تمكن مستشفى د. سليمان الحبيب في السويدي من إنقاذ حياة مريض يبلغ من العمر 48 عاماً، تعرض لحادث سير مروع أثناء انتظاره واقفاً أمام أحد المطاعم، إذ صدمته سيارة مسرعة أطاحت به بعيداً بعشرات الأمتار عن موقعه الأمر الذي تسبب في تعرضه لنزيف حاد وإصابات متعددة في الرأس والصدر والحوض وكسور متفرقة بالجسم. ذكر ذلك د. سعد العسيري المدير الطبي لأقسام الطوارىء بالمجموعة، والذي أضاف أن مركز الاتصالات المركزي لأقسام الطوارىء تلقى إشارة من الهلال الأحمر السعودي تفيد بوجود حالة طبية حرجة بحاجة للعلاج، موضحاً أنه على الفور تم تجهيز فريق طبي مكون من استشاريي الطوارىء والعظام والجراحة العامة والتخدير لمباشرة علاج المريض وقت وصوله إلى المستشفى. وعن تشخيص المريض قال د. سعد: إنه أثناء إجراء الفحص السريري تبين أنه في حالة غير مستقرة نهائياً ويعاني من هبوط حاد في ضغط الدم ونقص في نسبة الأكسجين مع فقدان للوعي تماماً، إذ تم عمل الإسعافات الأولية كافة لوقف النزيف الخارجي مع تركيب قسطرة وريدية من الجهة اليمنى واليسرى استعداداً لسحب النزيف الداخلي. وعن الإسعافات الأولية استكمل د. العسيري موضحاً أنه تم إدخال أنبوب داخل الرئة لإنعاشها، بالإضافة إلى عمل تثبيت خارجي لكسور الحوض للحد من زيادة النزيف وتجنب مضاعفات الكسور، علاوة على تثبيت جميع عظام العمود الفقري للحيلولة دون الإصابة بأية مضاعفات وقت نقل المريض لغرفة العمليات. موضحاً أنه وبعد استقرار ضغط الدم لدى المريض تم إخضاعه للفحوصات الشعاعية بالأشعة العادية والتصوير المقطعي (C.T Scan) على منطقة الرأس والحوض والعمود الفقري، مشيراً إلى أن النتائج أبانت وجود نزيف داخل الجمجمة وآخر في الرئة ومنطقة الحوض، بالإضافة إلى حصر عدد 6 كسور في الضلوع الصدرية من الجهة اليسرى، وكذلك اتضح دخول هواء للمنطقة الواقعة بين جدار الصدر والرئة أو ما يعرف بالاسترواح الصدري، الأمر الذي يؤدي للضغط على الرئة. وأشار د. العسيري إلى أنه على الفور تم وضع خطة علاجية تقتضي بسرعة سحب الهواء داخل الصدر وإخضاع المريض لعملية جراحية دقيقة وكاملة استغرقت أربع ساعات تم فيها استخدام تقنيات حديثة تعرف باسم (Video Assisted Thorciscope Surgery)، موضحاً أن هذه التقنية حددت بدقة الأوعية الدموية النازفة في منطقة الصدر وسرعة معالجتها، والتي كانت تمثل خطورة كبيرة على حياة المريض. وأكد مدير أقسام الطوارىء بالمجموعة على أن الفريق المعالج وجد صعوبات وتحديات كبيرة لاستقرار الوضع الصحي للمريض والمحافظة على حياته ولكنه تغلب عليها في نهاية المطاف، حيث تم إعطاء المريض 10 وحدات دم، و12 وحدة بلازما، بالإضافة إلى 8 وحدات صفائح دم. بعد نجاح العملية قال د. العسيري: إنه تم نقل المريض مباشرة إلى العناية المركزة لمراقبة مؤشراته الحيوية على مدار الساعة ومواصلة إنعاشه في الفترة الحرجة الأولى بعد العملية لحين استقرار حالته الصحية بصورة نهائية، مؤكداً على أن المريض بعد ثلاثة أيام من العملية بدأ بالتحسن التدريجي ولله الحمد. وفي ختام حديثه قال د. العسيري: إنه تم إخضاع المريض لعملية جراحية أخرى بعد مرور ثلاثة أسابيع لتثبيت عظام الحوض داخلياً وإزالة الأنابيب الصدرية الخاصة باسترواح الصدر، علاوة على إخراج أنبوب التنفس الاصطناعي، موضحاً أن المريض خرج من المستشفى وقد استعاد كامل وعيه وبدأ في الاعتماد على نفسه وهو بخير حال ولله الحمد. الجدير بالذكر أن مجموعة د. سليمان الحبيب خصصت فرقاً طبية للتدخل السريع للحالات الطارئة بالمنزل، تضم أطباء متخصصين في طب الطوارئ يعاونهم فريق تمريضي وإسعافي، من أجل التعامل مع الحالات الطارئة والحرجة كافة سواء أكانت للأطفال أم للكبار، وهذه الخدمة تتيح توفير الزيارات المنزلية للحالات الطارئة على مدار الساعة من خلال فريق الاستجابة السريع، بعدها ينتقل الفريق الطبي إلى المنزل ويقدم الحالات الإسعافية كافة للمريض بما فيها تشخيص وعلاج الجلطات القلبية والمخ، وتخطيط القلب، وتركيب المحاليل الوريدية، وخياطة الجروح السطحية، بالإضافة إلى خدمات البخار، وقياس مستوى السكر، والعلامات الحيوية، والأكسجين، وتوصيل العلاجات اللازمة إلى المنزل.
مشاركة :