اليوم تعود عجلة التنمية الحقيقية إلى الدوران، فَـفِـيه تنطلقُ الدراسة (وهي أهم ميادين الاستثمار بالـبشَـر) الذي يأتي دائماً (أولاً) قبل الاستثمار بالحَــجَــر. حيث يعود أكثر من (600 ألف من المعلمين والمعلمات)، وما يزيد على (خمسة ملايين ونصف من الطلاب والطالبات) إلى قاعات الــدّرس في رحلة جديدة، لكي تحقق أهدافها وترسو على محطة النجاح؛ لابد من الإيمان المطلق والراسِــخ بأهمية ودور (الـمُـعَـلم والمُـعـلّـمـة) في صناعة حياة الناشئة، باعتبارهما الــرَّحَــى والركن الأصيل الذي تتمحور عليه العملية التربوية! إيمان يبدأ بالمجتمع الذي عليه أن يمنح معاشر المدرسين والمدرسات حقهم من التقدير والاهتمام قــولاً وفِـعْــلاً. وإيمانٌ يقوم على المؤسسة المعنية (وزارة التعليم) التي عليها أن تعطي معلميها حقوقهم المالية والمعنوية؛ وذاك بتعيينهم على المستويات التي يستحقونها، ومعالجة ما سبق بأثَــر رجعي! وكذا إقرار سُــلم وظيفي جَــديد، يحْـمِـل (الزيادة والحَـوافِـز للمبدعين والمتفوقين، وبَـدَلات مواصلات وسَــكَــن) لِـمَــن يعملون في مناطق نائية ووعِــرة، ولاسيما المعلمات اللائي تـسـتـنزِف المواصلات أو الـسُـكنَــى (ثلث رواتبهنّ أو يزيد) !! وفي الجانب المعنوي (وهو أهم) لابد من قوانين تحمي المدرسين والمدرسات من الـبَـطش الـجَـسَـدي أو اللفظي الذي يرتكبه بعض أولياء الأمور، وكذلك تسلط فئة من الإداريين، فالأعوام السابقة رَصَــدت لنا أحداثاً مؤسفة في هذا الميدان، والأنظمة الصارمة والعقوبات المغلظة ستحدّ منها. أيضاً تطوير المعلم مهنياً وفكرياً ومعرفياً وتقنياً أصبح ضرورة ملحة في عَـالَـم يَـمُـوج بالمتغيرات على كافة المستويات، وسبيل ذلك تكثيف الدورات المتخصصة، وخـلْـق حــوافز لمَـن يجتازها؛ فالوصية الإدارية تؤكد بأن المؤسسات الناجحة تُـنفق (5%) من ميزانيتها على التدريب. أخيراً (المُـعَــلّــم) في العديد من المجتمعات المتقدمة يحظى بالرعاية والاهتمام، ويُـعَــامَـلُ أحياناً وكأنه (وَزِيْـــر)، والكثير من معلمينا ومعلماتنا يجتهدون في أداء رسالتهم وفق ما يمتلكونه من إمكانات وأدوات بل بعضهم يَـصْـرِف من مالِـه الخاص على دَرْسِـه، أولئك يستحقون أن ترفع لهم الرّايات، أما المقصرون، فـمصيرهم العقوبات النظامية.!! aaljamili@yahoo.com
مشاركة :