دعت رئاسة مجلس النواب الليبي، جميع الأعضاء إلى جلسة في مقر البرلمان، اليوم الإثنين، بمدينة بنغازي؛ لمناقشة تطورات المرحلة الراهنة ومحاولة أعضاء محسوبين على جماعة الإخوان الإرهابية شق الصف بإقامة اجتماعات في مدينة «غدامس» مع أعضاء ما يُسمّى مجلس الدولة التابع لحكومة الوفاق غير الشرعية المدعومة من تركيا، والتي تسيطر على العاصمة طرابلس.يأتي هذا فيما أعلنت القبائل والمكوّنات الاجتماعية والسياسية والمدنية بإقليم «برقة» دعمها مبادرة السلام التي أطلقها رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، مشيرة إلى أن المبادرة تأسست على مبدأ الأقاليم التاريخية الثلاثة «برقة، طرابلس، فزان»، مؤكدة رفضها أي مخرجات تمسّ صلب المبادرة. وشددت القبائل في بيان، السبت، على أن المقر الدستوري لانعقاد مجلس النواب هو مدينة بنغازي أو مقره المؤقت بمدينة طبرق، في إشارة إلى رفض اجتماعات «غدامس»، علاوة على رفضها التام لأي آلية لا توافق المبادرة المطروحة، والتي توّجت بإعلان القاهرة.وأوضحت رفضها أيضًا أي مخرجات تمسّ صلب المبادرة أو تصادر حق الأقاليم في اختيار ممثليه من خلال استخدام آليات تصويت لإقصاء شخصيات بعينها ما يُعدّ إسقاطًا للعملية السياسية برمتها، والتفافًا مفضوحًا القصد منه إفساد المسار السياسي، ورفض وضع أسس السلام والديمقراطية، وأكدت دعمها التام للمؤسسة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر، وعدم إخضاعها للحسابات والمساومات السياسية. محمد العباني أجندة الإخوانمن جهته، حذر عضو مجلس النواب محمد العباني من أن أطماع بعض القوى الوطنية وانشغالها بمصالحها الشخصية يصبّ في مصلحة أجندة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، ويمنحها فرصة من أجل السيطرة على مجلس النواب واستخدامه في أغراضه الخبيثة، في تدمير الجيش الوطني، واستكمال التغلغل في مفاصل الدولة والهيمنة على الشأن العام.وقال العباني: تيار الإسلام السياسي تجمعه أجندة الإخوان، في الوقت الذي تفرّق فيه المصالح الشخصية القوى الوطنية، وما يدور من صراع حول السيطرة على مجلس النواب الليبي السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من كل الليبيين، خير شاهد على ما يقوم به التيار الإسلامي الذي ضمن السيطرة على لجنة الـ75 بمساعدة الأمم المتحدة.مؤكدًا أن هذا التيار سعى إلى السيطرة على مجلس النواب من خلال استدراج أعضاء المجلس إلى اجتماعات في مدينة طنجة المغربية، وبث سموم «الإخوان» تحت ما سمّاه التئام المجلس وتوحيده، وهي دعوة جميلة المظهر فاسدة الجوهر، غايتها أخونة مجلس النواب، مشيرًا إلى أن ما يدور في اجتماعات «غدامس» التشاورية امتداد لاجتماعات طنجة برعاية الإخوان. علي التكبالي هجوم تركيابدوره، لم يستبعد عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي، توجيه تركيا ضربة عسكرية محدودة صوب الأراضي الليبية سواء عبر تحريك حلفائها من السياسيين بحكومة الوفاق غير المعتمدة أو قادة الميليشيات المسلحة بالغرب، مؤكدًا أنه باستثناء وزير الداخلية المفوّض بحكومة الوفاق فتحي باشاغا الذي يأمل في الفوز برئاسة الحكومة المقبلة، لا توجد مصلحة لبقية قيادات الوفاق الأخرى في الاستقرار.وأشار إلى أن تركيا تريد إفشال مفاوضات المسار السياسي، وتصعيد المواجهات العسكرية، لافتًا إلى أن السفينة التي أوقفتها قوات الجيش قبالة سواحل شرق ليبيا، ثم أفرجت عنها، هو أحدث محطات هذه الاستفزازات، وأن الجميع يستشعر تحركات تركيا بالجنوب الليبي.وأوضح التكبالي أن مخطط الفوضى الحالي في ليبيا يخدم مصالح قادة الميليشيات ومسؤولي حكومة «الوفاق»؛ لذا يتمسّكون باستمرار الوضع الحالي، ويسعون لإفشال أي مسار سياسي.
مشاركة :