دبي في 15 ديسمبر / وام / دعا المشاركون في المؤتمر العربي التاسع عشر الذي عقدته عن بعد المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية إلى الإستفادة من تجربة دولة الإمارات ومدينة دبي في التصدي لجائحة "كوفيد-19" العالمية. وقال المشاركون - وهم عدد كبير من قادة وكبار المسؤولين والمستشارين في وزارات ومؤسسات الصحة العربية - إن تجربة الإمارات ومدينة دبي جديرة بالتعميم وأن هناك حاجة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة لتعزيز إمكانيات وقدرات الدول العربية في مواجهة مثل هذه الجوائح. و طرح معالي حميد محمد القطامي مدير عام هيئة الصحة بدبي ورقة عمل حول تجربة الإمارات ودبي في التصدي للجائحة وذلك في الجلسة الأولى للمؤتمر الذي خصصته المنظمة العربية للتنمية الإدارية لمناقشة قضية النظم الصحية العربية في مواجهة الجوائح والأزمات أزمة فيروس "كوفيد-19 ". وترأس معالي القطامي الجلسة الأولى للمؤتمر حيث استهل فيها حديثه بالتأكيد على أن قوة الإمارات في التصدي لجائحة "كوفيد-19"مستمدة من الرعاية الكريمة التي توليها قيادتنا الرشيدة للناس وصحتهم وسلامتهم مشيرا إلى أن الإمارات احتلت المرتبة الأولى عربيا والتاسعة عالميا في مؤشر الأمان من "كوفيد-19" وفق دراسات وتقارير أعدتها مجلة "فوربس" العالمية. وأوضح أن الإمارات تمتلك بنية تحتية وتقنية قوية تعزز قطاعها الصحي الأكثر تطوراً في العالم والذي تديره مجموعة من السياسات والبروتوكولات عالية المستوى وتقوم عليها كفاءات وخبرات طبية مميزة لافتا إلى مجموعة الإجراءات التي اتخذتها الدولة في مواجهة كوفيد-19 ومنها على سبيل المثال إدارة الأزمة على المستويات العليا إتحاديا من خلال الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات ومحليا من خلال اللجنة العليا للأزمات والطوارئ وتطبيق بروتكولات عالية المستوى في أنظمة العمل والقطاعات وفقاً للمعايير الدولية ومراقبة دقيقة لجميع منافذ الدولة البرية والجوية والبحرية والعمل بنظام التعليم عن بُعد والعمل عن بعد وتعليق جميع الأنشطة والفعاليات وغلق المراكز ودور العبادة وإجراءات احترازية حاسمة مثل التعقيم الوطني والبقاء في المنزل وإنجاز أكثر من 18 مليون فحص مخبري لفيروس "كورونا". وأفاد معاليه كذلك بأنه كانت هناك العديد من الإجراءات التي تم اتخاذها واعتمادها على مستوى دبي ضمن جهود الدولة بشكل عام وكان ذلك منذ اللحظة الأولى لظهور الفيروس عالميا من بينها تشكيل لجنة عليا للأزمات والطوارئ في دبي وتمثيل كافة الجهات ذات الاختصاص بمستوى عال وقرارات بتقييد الحركة والتباعد البدني والتعقيم الوطني ، وغيرها. وعن أبرز التدابير التي اتخذتها دبي في مواجهة الجائحة على مستوى الحماية والوقاية أشار القطامي إلى أن دبي ثبتت أجهزة حرارية في جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية ونشرت مراكز الفحوصات المخبرية لفيروس "كورونا" في جميع مناطقها إلى جانب تسيير فرق طبية للفحوصات الإستباقية في المناطق السكنية عالية الكثافة فضلا عن رفع الطاقة الإستيعابية للفحوصات لأكثر من 80 ألف فحص يوميا وتخصيص 89 فندقا ومبنى للعزل والحجر الصحي وتوفير جميع وسائل ومستلزمات الحماية والوقاية للعاملين في خط الدفاع الأول من الأطباء والتمريض والفنيين والإداريين وجميع المنتسبين لخط الدفاع الأول من الجهات الأخرى. وفيما يخص التدابير التي تم اعتمادها على مستوى العلاج والرعاية الصحية لفت معالي القطامي إلى أمثلة محددة لتلك التدابير ومنها رفع الكفاءة التشغيلية للمستشفيات والمراكز الصحية وتأسيس مستشفى ميداني في وقت قياسي بسعة 5 آلاف سرير مشيرا إلى أن هيئة الصحة بدبي لديها 40 بروتوكولا علميا وطبيا في العلاج وأنظمة الرعاية الصحية منوها بأن القطاع الصحي في دبي أجرى 151 بحثا علميا متخصصا في "كوفيد-"19 تناول التشخيص والوقاية والعلاج وذلك من أطباء وخبراء في مستشفيات الهيئة والقطاع الصحي الخاص وتمت الموافقة على 129 منها وحصلت من بينها 5 أبحاث على التحكيم العلمي العالمي وتم نشرها وتعميمها دولياً في النشرات والدوريات والمراجع الطبية للاستفادة. وطرح معالي القطامي محورا مهما في ورقة العمل وهو خاص بنجاح دبي ممثلة في هيئة الصحة في توفير الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة لأفراد المجتمع مع بداية الجائحة وخلال ذروتها وحتى اليوم مؤكداً أن مواجهة جائحة "كوفيد-19" لم تؤثر في التزام الهيئة أو القطاع الصحي بشكل عام في توفير جميع الخدمات الطبية لأفراد المجتمع والمرضى وضرب مثالا على ذلك في استقبال العيادات التخصصية بمستشفيات ومراكز الهيئة لقرابة مليوني مراجع هذا العام إلى جانب إجراء أكثر من 100 ألف عملية جراحية كبرى. وقال إن الهيئة تمكنت أيضا -على الرغم من ظروف الجائحة- من توفير 43 ألف وحدة دم للحالات الطارئة وتوصيل مليون و400 ألف عبوة دواء للمرضى في منازلهم كما قدمت أكثر من 60 ألف استشارة ضمن منظومة التطبيب عن بُعد ونفذت أكثر من 21 ألف زيارة طبية منزلية لكبار السن وأصحاب الهمم في ذروة مواجهة "كوفيد-19 " مؤكدا أن هناك العديد من الدروس المستفادة من الجائحة منها أن تكون دائما مستعدا إلى جانب الإنفتاح والتعاون العلمي والبحثي وتبادل الخبرات والتجارب موضحا أهمية إنشاء معاهد متخصصة للصحة العامة وطب الأسرة في الدول العربية وتوفير شبكات رصد قوية للوبائيات والأمراض المعدية واتفق معاليه على ما طرحه المؤتمر والخاص بضرورة إدراج مواجهة الجوائح ضمن أجندة التنمية المستدامة للدول العربية. وأعرب القطامي عن تقديره للمنظمة العربية للتنمية الإدارية للدورالكبير الذي تقوم به وجهودها المبذولة ونجاحها المتواصل في تطوير النظم الإدارية وأساليب الإرتقاء بمستويات الأداء في المؤسسات الحكومية والخاصة العربية.
مشاركة :