هل "إيلون ماسك" مخطئ بشأن الليثيوم؟

  • 12/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ما بين وجود كميات هائلة على الأرض وبين تكهنات بأن الإمدادت قد تنفد فيما يزيد قليلاً على أربع سنوات، يصبح مصير الليثيوم وبالتبعية مستقبل سوق المركبات الكهربائية، غير محدد الهوية. وفي حدث "يوم البطارية" الأخير، قال مؤسس صانعة السيارات الكهربائية تسلا "إيلون ماسك" إن هناك ما يكفي من الليثيوم في ولاية نيفادا الأمريكية لتزويد أسطول مركبات الولايات المتحدة بالكهرباء. لكن هل كان "ماسك" مخطئًا فيما قاله بشأن الليثيوم؟ إلى حد ما تعتبر ملاحظة "ماسك" صحيحة لأن تكاليف البطارية كانت تتبع مسارا هبوطيا على مدى نصف العقد الماضي. وفي واقع الأمر، تراجعت تكلفة بطاريات الليثيوم بشكل كبير منذ عام 2010، ومن المتوقع استمرار هذا الاتجاه. وبصورة أكثر وضوحًا، فإن سعر حزمة بطارية السيارة الكهربائية في عام 2010 كان يبلغ 1160 دولارًا لكل كيلوواط في الساعة، مقارنة مع متوسط السعر في عام 2018 والبالغ 176 دولارًا لكل كيلوواط في الساعة. إذن؛ كيف تؤثر تكاليف البطارية في سعر السيارة الكهربائية؟ ببساطة، تُشكل البطاريات ومجموعة نقل الحركة 70% من تكلفة المركبات الكهربائية. وبالتالي، فإن انخفاض تكاليف بطاريات هذه السيارات التي تعمل عن طريق الشحن بالكهرباء يلقي بظلال إيجابية على تكاليف المركبات الكهربائية بشكل كبير. لكن مع ذلك، قد لا يزال "ماسك" مخطئًا بشأن مسار سعر الليثيوم في المستقبل، حيث إن صندوق الاستثمار المتداول جلوبال إكس ليثيوم آند باتري تكنولوجيا -وهو صندوق استثمار متداول مصمم لتتبع أداء مؤشر الليثيوم العالمي- قد ارتفع بنسبة 105% حتى الآن منذ بداية العام. وفي سياق محاولات "تسلا" لتحقيق هدفها المتمثل في خفض تكاليف البطارية بنحو 50%، سعت صانعة السيارات الكهربائية جاهدة لتأمين الإمدادات من خام الليثيوم، كما حققت تقدمًا كبيراً في هذا الشأن. وفي السابق، أجرت "تسلا" محادثات مع شركة "سايبرس للتنمية"، وهي شركة تسعى لاستخراج الليثيوم من رواسب الطين في جنوب غرب ولاية نيفادا، لكنها فشلت في التوصل لأي اتفاقيات. ويبدو أن "تسلا" قد غيرت مسارها وحولت تركيزها للتنقيب عن الليثيوم بمفردها في الولاية الأمريكية، لكن هناك شكوكاً في إمكانية قيام الشركة الأمريكية بذلك. وفي حين أن الليثيوم هو بالفعل مصدر طبيعي متواجد بوفرة في مياه المحيط، لكن غالبية إمدادات الليثيوم في العالم ليست مجدية من الناحية الاقتصادية لاستخراجها بالأسعار الحالية. وفي غضون إثني عشر شهرًا فقط، تراجع سعر الليثيوم بنحو 33%. وبحسب تقديرات بنك الاستثمار "يو بي إس"، فإن إمدادات الليثيوم يمكن أن تنفد في وقت مبكر من عام 2025. وبلغت مبيعات "تسلا" من السيارات الكهربائية في غضون أول تسعة أشهر من العام الجاري 316.82 ألف مركبة. وتمثل "تسلا" حالياً أقل من خمس سوق السيارات الكهربائية عالمياً والذي يسجل نموًا قوياً، حيث تمتلك الشركة الأمريكية حوالي 18% من السوق الذي يُشكل حوالي 3% من إجمالي سيارات الركاب العالمي. ويعني ذلك أنه في حين يمكن لـ"تسلا" توفير إمداداتها من الليثيوم بشكل جيد للغاية، هناك حصة أخرى في سوق السيارات الكهربائية قدرها 82% بحاجة للخام. كما يبدو أن التوجه في العام الحالي حيال التحول نحو السيارات الكهربائية يشير إلى أن الشركات المصنعة للمركبات الكهربائية غير "تسلا" ستصبح أكثر هيمنة مع مرور السنين. وتتوقع "بلومبرج نيو إنرجي فاينانس" ظهور 500 علامة تجارية من السيارات الكهربائية بحلول عام 2030، مقارنة مع بضع عشرات من الشركات في الوقت الحالي. ويعني ذلك أن المنافسة أمام "تسلا" ستكون شديدة للغاية في المستقبل مقارنة مع الوضع الذي كانت عليه قبل بضع سنوات. ويعتقد المحلل في "ويدبوش" للأوراق المالية "دان آيفز" أن النسخة الكهربائية لجنرال موتورز "جي إم سي هامر" ستكون النموذج الأساسي لخطة الشركة الأمريكية في توسيع استثماراتها البالغة قيمتها 20 مليار دولار، داخل هذا السوق خلال السنوات الخمس المقبلة. وتستهدف "جنرال موتورز" بيع مليون سيارة كهربائية سنويًا في الولايات المتحدة والسوق الصيني، على الرغم من أن "جي إم سي هامر" تبدأ بسعر يبلغ حوالي 113 ألف دولار مقارنة مع السعر الأساسي لنسخة تسلا "موديل 3" البالغ 39.990 ألف دولار. كما أطلقت "بي إم دبليو" في الآونة الأخيرة سيارة "آي إكس"، وهي سيارة دفع رباعي كهربائية بالكامل، وسط تقديرات بأن سعرها سيبدأ عند 70 ألف دولار. وفي الواقع، تواجه "تسلا" أيضًا منافسة متزايدة في سوقها الصيني، حيث تفوق نموذج سيارة "جنرال موتورز" الكهربائية على نسختها الشهيرة للغاية "موديل 3". ورغم أن "تسلا" لا تزال إلى حد كبير الاسم الأكثر شهرة في مجال السيارات الكهربائية على الصعيد العالمي، إلا أن السنوات القادمة سوف تشهد منافسة قوية، مع حقيقة أن أمثال جنرال موتورز في منافسة جادة بالفعل.

مشاركة :