في ظل تحول التعليم بحلول جائحة كورونا من نمطه التقليدي بشكل مفاجئ لتعليم افتراضي يعتمد بشكل مباشر على وسائل التقنية المختلفة، أكد عدد من التربويين والتربويات وأولياء الأمور النقلة النوعية التي أحدثتها منصة مدرستي في هذا الخصوص، إذ لامست هذه التغييرات الجذرية للجائحة ميدان التعليم ففرضت نمطًا تعليميًا خاصًا ينسجم مع معطياتها، وأبرزت القدرات الكامنة للثروة التقنية والتكنولوجية وتوظيفها في التعليم، واستحدثت وزارة التعليم منصة مدرستي لجميع المراحل الدراسية في التعليم العام كبديل عن الحضور الفعلي للطلاب والطالبات. وأشاد طلاب ومعلمون وأولياء أمور ومشرفون بتعليم عسير بأداء المنصة خلال اليوم الدراسي، محدثة العديد من التحولات الجوهرية في الميدان التعليمي حيث قال محمد آل قريش “قائد مدرسة” أن تجربة التعليم عن بعد شكلت منعطفا نوعيا يفتح آفاقا واسعة إذا بحثنا عن النقاط المضيئة والفرص المهمة، فهي تجربة ستغير نمط الحياة الأسرية وسلوك الطلاب والطالبات، وأساليب المعلمين والمعلمات في التعليم، كما ستغير الكثير من الأنماط الإدارية والإشرافية. وأوضح المشرف التربوي عبدالله الشهراني أن تجربة التعليم عن بعد كانت مفاجئة للجميع وهي حل لمشكلة تسببت بها جائحة كورونا، حيث أصبح هناك بُعد مكاني بين الطالب والمعلم وليس هناك فرصة للاجتماع بينهم في مكان واحد وبالتالي ظهر هذا النوع من التعليم. ويذهب الشهراني أبعد من ذلك ليقول بأنه ورغم فوائد تجربة التعلم عن بعد إلا أنها لا توضح مدى استيعاب الطالب للمادة، ويضيف بأن حل الطالب أحياناً يكون غير موثوق به، وقد يكون الطالب حصل على مساعدة من الإنترنت أو من الأسرة ولا تضمن بأن الطالب يستخدم كافة مقدراته دون وجود رقيب. ويرى الشهراني بأن تجربة التعلم عن بعد والتي جاءت بشكل طارئ عليها من الملاحظات وفي الواقع لم تعط المادة حقها وأحياناً لا يعرف المعلم إذا وصلت المادة بالشكل الصحيح أم لا. ووصف المرشد الطلابي محمد آل سويد ، أن تجربة التعلم عن بعد تعتبر تجربة ناجحة استطاعت أن تسد الكثير من الثغرات في الوقت الذي توقفت فيه العملية التعليمية في العديد من دول العالم. ويعتبر “آل سويد” أن التجربة فرضت نفسها بسبب انتشار فيروس كورونا ولم تكن اختياراً للطلاب، إلا أنها تعتبر تجربة ناجحة نسبة للظروف التي جاءت فيها، واستطاعت أن تسد ثغرة كبيرة. وحدد آل سويد عدداً من التحديات التي واجهت تجربة التعلم عن بعد من بينها التخوف من البنية التحتية وقد يحدث أن ينقطع الاتصال بين الطالب والمعلم، وكذلك التخوف من الاختبارات وأن تحدث هناك مشكلة سواء كانت من المدرسة أو المكان الذي يتواجد فيه الطالب ولكن بحمد الله سارت بشكل جيد. واعتبر المعلم حسن الفيفي تجربة التعلم عن بعد بأنها ناجحة وإيجابية، و تجاوب الطلاب يعتبر مقياساً جيداً وأثبت أنه بديل ناجح في حالة الضرورات، ومن الطبيعي القول إنه لا يمكننا الاستغناء عن التعليم العام أو التعليم النظري أو الحضوري ولكن الوضع الآن اضطراري وأثبت نجاحه بتجاوب الطلاب وأولياء الأمور، ولاحظنا ذلك من خلال الأسئلة المتكررة عن بعض الأمور غير الواضحة، كلها سجلت مؤشرا إيجابيا لدينا من خلال متابعة الطلاب أنفسهم ومتابعة المنسقين والمعلمين بالإضافة لحل الواجبات اليومية والتقييمات الأسبوعية ومؤخراً تم وضع حصص إثرائية كنوع من التقوية