تتجه الأوضاع في اليمن إلى مزيد من التصعيد العسكري الواسع مع رفض جماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح الانصياع لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 القاضي بسحب ميليشياتهم من المحافظات وتسليم السلطة المغتصبة من قبلهم في صنعاء. وبالتزامن مع شل طيران التحالف العربي حركة المتمردين في محافظات تعز وإب وذمار، أكدت مصادر محلية في محافظة مأرب وصول قوات عسكرية تضم أعدادا كبيرة ومنوعة من الآليات الحديثة والمتطورة عبرت، صباح أمس، منفذ الوديعة إلى محافظة حضرموت وتضم دبابات حديثة ومدرعات وراجمات صواريخ وناقلات جند بصحبة قوات نخبة يمنية جرى تدريبها. ويهدف هذا التحرك من قبل الحكومة الشرعية المدعومة من دول التحالف، وهو الأبرز أمس، إلى تقوية جبهة مأرب القريبة من العاصمة صنعاء، وبالتوازي استمر الجيش الوطني بمعية قوات التحالف بتجهيز مطار ترابي يتبع شركة صافر النفطية لتحويله إلى مدرج لمطار عسكري في منطقة صافر بمحافظة مأرب، وأكد أحد العاملين في الشركة لالخليج استمرار أعمال تجهيز المطار ليكون مهبط وموقع انطلاق لطائرات عسكرية. وفي محافظة تعز استهدف طيران التحالف تجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في الساحل الممتدة بين ميناء المخا إلى الحديدة، كما أغارت طائرات التحالف أمس على مواقع الحوثيين في تعز، ما أسفر عن قتلى وجرحى في صفوفهم فيما استمرت الاشتباكات العنيفة في منطقة الجحملية والمنطقة المحيطة بالقصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة، بين المقاومة والجيش الوطني من جهة وميليشيات الحوثي وصالح من جهة أخرى، التي عززت مواقعها لصد هجمات المقاومة، ما جعلها تستهدف بالمدفعية والكاتيوشا أحياء سكنية ومواقع للمقاومة في وسط المدينة. وكثف طيران التحالف غاراته على مواقع ميليشيات الحوثيين في جبال صعدة شمال اليمن، بينما قصفت المدفعية السعودية تجمعات لمواقع ميليشيات صالح والحوثي قرب الحدود السعودية. في الأثناء، قُتل ستة من ميليشيا الحوثي وأُصيب آخرون في غارات لطائرات التحالف على أرتال للميليشيا المتمردة حاولت التوغل في بلدة بيحان بمحافظة شبوة. واستهدف طيران التحالف، أمس، مقر اللواء 26 بالسوادية، ومقر اللواء 117 وقلعة رداع بمكيراس في محافظة البيضاء، فيما تعرضت ميليشيا صالح والحوثي لكمائن مسلحة في مواقع اخرى في البيضاء، قُتل على اثرها ستة من الميليشيات. وفي محافظة إب وسط اليمن شنت، أمس، ميليشيا الحوثي وصالح بالرشاشات ومضادات الطيران هجوما على عدد من القرى في حدبة السفلى وأسفل الجبلين والحداني خلال مواجهات مع المقاومة الشعبية، سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين، وتم تدمير آليات عسكرية تتبع الميليشيات. وفي محافظة ذمار قال مصدر في المقاومة بمديرية عتمة، إن عشرات القتلى والجرحى من ميليشيات الحوثي وصالح سقطوا في هجمات نفذتها المقاومة أمس، كما أفشلت هجوما للميليشيات على موقع جبل حلفان الاستراتيجي في محاولة منها لاستعادته من المقاومة، وكانت خسائر الميليشيات، حسب المقاومة، مقتل أكثر من عشرين من عناصرها واصابة العشرات. وكشفت مذكرة لمشرف ميليشيات الحوثي بمحافظة ذمار، وجهها إلى زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، طلب تعزيزه بكتيبة من قوات النخبة التابعة للحوثيين لمواجهة من أسماهم بالدواعش وحماية المحافظة من السقوط. ولفت المشرف إلى الخسائر التي تكبدتها ميليشياتهم، في الأرواح والمعدات، مشيراً إلى ازدواجية القيادة بين جماعة الحوثي وقيادة الحرس الجمهوري التابع لعلي عبدالله صالح، الذين اتهمهم بفتح أكثر من جبهة دون النظر إلى عواقب ذلك. وأوضح الطاووس انهم يتعرضون لحرب استنزاف لأفرادهم في مدينة ذمار ومديريات جهران وجبل الشرق وضوران وعنس والحداء، أفقدتهم عشرات العناصر المسلحة، مبدياً مخاوفه من انفلات الأمور. وحذر من الحراك الشعبي الذي بدأ عكسياً لصالح المقاومة، مطالباً بالتحرك السريع لإحكام السيطرة على المحافظة قبل فوات الأوان. وجنوباً تتعرض مناطق كرش لحصار من قبل ميليشيات الحوثي وصالح التي ما زالت تسيطر على مناطق كرش، ما يشكل ثغرة تمكن الميليشيات من مهاجمة مواقع سبق وحررتها المقاومة والجيش الوطني في محافظة لحج.
مشاركة :