نظم مجلس النائب إبراهيم النفيعي وللعام الثالث على التوالي ملتقى «الملك.. القائد.. الإنسان» برعاية من علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى وبمشاركة شخصيات سياسية واقتصادية ودبلوماسية وعدد من أعضاء مجلسي الشورى والنواب والمسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي بالمملكة، وذلك بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية إحياء لذكرى قيام الدولة البحرينية في عهد المؤسس أحمد الفاتح وذكرى انضمام المملكة في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية إلى جانب ذكرى تولي صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم، وذلك لتسليط الضوء على الجهود الملكية السامية.وافتتح رئيس مجلس الشورى علي الصالح الملتقى بكلمة أكّد فيها أهمية التحول الديمقراطي منذ تولي صاحب الجلالة الملك المفدى مقاليد الحكم وإرسائه للقواعد الثابتة لبناء دولة القانون والمؤسسات بإطلاق مشروعه الإصلاحي الرائد الذي يعد امتدادًا للنهج البناء الذي واصل به جلالته مسيرة الآباء والأجداد، ورسم نهجًا قويمًا في عملية بناء الدولة الحديثة وتطوير أجهزة الحكومة.كما أشار إلى الإنجازات الرائدة التي حققها الملك على صعيد الإصلاح السياسي، والديمقراطي، والتنمية الاقتصادية والبشرية، وحماية حقوق المرأة والطفل، وما كفله من احترام للحقوق والحريات الأساسية والفصل بين السلطات، وتعزيز المشاركة الشعبية، مرتكزًا على ركائز أساسية التزمت بالثوابت العربية والإسلامية، وحماية التماسك الوطني باعتبارها الأولوية الأولى لتلبية مصالح الوطن والمواطنين وفتح آفاق التفاعل مع العالم.كما أكد على حرص جلالته التأكيد على حقوق الإنسان وعلى التعايش والحريات الدينية باعتبارها منجزًا وطنيًا ثريًا، وإرثًا حضاريًا مهمًا، مبينًا أن جلالته قدّم الكثير من المبادرات الرائدة في هذا المجال؛ فلم تقتصر الإرادة الرسمية على منح المزيد من الحريات الدينية وحسب، بل تجاوزت ذلك لتكون الدولة داعمًا أساسيًا لممارسة تلك الحريات.وقال رئيس مجلس الشورى: «لن ينسى العالم، المواقف الإنسانية النبيلة والمبادرات المشرفة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه بدعم الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، تجسيدًا لعميق الروابط الأخوية التاريخية الوطيدة، وتعزيز التضامن الأخوي والتكافل الإنساني، انطلاقًا من القيم الإنسانية والمبادئ الدينية والأخلاقية.من جانبه، أكد الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية على جهود وتوجيهات جلالة الملك بشأن مساندة الشعوب العربية في محنتها ومنها الشعب اللبناني والسوداني وغيرها من الدول، مستعرضًا العديد من المشاريع والمساعدات المقدمة لتلك الشعوب بتوجيهات من سموه تدعو لمزيد من الإبداع.كما أشاد بالجهود المقدمة من لدن سموه إلى جانب توجيهات ولي العهد في إدارة الأزمة الحالية والمبادرة في توفير الدعم للمواطنين والمؤسسات والشركات لمواجهة تداعيات الأزمة، مناديًا بضرورة تدريس هذه الإدارة المحنكة والمهنية العالية في جامعات الممكلة والتي بدأت فعلاً بعض الجامعات بدراستها فعليًا ومنها الجامعة الأهلية إلى جانب جامعة البحرين لتُعتمد وتُدرّس للطلاب من أجل الاستفادة من مهنية وجدية القيادة في احتواء وإدارة الأزمة.