المجانية للطلاب. “وأكد “الفيفي” على ضرورة مشاركة أولياء الأمور في العملية التعليمية سواء كان حالياً في وقت التعلم عن بعد أو في الوضع الطبيعي قبل كورونا وبعدها ، ودائماً نحن نشجع أولياء الأمور لأنه سيتابع ابنه من خلال دخوله على النظام ومعرفة أدائه لواجباته ومعرفة التقييم الأسبوعي وعندما يتصل ولي الأمر بالمدرسة أو يأتي بنفسه للمدرسة يسأل عن بعض الأمور نسعد بالتوضيح له، وحالياً في ظل أزمة كورونا وتطبيق التعلم عن بعد هناك تجاوب من أولياء الأمور ومن خلال اتصالنا بهم في حال تأخر طالب عن الدخول في النظام يتفهم الوضع ونجد أن الطالب موجود في الحصة المقبلة وتجاوب مع النظام بفضل دعم ولي الأمر، وأهم شيء بالنسبة لنا هو المتابعة، والجميع الآن متكاتف ويتشوق لمعرفة المواضيع والدروس التي تطرح عبر التعلم عن بعد والواجبات اليومية والأسبوعية”. وأضاف الفيفي :”في البداية كنا نظن أن الاتصال عبر النظام سيكون تحدياً لذلك حرصنا على أن نعرف أن الكل متصل بالإنترنت ولديهم أجهزة تمكنهم من دخول النظام واستيعابه ولكن بعد ذلك استطعنا التغلب على التحديات، إذ وفرت وزارة التعليم أجهزة “آيباد” لمن لا يملكون أجهزة في المنزل، والأغلبية لديهم هواتف لاستخدامها في الدخول على الدروس وتم تدارك هذه التحديات وتغلبنا عليها منذ البداية ، وبالنسبة للنظام كان سهلاً ومرناً ولم تكن هناك صعوبات في الدخول إليه عبر المحادثات والاستفسارات بين الطلاب والمعلمين ومتابعة الملاحظات.” بدوره أضاف محمد العمري “معلم ” أن المعلمين يوجهون شكرهم ويثنون على الطلاب لتشجيعهم وتحفيزهم إذ أصبحت حالياً منافسة بين الجميع، وهو نوع من التحفيز بين الطلاب والتجاوب. وحول ما إذا كان التعليم سيعود مثلما كان قبل كورونا قال العمري:” هذا أمر يعود لسياسات وزارة التعليم بتقييم وتقدير التجربة، وبالنسبة للطلاب أصبحوا مواكبين ومتفاعلين مع نظام التعلم عن بعد، ولو أن هناك بعض الأمور الفنية سيتم حلها، وبنهاية المطاف بعد كورونا ورجوع الأمور لطبيعتها فإن مقعد الدراسة مهم جداً للطلاب والعملية التعليمية والتواصل المباشر بين الطالب والمعلم مهم جداً ، إذ تعد كلها قضايا نرجع لها كقيم تربوية وسلوكية حتى نقوم الطالب، وإذا استمرت أزمة كورونا أكثر من المدة المتوقعة فهذا أمر واقع وأصبحنا أكثر تأقلماً مع الوضع الجديد سواء من قبل المعلمين أو الطلاب أو أولياء الأمور وإدارات المدارس والمنسقين وغيرهم. ولم يقتصر الأمر على المعلمين بل بادر الطلاب للتعبير عن سعادتهم بسلاسة عمل المنصة؛ حيث قال الطالب فواز آل غنوم :”إن التعلم عن بعد وبغض النظر عن كونه تجربة جديدة بإيجابياتها وسلبياتها ولكنها غالباً مفيدة، ورغم التحديات التي واجهتنا أثناء الدراسة عن طريق التعلم عن بعد تنحصر بشكل أساسي في كونها تحديات تقنية، متعلقة بالتعامل مع خدمة الإنترنت، ونوع الأجهزة المستخدمة وأحياناً يكون الضغط على الشبكة كبيراً نظراً لأن كل الطلاب يدخلون على الموقع في نفس الوقت” . ويضيف “آل غنوم” بأن المواقع المشغلة للتعلم عن بعد تحتاج أحياناً للصيانة وهناك انقطاع في الاتصال وغيرها من المشاكل التقنية. أما الطالب طارق آل مرزوق فيعتبر تجربة التعليم عن بعد قد منحت الطلاب والمعلمين آفاقا جديدة وهي تجربة ناجحة قياسا بالمدة الوجيزة التي أقر فيها التعليم عن بعد.
مشاركة :