استعرض مدير مفوّض وشريك في مجموعة بوسطن كونسلتينغ غروب، أندرياس كيريليس، في لقاء مع "العربية" أبرز الاستراتيجيات التي يجب أن تتبعها شركات النفط والغاز فيما يتعلق بتخفيض انبعاثات الكربون، مشيرا إلى أهمية وضع كل شركة هدفا محددا لمستوى الانبعاثات التي تطمح إليه وتحسين عوامل التمكين المتعلقة بالتكنولوجيا والابتكار. ومن المثير للاهتمام للغاية بحسب كيريليس أن الشركات لا تتبع الاستراتيجية نفسها، في خفض الانبعاثات، بل إن كل استراتيجية فريدة وعلى كل شركة أن تضع استراتيجية مركزة تظهر نقاط قوتها. ومع ذلك فإن الاستراتيجيات الناجحة تحمل خصائص مشتركة لذلك وبحسب كيريليس يجب تحديد الطموح عند المستوى الأمثل، إذ لا بد للشركة أن تضع هدفا محددا لمستوى انبعاثات الكربون الذي تطمح إليه، مع الأخذ في الاعتبار العوامل المعيقة لدى الشركة، والمستوى الذي تنطلق منه وأيضا العوامل الخارجية مثل العوامل الديموغرافية والحوافز المتوفرة للتوجه نحو الطاقة الخضراء وغير ذلك فالطموح بحد ذاته ليس كافيا. أما العنصر الثاني الأساسي للاستراتيجية الناجحة بحسب المسؤول في بوسطن كونسلتينغ غروب، هو القيام بالتخطيط للعمل والانتقال من الطموح إلى العمل بطريقة عملية وذلك عبر تقسيم سلاسل الإمداد وتحديد الفرص لتقليل انبعاثات الكربون والتأكد من تحديد الأولويات، وبالتوازي يجب تحضير المؤسسة أو الشركة للنجاح وتحسين عوامل التمكين المتعلقة بالمؤسسات والتكنولوجيا والابتكار وغيرها، إذ إن هذه العناصر المهمة للاستراتيجية الناجحة، لا بد أن تأتي منسجمة مع متطلبات البيئة الخارجية. وقال أندرياس كيريليس إنه "يجب أن تشمل البداية الناجحة للاستراتيجية مشاركة كبيرة من المساهمين، ومن البالغ للأهمية أن تعمل الشركة على أن تكون جزءا من الحل بدلا من أن تكون جزءا من المشكلة نفسها، لذا يجب على الشركة أن يكون لها تأثير كبير على القرارات وكيفية وضع القواعد، كما لا يجب أن تركز الاستراتيجية فقط على تفادي المخاطر كما من المهم أن لا تفوت الشركات الفرص وتطوير أعمال جديدة في مجالات الطاقة الخضراء والطاقات المتجددة ووقود منخفض الكربون". وأضاف أنه يرى مستويات مختلفة من الجاهزية، فالشركات تواجه ضغوطا متصاعدة بالأخص شركات النفط والغاز من المساهمين وذلك لتقليص انبعاثات الكربون، وهنا "أتكلم عن المستثمرين والزبائن والمنظمين والموظفين، لأن الشركات باتت مستعدة أكثر حيال هذا الاتجاه، وبالطبع فإن صناع السياسة يطالبون بشراسة لتقليل الانبعاثات، وبات العملاء لديهم وعي أكثر من أي وقت مضى فيما يخص المحافظة على البيئة". واعتبر أن شركات النفط والغاز التي لن تقوم بالاستجابة لذلك باكرا قد تواجه العديد من التحديات، لأن علاماتها التجارية ستضعف وعملياتها ستتأثر كما أنها لن تستطيع المساهمة في تطوير الصناعة وستضيع الفرص لمصادر دخل جديدة، فجميع هذه العوامل ستؤثر بلا شك على ثقة المستثمر وعلى نموذج العمل، ولذلك فإن الآثار قد تكون كبيرة جدا على شركات النفط والغاز. أما بشأن الاستراتيجيات المقترحة، أكد أندرياس كيريليس أهمية وضع أداة تقليل انبعاثات الكربون لمساعدة الشركات والتنفيذيين لاتخاذ قرارات جدية ومعقدة في بيئة عمل ديناميكية، مؤكدا أن أهمية البدء في وضع أهداف تقليل انبعاث الكربون وإعطاء الأهمية لاستثمارات العقد المقبل، خاصة لقطاع يمر بمرحلة انتقالية".
مشاركة :