مركز الملك عبد الله للحوار الوطني يناقش واقع التطرف وأسبابه وكيفية مواجهته

  • 8/22/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

منذ تأسيس المملكة علي يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيب الله ثراه، وفي مراحل متعددة بقيادة أبناؤه من بعده، واجهت المملكة بكل حزم الفكر المتطرف ودعاة الإرهاب، وحينما اشتدت المعركة ضد الاٍرهاب والتطرف بعد العمليات الإجرامية التي قامت بها القاعدة حيث بادرة المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، بتأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني باقتراح من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، حينما كان ولياً للعهد، لمسانده الجهود الأمنية والفكرية المتميزة التي تقوم بها الجهات الأمنية. وقد تعددت مجالات مكافحة الاٍرهاب والتطرف التي تبنتها المملكة على مختلف الأصعدة وتوجت بنجاحات داخلية وخارجية وبسياسات ومبادرات حاسمة وحازمه بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله بنصره، حيث نجحت المملكة بتحصين المملكة بالحزم والعزم والأمل في تعزيز اللحمة الوطنية والعمل على استئصال بؤر الاٍرهاب والتطرف بعمليات أمنية وفكريه ناجحة وتحالف عربي واسلامي لم تشهده المنطقة منذ بدايات الاٍرهاب والتطرف، وبمساندة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، ولي العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع، حفظهما الله. وأثبتت الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها المملكة من استهداف للآمنين والمساجد وقوات الأمن، وقوف المجتمع وبمختلف مؤسساته وأفراده بحزم تجاه الإرهاب، وإدانتهم لتلك الأعمال وبراءة المجتمع السعودي من أفكارهم. كما أكدت تلك الأحداث الحرص الذي يوليه المجتمع وبمختلف أطيافه الفكرية على اللحمة الوطنية والسلم الاجتماعي بين جميع مكونات الوطن، وذلك من خلال تلاحم المجتمع بجميع فئاته ووقوفهم ضد العمليات الإرهابية، والتعبير عن إدانتهم لها ورفض أفكار أصحابها. وفي ظل الجهود التي تبذلها جميع المؤسسات والهيئات الفكرية والرسمية لمواجهة هذه المشكلة فقد نظّم مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عدد من اللقاءات والفعاليات لتشخيص واقع التطرف وأسبابه وكيفية مواجهته. ومن خلال تلك اللقاءات اتضح أن الأسرة هي الحاضن الأول والمؤسسة الأولى للتربية والتنشئة وأنه ينبغي التركيز على البرامج الإرشادية، والتوعوية، التي تعين الأسر على القيام بدورها في تحصين أبنائها وتنشئتهم تنشئة صالحة بعيداً عن التطرف، والإرهاب، تناغماً وتواصلاً مع الأدوار العظيمة التي يقوم بها المسجد والمدرسة في مجالات التوجيه والتربية والإرشاد. كما أوضحت نتائج تلك اللقاءات من خلال أطروحات المشاركين والمشاركات أن من أبرز الأسباب في استمالة الشباب نحو التطرف هو المنهج الخفي المتمثل بالتوجيه والإيحاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو استغلال الشباب في بعض المساجد أو المدارس وغيرها من المؤسسات الثقافية والاجتماعية، وقلة الجهود المبذولة في استيعاب الطاقات الشبابية في قنوات نافعة، والفجوة بين علماء الشريعة والشباب والمخططات الخارجية لتفكيك اللحمة الوطنية عبر استغلال الجانب الديني لدى شباب الوطن لتجاوز فتاوى علماء المملكة المعتبرين وتلقف فكر دعاة التطرف. ويعتبّر مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني من الجهات التي عملت منذ بداية تأسيسه على إيجاد حوار مع الشباب من خلال اللقاءات الوطنية ومقاهي الحوار المفتوحة موجهة لجميع الشباب، وإيجاد لجنة خاصة في منظومته الإدارية تتولى الإشراف على البرامج الموجهة للشباب، بالإضافة إلى برامج تدريب في أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام لتدريبهم على مهارات الحوار والاتصال ونشر ثقافة الحوار، لإيمانه العميق أن تجنيد الشباب ضد أوطانهم لخدمة الإجندات المشبوهة للجماعات الإرهابية والظلامية من أكبر المهددات لثوابت الوحدة الوطنية.  