اعتدت يوما من كل اسبوع ان اجتمع مع صديقاتي اما لشاي الضحي او لوليمة عشاء، ونتحاور ونتناقش في بعض المواضيع الخاصة والحساسة، ومن تلك المواضيع التي جعلتني اكتب هذه المقالة هو ان احدى الصديقات تقدم لها شاب وهي غير مقتنعة به، الا انها تود الهروب من لقب الانسة وتطمح الى لقب مدام وأم. ان الكثير من الفتيات يعانين من مشكلة (العنوسة)، وانا لا افضل هذا اللقب لانه مجرد أن تأخرت عن سن الزواج... لأنها أصلا تأخرت على ماذا يا حسرة؟ على الزواج والطلاق بسرعه البرق... على مشاكل نسمعها يوميا ونراها حولنا وملأت البيوت... تأخرت على سن الزواج والسلام... ومن اجل الناس (ما ياكلون ويهم بالحجي وتفتشلون ان بنتكم عانس) ان فلانة بنت فلانة مسكينة عانس قد توقف نصيبها... ومن يكونون هؤلاء الناس الذين يتكلمون عنها... «اكيد ناس فاضية ما وراها غير الحجي والهذرة وعيونهم مبحلقة علي بيوت الناس»، وقد نسوا أنفسهم وبلاويهم ومشاكلهم... «مفتشلين من شنهو وعلى شنهو»... ماذا يعني لو الفتاة لم تتزوج «علي شنهوا تفتشلون؟... ولو تزوجت ولم ترتبط بولد فلان هم «يتحجون فيكم وتفتشلون منهم»، ولو لم تحصل علي «دزة محترمة مثل هالايام... نساء تحملن الصناديق وسط الزغاريد والاغاني كدزة علي بابا او تكون محمولة على حصان وجواري خلفهم هم راح يتحجون فيكم»، وان كانت «دزتها» بسيطة جدا ايضا سيتكلمون عنكم وستخجلون منهم... واذا تزوجت ولم تنجب بعد عدة شهور «يعوون شفايفهم ويكسرون رقبتهم أمامها ويدعون لها بالانجاب امام اهلها... يدعون لها ويجعلونها تشعر انها على شفا حفرة من نار الطلاق»، وتدخل فى مرحلة اليأس ولو رزقت بنت الناس (بطفلة) يزورونها وهي في النفاس ويدعون لها ان تنجب في المرة المقبلة الولد، ولو رزقت بالولد يدعون لها بالبنت وان لم تنجب فالكل يفتي ويقترح بالعلاج، وايضا ستخجلون منهم وسيتحدثون عنكم... فى هذه الدنيا لا يوجد من يضع حسابا لغيره... وقليل من يحمد الله سبحانه، اذاً ارضوا ربكم بعملكم الطيب وباحترامكم لأنفسكم واعلموا انه لا يطعن في سمعتكم الا من تمنى ان يكون مثلكم وفشل... يعني الفتاة التي لم يسبق لها الزواج اذا تزوجت هل ستتزوج للناس أم لنفسها... طبعا لنفسها، واذا لم تجد الراحة ولا من يقدرها ولا من يحترمها ويصونها ويسعدها (بلاها زواج). والبنت التي تشعر ان العمر يركض بسرعة، وامها تظل منهارة (بنتي كبرت وما تزوجت) ولو سألتها: «بنتج مهانة فى بيتكم مثلا والا مو لاقية لقمتها»، ترد بثقة: «ان بنتها معززة ومكرمة واهلها صاينينها ويحبونها ومحافظين على مشاعرها وكرامتها ولا يوجد من يتجرأ يزعلها بكلمة، اذاً حالها افضل من حال كثير من البنات اللاتي تزوجن ولم يشعرن بالسعادة في يوم واحد، فنحمده سبحانه على نعمه انها تاخرت في الزواج قليلا فربما سبحانه يرزقها نصيبا افضل... تاخرت قليلا من اجل ان تختار رجلا يكون عاقلا ورزينا، وليس هناك فتاة عاقلة تأخر نصيبها ترضخ لأي رجل وتتنازل عن أمور أساسية وأقصد من التنازل ليس النقود ولا الذهب ولا المهر، لان هذه كماليات وليس أساسيات تؤدي الى نجاح العلاقة الزوجية سواء زادت أو انعدمت، فالقصد ألا تتنازل عن الاخلاق وراحتها النفسية... فاذا هي ليست مرتاحة للرجل المتقدم لها لا تختاره من اجل انها تلبس الدبلة ويتغير مسماها من انسة الي لقب (مدام)، أو تتزوج من اجل ألا يتكلم عنها الناس... فالمفترض انها تختاره بطريقة صحيحة، وتفرح بزواجها واهلها ايضا يفرحون بها، وإن لم تحصل الفتاة على النصيب... فيجب أن تفرح بنفسها وبحياتها الهادئة، وان تشكر ربها على نعمة العز والكرامة وانها وسط نعيم الناس الذين يعشقوننا، ونصيحة مني لكل فتاة تزوجت او تأخر عنها النصيب او انقطع... الزواج قسمة ونصيب ومقدر ومكتوب وانت المسؤولة عن اختيارك وانت ايضا المسؤولة عن سعادتك او تعاستك. * كاتبة وإعلامية كويتية Ssahaheenn@hotmail.com Follow Me@ sshaheen9 instagram:u20storiess instagram:u20magazine
مشاركة :