القاهرة: عبد الستار حتيتة قال الرئيس المصري عدلي منصور، أمس، إن بلاده تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب، وإن قوى عالمية تسعى لفرض هيمنتها على الدولة. وشدد منصور في كلمته، أمس، أمام مؤتمر للإعلاميين الأفارقة والآسيويين، على أن القاهرة تفتح ذراعيها لأفريقيا وآسيا، بعد أن انتفضت ضد الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي. ومن جانبها، قالت مصادر الرئاسة المصرية، أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب، في اتصال هاتفي بمنصور، عن رغبة بلاده في التعاون مع مصر في كل المجالات، بما فيها العسكرية، وتقديم الدعم الكامل للمرحلة الانتقالية التي بدأت بالإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي مطلع يوليو (تموز) الماضي. وقال منصور في كلمته، خلال افتتاح المؤتمر العام التأسيسي الأول لاتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي (وألقاها نيابة عنه الدكتور حلمي الحديدي رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية)، إن التضامن مع الشعوب الأفريقية والآسيوية يزداد أهمية في ظل الإرهاب الذي يهدد العالم، مشيرا إلى أن مصر «تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب، في ظل سعي بعض القوى العالمية لفرض هيمنتها على البلاد والتدخل في شؤونها الداخلية». وأكد منصور أن مصر الثورة، التي انتفضت ضد الاستبداد السياسي والظلم الاجتماعي، تفتح ذراعيها لشعوب أفريقيا وآسيا من أجل التعاون البناء للتغلب على التحديات الداخلية والخارجية «لضمان غد مشرق وحرية كاملة وعدالة غير منقوصة ومستوى معيشي لائق». وأضاف أن بلاده التي «تنطلق بخطى ثابتة الآن نحو بناء دولتها العصرية الديمقراطية، ترى أن التعاون بين شعوب أفريقيا وآسيا يمثل ضرورة مهمة، وتسعى بدورها الريادي إلى تحقيق هذا التعاون مع أشقائها في القارتين». وأعرب الرئيس المصري عن تقديره للإعلام، قائلا إنه يلعب دورا مهما في تشكيل اتجاهات الرأي العام، ويزداد اتساعا في ظل ثورة تكنولوجية هائلة أضافت كثيرا لوسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، فضلا عن الوسائل الإلكترونية التي قال إنه «كان لها تأثيرها الواضح في الثورات الشعبية». ومن المعروف أن القاهرة احتضنت منذ أكثر من نصف قرن مقر «منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية»، وهي منظمة غير حكومية قامت لدعم حركات التحرير في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وأكد منصور أيضا أن هناك «طريقا طويلا ونضالا شاقا حتى تحظى الشعوب في أفريقيا وآسيا بإعلام قوى ومزدهر لا يخضع لأي تبعية، ويرى مبادئ حرية التعبير وقيم التعاون، ويرى مصالحها ويصون أمنها القومي ويضمن تعاونا بين أجهزة الإعلام في البلاد حتى تظفر الشعوب بكامل حريتها من كل أشكال وألوان التبعية السياسية والثقافية والطائفية والمذهبية». وشدد على أن مصر حريصة على تقديم كل أشكال العون والمساندة لتحقيق أهداف الإعلاميين الأفارقة والآسيويين، معربا عن «ترحيب القاهرة باحتضان مقر الاتحاد، مثلما احتضنت مقر اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا حتى تحقق الشعوب ما تطمح إليه في غد مشرق تسوده الحرية والعدالة الاجتماعية والتنمية المزدهرة». ومن جانبها، أوضحت مصادر الرئاسة أن المستشار منصور تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس بوتين، وذلك بعد يومين من زيارة وفد روسي رفيع المستوى للقاهرة ضم كلا من وزير الدفاع ووزير الخارجية، قائلة إن بوتين أعرب خلال الاتصال عن دعمه ودعم روسيا الاتحادية الكامل لمصر ولإدارتها الانتقالية التي قال إنها تمثل إرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013.
مشاركة :