وختم حديثة بإشادة بحملة «فينا خير» والتي أطلقها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة والتي استطاعت خلال يومين من انطلاقها من حصد مبلغ 100 مليون دولار، موضحًا أن ذلك ينمُّ عن مدى تلاحم الشعب مع القيادة ومدى حب الخير الذي يتمتع به الشعب البحريني الأصيل.وتحدّث خالد الزياني الرئيس الفخري «لاستثمارات الزياني» عن توجيهات ولي العهد رئيس الوزراء بشأن مساندة المواطنين في مواجهة الظروف الراهنة والتي شملت قطاعات البنوك والكهرباء والأقساط الحكومية ومساندة المؤسسات التجارية الوطنية، والتركيز على القطاعات الأكثر تضررًا بهذا المجال، مؤكدًا على نظرة الملك المستقبلية بهذا الشأن وما قدّمه جلالته من رعاية لضمان استمرار الاقتصاد البحريني من خلال خطة وإيجاد حلول مبكّرة لحماية المواطنين والاقتصاد من هذه الكارثة.كما أشار إلى قيام الحكومة بصرف 30% من الدخل القومي في سبيل المحافظة على البلد واقتصادها إلى جانب ضمان الأمن الوظيفي للمواطنين وتجنّب انهيار الشركات والمؤسسات وهذا ينمُّ عن التضحية بالغالي والنفيس بتوجيهات جلالته للحفاظ على معيشة المواطنين.وتناولت الدكتورة جميلة السلمان استشارية الأمراض المعدية خلال مداخلتها في الملتقى إلى جهود فريق البحرين الطبي في مواجهة الجائحة بقيادة ولي العهد رئيس الوزراء وبفضل توجيهات جلالة الملك والتي أشادت بها منظمة الصحة العالمية إلى جانب دول أخرى والتي تنمُّ عن نظرة مستقبلية يتمتع بها جلالته وبتوجيهات أبهرت الجميع.كما أوضحت السلمان مدى مرونة النظام الصحي البحريني الذي أثبتت جدارته في التعامل مع الجائحة وتطبيق أعلى البروتوكلات الصحية في الإدارة من خلال توفير الأجهزة الطبية والأدوية وأماكن العزل والعلاج المجاني للجميع من مواطن ومقيم إلى جانب وجود خطة إعلامية محكمة، منوهة بتكاتف الشعب وتعاونه في الالتزام بالتدابير والتعليمات الصحية، مؤكدة تجاوز الممكلة لعدد مليوني فحص للوصول إلى الحالات المصابة أو المخالطة لضمان العلاج المبكر لها.بدورها أشادت ماريا خوري رئيسة المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان باتخاذ الممكلة لكل قرار بشأن الجائحة يضمن حقوق الإنسان وعلى رأسها القرار بإعادة العالقين في الخارج إلى أرض الوطن إلى جانب إتاحة الفحص العشوائي للجميع وضمان إيصال الأدوية للمنازل والتطوع الاختياري للتجارب السريرية والحزم الاقتصادية المقدمة التي أتت لتكفل حقوق الجميع ومنها دفع الرواتب الفواتير وإعفاء المقيمين من رسوم الإقامة إلى جانب كفالة إقامة الشعائر الدينية وغيرها، مبينة أن كل تلك المبادرات تجسّد أعلى مبادئ حقوق الإنسان في المملكة.وتناول خالد الأمين رجل الأعمال محور الأمن الغذائي وتوفير المخزون الغذائي خلال الجائحة رغم التحديات والمشاكل ومنها إغلاق الحدود وتوقّف تصدير دول لمنتجاتها الغذائية بفضل حكمة جلالة الملك واستراتيجيته بشأن الأمن الغذائي وتوفيره عبر الطائرات استطعنا تجاوز العقبات وإغراق السوق البحريني بالمنتجات الغذائية ولله الحمد.ومن جانبه أشاد السفير أمين الشرقاوي المنسق المقيم للأمم المتحدة السابق بما قامت به المملكة من جهود جبّارة في وقت قصير بشأن إدارة جائحة كورونا والتي استطاعت أن تبهر دول أخرى للاستفادة من التجربة البحرينية ونجاحها الباهر على كافة الأصعدة صحيًا واجتماعيًا وغيرها والتي لم تكن إلا نتيجة للأرضية الخصبة للمملكة ونتاج لمشروع جلالة الملك الإصلاحي ونتيجة لمقوّمات وإدارة محنكة على مدى سنوات ماضية.
مشاركة :