الأقل خلال يومين، في وقتٍ عاود ميناء عدن في الجنوب نشاطه التجاري مُستقبِلاً السفينة «فينوس». ووصف رئيس الحكومة نائب رئيس الجمهورية، خالد بحاح، عناصر «القاعدة» المسيطرين على المكلا في محافظة حضرموت بـ «اللصوص والدخلاء»، حاثَّاً السكان على الانتفاض ضدهم. واعتبر في بيانٍ له أمس أن الوقت حان كي تنفض المحافظة عن نفسها وبنفسها ما لَحِقَها من أذى وتشويه ممنهج لتعود منارةً للوسطية والسماحة بعيداً عن كافة أشكال التطرف، مُقرَّاً بتعرض سكانِّها على مدى سنوات طويلة للتهميش والإقصاء المنظم على يد الحكومات السابقة. وأشار بحاح خصوصاً إلى شباب حضرموت، ووصفهم بـ «المتنورين»، داعياً إياهم إلى «رفع الصوت» و«أن يكونوا حجر الأساس في رحلة المستقبل» و«يحملوا على عاتقهم مسؤولية استعادة محافظتهم من اللصوص». ويسيطر تنظيم القاعدة على المكلا، عاصمة المحافظة، منذ مطلع أبريل الماضي، ويفرض أحكامه العرفية على السكان. ميدانياً؛ تواصل سقوط قتلى من المدنيين في مدينة تعز (جنوبي غرب) جرَّاء قصفٍ ينفذه الحوثيون وحلفاؤهم العسكريون منذ 5 أيام، بحسب سكان وشهود عيان. وقدَّرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» عدد قتلى القصف خلال اليومين الأخيرين بـ 28 مدنياً على الأقل بينهم 13 طفلاً، لافتةً إلى استهدافه أحياء مكتظة بالسكان في وسط المدينة. وبلغ عدد ضحايا استهداف هذه الأحياء أمس 5 قتلى و27 مصابا، على ما أوردت «سبأ». ووصفت الحكومة الشرعية القصف بـ «الهمجي والعشوائي»، ولاحظت أنه طاول خصوصاً منطقة عصيفرة ما تسبَّب في نزوح عدد كبير من سكانها. وباتت المقاومة المدعومة بعسكريين موالين للشرعية تسيطر على معظم أحياء تعز بعد معارك أسفرت عن انحسار قوات التمرد. وفي إب (وسط)؛ قصفت المقاومة الشعبية مواقع للمسلحين المتمردين بالقرب من السجن المركزي للمدينة مُستخدِمةً أسلحة ثقيلة. وأفاد مصدرٌ ميداني أمس بوقوع اشتباكات عنيفة في المدينة بين الطرفين. وأكد قصف المقاومة مواقع عسكرية قريبة من السجن المركزي بالأسلحة الثقيلة واستهدافها نقطة عسكرية تابعة لجماعة الحوثي في منطقة المشنة. ونسب موقع «المشهد اليمني» الإخباري إلى مصادره قولها إن الموالين للشرعية في إب تمكَّنوا بعد مواجهات عنيفة من الاستيلاء على آلية عسكرية وأسلحة وذخائر متنوعة. في غضون ذلك؛ عاود ميناء عدن في الجنوب نشاطه التجاري أمس واستقبل سفينة تجارية هي الأولى التي ترسو فيه منذ بدء القتال بين المقاومة الشعبية والحوثيين في أواخر مارس الماضي. وأبلغ نائب مدير الميناء، عارف الشعبي، عن «وصول السفينة فينوس التابعة لشركة الملاحة العربية المتحدة»، مُقدِّراً حمولتها بـ 350 حاوية من مختلف المنتجات التي طلبها تجار المدينة. واعتبر الشعبي أن «الميناء عاد إلى الحياة مع وصول فينوس»، وكشف عن سفن أخرى ستليها «ما سيصبُّ في مصلحة سكان محافظات الجنوب»، مُعلناً أن «المرفأ الرئيس في البلاد بات مفتوحاً الآن أمام حركة الملاحة البحرية». وتمكَّنت قوات المقاومة الشعبية المدعومة بضربات تحالف «إعادة الأمل» من استعادة السيطرة على عدن قبل نحو شهر، إذ طردت المتمردين منها بعد قتالٍ ضارٍ. ولم يستقبل مرفأ المدينة سفناً تجارية منذ ذلك الحين، لكن سفناً إغاثية رست فيه وعلى متنها مساعدات إنسانية. كما أعيد فتح مطار عدن الدولي في الـ 22 من الشهر الماضي، ما سمح بإيصال مزيدٍ من المساعدات الإنسانية خصوصاً من المملكة العربية السعودية ودول خليجية أخرى.
مشاركة :