تخصيص اللقاء الوطني الرابع لقضايا الشباب ولذلك فقد خصص المركز اللقاء الرابع من لقاءات الحوار الوطني الذي عقد في المنطقة الشرقية، تحت عنوان قضايا الشباب: الواقع والتطلعات، سبقه عقد ست وعشرين 26 ورشة عمل تحضيرية في جميع مناطق المملكة شارك فيها 650 شابا وشابة تتراوح أعمارهم بين 16 25 بواقع 25 شابا و25 وشابة لكل منطقة، وقد روعي في اختيار الشباب تمثيلهم لشرائح المجتمع الشبابي في المملكة على اختلاف مراحلهم الدراسية، للحوار حول قضايا الشباب. وكان من أهم المحاور التي ناقشها اللقاء مقومات الوحدة الوطنية، وسبل تعزيز الانتماء الوطني والعوامل التي قد تؤدي إلى إضعافه، وعلاقة الشباب بالمجتمع ومؤسساته وتحديات العولمة والانفتاح الثقافي على الشباب، والعوامل التي تؤدي إلى الغلو والتطرف أو إلى الانحلال والتفسخ بين الشباب. وقد رصد اللقاء وورش العمل المصاحبة التي شارك فيها الشباب من الجنسين المئات من الآراء والمداخلات والتوصيات من كل المشاركين والمشاركات، وكان من أهمها، تحقيق الانتماء الشامل للوطن ومعالجة مشكلة التعصب بكافة أشكاله، وضرورة تطوير المناهج التربوية وتفعيلها بما يحقق تعزيز الانتماء الوطني، وإعادة رسم البرامج الاعلامية التي تتناول الوطن وتطويرها بما يجعلها أكثر تأثيراً وتخليصها من الرتابة، والاحتفاء بالمناسبات الوطنية وفي مقدمتها اليوم الوطني، وأهمية تناغم الخطط الموجهة للشباب دينياً وثقافياً وإعلامياً وتربوياً، بحيث تساهم في تعزيز الوسطية والاعتدال لدى أفراد المجتمع.  الشباب ..التطرف ..ووسائل التواصل الاجتماعي وقد أدرك المركز منذ وقت مبكر أهمية الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد في بناء الوعي وثقافة الشباب بعد أن انتشرت تلك الوسائل بفضل التقنيات الحديثة للاتصالات وبدأت تأخذ حيزاً كبيراً من أوقات الشباب، وساهمت في خلق فضاءات جديدة ومفتوحة للشباب ومنابر إعلامية تعتمد على الإنترنت، والذي أدى إلى تنوع مصادر المعلومات، وتنوع جهات التأثير الفكري في عقلية الشباب، وبدأت في منافسة المؤسسات الرئيسية في المجتمع الأسرة، المسجد، المدرسة ووسائل الإعلام التقليدية، وكانت خطورتها ماثلة في استمالة الشباب نحو الفكر التكفيري والإرهابي، والذي أدى إلى دعوة بعض الكتاب والمفكرين إلى دعوة الجهات المختصة للقيام بإجراءات حاسمة لمعالجة سلبيات بعض المواقع ووسائل التواصل المشبوهة. ولذلك أفرد لها المركز محورا خاصاً في حوارات اللقاء الوطني التاسع، الذي عقد في منطقة حائل تحت عنوان الإعلام السعودي .. الواقع وسبل التطوير: المنطلقات والأدوار والآفاق المستقبلية، حيث ناقش المشاركون والمشاركات من مختلف مناطق المملكة المحور الخاص بمسؤولية الإعلام الجديد في معالجة القضايا الوطنية، والذي ركز على واقع الإعلام الجديد ودوره المؤثر في مناقشة القضايا الوطنية، وكيفية الاستفادة منه في بناء رأي وطني مشترك، إضافة إلى تناول مسؤولية المشاركين فيما يطرحونه في وسائل التواصل الاجتماعي. الدعوة لميثاق شرف إعلامي ورؤية وطنية للإعلام السعودي وكان من أولى توصيات ونتائج اللقاء الوطني التاسع ضرورة إعداد رؤية وطنية للإعلام السعودي تتضمن القوانين، والتشريعات المنظمة للحريات المنضبطة والمسؤولة، تُراعى فيها الثوابت الشرعية، والوطنية، وتستوعب المستجدات، وتحفظ الحريات وتسهم مخرجاتها في صياغة ميثاق شرف إعلامي من خلال تشكيل فريق عمل من المشاركين والمشاركات والجهات ذات العلاقة، يعمل على تحديد المبادئ الأساسية التي ينبغي إدراجها في هذا الميثاق، وبما يعزز الوحدة الوطنية، والأمن الفكري لأفراد المجتمع، ويسهم في المحافظة على السلم الاجتماعي وبناء الوطن والمحافظة على مكتسباته. وتكمن قوة الإعلام الجديد في تنوعه وحريته وتعدد وسائله، وهذا يتطلب مضاعفة الجهد من أجل توجيه هذا الإعلام لخدمة الوطن، والاهتمام بقضايا الشباب وتطلعاتهم وهمومهم ورؤيتهم المستقبلية، والانفتاح على الآخر دون أن يكون هناك تجاوز للثوابت الدينية، والوطنية.  