قال غييوم كارتييه، رئيس منطقة إفريقيا والشرق الأوسط والهند في شركة نيسان موتور المحدودة، إن العالم أدرك كيف يمكن أن تبدو عليه المدينة منخفضة الانبعاثات بفعل عمليات الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا حول العالم، وهو ما يعطي دفعة قوية لإنتاج السيارات الكهربائية الصديقة للبيئة. وأظهرت تقارير في عدد من المدن الكبرى تفيد بأن مستويات تلوث الهواء قد انخفضت بشكل كبير، ما أدى إلى هواء أنظف وشوارع أكثر أماناً في مختلف المجتمعات. ووجد بحث شمل سكان المدن الحضرية أن الغالبية الكبرى منهم لا يريدون العودة إلى مستويات التلوث التي سادت قبل كوفيد. في الواقع، أيّد كثيرون تطبيق تدابير جديدة لحماية المواطنين من تلوث الهواء لا سيما مع ظهور تقارير تربط بين التعرض للهواء السام وزيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا. وفي حين اعتبر عدد من المتخصصين بأنه من السابق لأوانه التوصّل إلى نتيجة نهائية في هذا الموضوع، إلا أنه يُبرز أهمية الحفاظ على مستويات منخفضة من التلوث. ووجّهت الحاجة إلى هواء أنظف الانتباه أكثر من أي وقت مضى إلى الدور الذي يمكن أن تؤديه العلامات التجارية المصنّعة في تقليل انبعاثات الكربون. وأضاف كارتييه "ففيما نتجه نحو عالم ما بعد كوفيد، يتعين على مصنّعي السيارات تركيز جهودهم على الاستثمار في التقنيات الجديدة ووضع استراتيجيات تساعد على تقليل الانبعاثات، مثل إنشاء مصانع إنتاج تعمل بالطاقة النظيفة وتسريع جهود البحث والتطوير لإنتاج سيارات خالية من الانبعاثات". ويعزى هذا التوجه نحو مستقبل أنظف أيضاً إلى قرار الحكومات بدمج المدن الذكية. فقد عُرفت السيارات الكهربائية مثلاً حتى قبل ظهور كوفيد-19 بقدرتها على تحسين جودة الهواء ومكافحة آثار تغير المناخ. وتم جمع أدلة تفيد بأن معظم الأشخاص "قلقون إلى حد ما" بشأن تغير المناخ، إلا أن السيارات الكهربائية شكلت 2.2% فقط من حصة السوق العالمية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2019. ووجدت المزيد من الأبحاث أنّ تردد المستهلكين في شراء سيارة كهربائية ناتج إلى حد ما عن عدم توفر محطات الشحن. ففي أحد الاستطلاعات التي أجريت في المملكة المتحدة، قال 45% من المشاركين فيه إن عدم توفر أجهزة الشحن هو سبب امتناعهم عن شراء سيارة كهربائية. بالمقابل، قال 28% فقط إن ثمن السيارة السبب. وتابع كارتييه "هنا تكمن الفرصة أمام الدول لتوفير المزيد من حلول المدن الذكية بما في ذلك إقامة محطات لشحن السيارات الكهربائية على طول الطرق السريعة وبالقرب من نقاط التقاء وسائل النقل العام. في هذا الإطار، تم إطلاق مبادرة الشاحن الأخضر للمركبات الكهربائية في دبي لإنشاء بنية تحتية لمحطات شحن السيارات الكهربائية. وتولت هيئة كهرباء ومياه دبي تنفيذ المشروع على مراحل ونجحت في إنشاء 240 محطة شحن كهربائية في مناطق مختلفة من دبي مثل المكاتب الحكومية والمطارات ومحطات الوقود ومراكز التسوق والمكاتب التجارية والعيادات والمستشفيات والمجمعات والمنشآت السكنية. ولتشجيع أفراد المجتمع على امتلاك سيارة كهربائية، أعلنت هيئة الطرق والمواصلات أيضاً أن السيارات الكهربائية المرخّصة في دبي ستُعفى من رسوم المواقف العامة لمدة عامين". ويعدّ التعاون بين القطاعين العام والخاص أساس التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون لتحقق مدن مثل دبي الأهداف التي وضعتها في إطار العمل نحو مستقبل أكثر صداقة للبيئة. لقد شاركتُ مؤخراً في حلقة نقاش ضمن "أسبوع المناخ والتنوع البيولوجي" في إكسبو حيث تحدثت عن أهمية مشاركة خبراتنا والعمل على التطوير المشترك لأنظمة التنقل المستدامة. وتطرّقت المناقشة إلى مستقبل الكهربة وشددت على الحاجة إلى ضمان عودة الالتزامات بالفائدة على المجتمعات المحلية على المدى البعيد.
مشاركة :