مواكبة لرؤية السعودية الواعدة تأسست هيئة الترفيه بأمر سامٍ، ليكن عملها على تأسيس وتنظيم قطاع الترفيه في السعودية، بهدف الإسهام في تحسين جودة الحياة في المجتمع السعودي، بعد حقبة من الزمن، بشهادة من عايشوها، أنهم كانوا متخبطين بين التنديد وتطرف المحتسبين، وغيرها من العوامل الاجتماعية التي جعلت تلك الأيام قاسية على المجتمع الذي يعيش ما نحن فيه من تطور وانفتاح بسرعة قياسية في فترة وجيزة، بين الدهشة والانبهار الذي قد أدى للاستنكار لدى البعض ممن عايشوا تلك الحقبة.حين ننظر لإنجازات هيئة الترفيه رغم عمرها القصير، نجد أنها نجحت في إحداث حراك جعل فعاليات مواسم الترفيه في السعودية محط أنظار واهتمام، دول كانت معظم عوائدها الاقتصادية من السياحة والترفيه من الشعب السعودي، حيث أصبحت السعودية وجهة استقطاب جماهيرية وفقا لمعايير وجودة عالية في تقديم الفعاليات وتنظيمها، لتحقق أهدافها المرجوة منها وأكثر، ما أحدث تغيرا لم يكن بمخيلة الكثير أن يشاهدوه، ليس بسبب ضعف إمكانيات أو قلة موارد أو حتى كفاءات، بل لربط كل شيء سابقا بما لا يقبل المساس بثوابته وأحكامه التي تؤكد أن اليسر نهجه، وليس التطرف والترهيب اللذين جعلا الناس في وقت مضى يشعرون أن جلسة استنشاق الهواء برا أو بحرا قد تحدث فتنة بسبب الاختلاط.نشر رئيس الهيئة تركي آل الشيخ، إعلانا لاستقطاب أفكار يود من شباب وشابات الوطن المبدعين تقديمها لاعتمادها في المواسم القادمة، بادرة جميلة حتما ستحظى المشاركات المرشحة بالنجاح والدعم الذي يستحقها، ونأمل أيضا أن تنال مواسم مناطق السعودية ما ناله موسم الرياض من جميع النواحي، كنوعية الفعاليات وتنظيمها وتسويقها، وأن يتم تجديد قوائم المطربين في الحفلات الغنائية بأصوات جديدة وعدم تكرارهم في أكثر من حفلة في الموسم ذاته.التنوع وتلبية ميول ومتطلبات الجماهير يحققان الإقبال على الفعاليات والحفلات والأنشطة بالشكل الذي ينعكس على نجاحها من ناحية أعداد الحضور، وهذا الأمر بالطبع لا تغفل عنه استراتيجيات الهيئة، ولكن نأمل أن جميع مناطق السعودية باختلاف شرائحها تنال نصيبها من البهجة والمتعة، كما حظي بها سكان العاصمة وزوارها في موسم الرياض الأول.ومن الجيد أيضا أن تستقطب المواسم الترفيهية الفعاليات العالمية لجعل السعودية وجهة أساسية للفنانين العالميين، سواء في المسرح أو الغناء، أو الفنون الأخرى، على أن تبقى بقية الأنشطة طيلة أيام السنة مستمرة يستمتع بها السائح والمواطن والمقيم، محدثة حياة اجتماعية نابضة بالحياة الإيجابية المبهجة التي أثبت المجتمع السعودي أنه أهلٌ لها ويستحقها، سعى لها في الخارج ولكنه الآن يتمتع بها على أرض وطنه، كما أن استمرار الفعاليات طيلة السنة يتيح إمكانية استقطاب المستثمرين ومنحهم الفرص الاستثمارية في قطاع الترفيه، ما يجعله رافدا اقتصاديا مهما ضمن استراتيجيات تنويع مصادر الدخل، ما يجعل قطاع الترفيه صناعة قائمة بحد ذاتها، توفر الفرص الوظيفية وتحقق الجذب السياحي.ما نعيشه اليوم من تقدم وتطور وانفتاح اجتماعي، لَما كان أن يحدث لولا وعي القيادة ورؤيتها الواعدة، وشعب عاشق للحياة يسعى دوما نحو الارتقاء والإنجاز، متطلعا إلى الأفضل لكي يحيا كما ينبغي ويستحق.
مشاركة :