تخصيص الخطاب الثقافي السادس لوسائل التواصل الاجتماعي كما خصص المركز اللقاء السادس للخطاب الثقافي السعودي، والذي عقد في مدينة الدمام، للحوار حول الحراك الثقافي في مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك فيه نخبة من المفكرين والإعلاميين والشباب والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، وتوصل اللقاء إلى عدد من النتائج كان من أهمها أن مواجهة سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي بالحجب لن يحل المشكلة بل قد يفاقمها، وإنما ينبغي تطوير وتفعيل الأنظمة الموجودة لمحاسبة من يتجاوز الثوابت الدينية والوطنية، أو المتعلقة بالأشخاص, والمؤسسات لتُتلافى السلبيات, وتُحمى الحريات. تدريب الشباب على مهارات الحوار لم يغفل المركز دور الشباب وأهمية التواصل معهم وإشراكهم في اللقاءات الوطنية وتخصيص بعض اللقاءات للحوار معهم، وكذلك تخصيص بعض الأنشطة مثل مقهى الحوار وقافلة الحوار وبيادر الموجهة للشباب والشابات، لنشر ثقافة الحوار بين أبناء المجتمع الواحد وتدعيم روابط الوحدة الوطنية، كما خصص المركز عدد من البرامج التدريبية التي تنفذها أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام للشباب والشابات، في إطار جهوده المستمرة في مجال التدريب المجتمعي، لتدريب الشباب على مهارات الاتصال والحوار والتي استفاد منها العديد من المواطنين في نحو 46 مدينة ومحافظة.  1500 مواطن ومواطنة يشاركون في لقاءات الحوار الوطني العاشر لم يتوقف المركز منذ تأسيسه عن طرح موضوع التطرف وخطره على المجتمع وعلى الشباب على وجه الخصوص وتهديده للوحدة الوطنية، سواء كان ذلك في اللقاءات الخاصة بالشباب أو في اللقاءات الوطنية أو لقاءات الخطاب الثقافي السعودي، ونظراً لما تمر به المنطقة من ظروف أدت إلى تنامي ظاهرة التطرف وانتشار الإرهاب، فقد خصص المركز لقاءات للحوار الوطني العاشر، لموضوع التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، ونظم المركز خلال العام الجاري 1436هـ، لقاءات تحضيرية في جميع مناطق المملكة طافت أرجاء الوطن وصاحبها تنظيم ندوات ولقاءات حوارية في النوادي الأدبية والجامعات حول التطرف وآثاره على الوحدة الوطنية، وشارك فيها 1500 مشارك ومشاركة من العلماء والدعاة والمثقفين وأساتذة الجامعات والإعلاميين والمختصين والمهتمين بالشأن العام والشباب، يمثلون مختلف الأطياف الفكرية في المجتمع، ورُصدت في تلك اللقاءات المئات من الآراء والمداخلات والتوصيات من كل المشاركين والمشاركات حول هذه المشكلة، وطرحت العديد من الآراء حول مواجهتها وحماية المجتمع منها. وناقشت تلك اللقاءات التطرف واقعة ومظاهره، العوامل والأسباب المؤدية إلى التطرف والتشدد، المخاطر الدينية والاجتماعية والوطنية للتطرف، سبل حماية المجتمع من مخاطر التطرف والتشدد، وبناءً على نتائج تلك اللقاءات فإن المركز يقوم من خلال لجانه العلمية بصياغة خطة وطنية لمواجهة الغلو والتطرف والانحراف الفكري سيتم بمشيئة الله رفعها للجهات المختصة للمساهمة في مكافحة التطرف والإرهاب، تكاملاً مع الجهود الأمنية المتميزة التي تقوم بها الدولة على مختلف الأصعدة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مركز الملك عبد الله للحوار الوطني يناقش واقع التطرف وأسبابه وكيفية مواجهته

مشاركة :