التعددية الحزبية وتمثيل جميع طوائف المجتمع، كان شعار تلك المرحلة المهمة التي تمر بها مصر في مسيرتها الديمقراطي، فمع إجراء عدد من الاستحقاقات الانتخابية، رفضت الأغلبية الحزبية، وصاحب أكبر رصيد في الشارع، وهو حزب مستقبل وطن، أن ينفرد بخوض الانتخابات البرلمانية، وأن تكون لها السيطرة والأغلبية المطلقة على داخل البرلمان الجديد.وكان "من أجل مصر" هو الشارع الذي رفعه مستقبل وطن، والذي جمع تحته مختلف الأحزاب والأطراف السياسية، في ائتلاف واحد، يضمن التمثيل العادل لكل حزب ولكل شريحة مجتمعية، دون تمييز بين هذا وذاك.واستطاع حزب مستقبل وطن أن يجمع تحت لواء الوطن 12 حزبا سياسيا، إضافة إلى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، لتعبر تركيبة مجلس النواب القادم عن تنوع إيديولوجي غير مسبوق.وبالنظر إلى التركيبة الحزبية داخل البرلمان، في شكله النهائي بعد إعلان جميع نتائج الانتخابات، وآخرها حولها الإعادة للمرحلة الثانية، والتي أعلنت أمس، نرى أن حزب مستقبل وطن كانت له الغلبة، والنصيب الأكبر في مقاعد البرلمان، واستطاع أن يحصد الأغلبية البرلمانية، وجاء من وراءه حزب الشعب الجمهوري، وهو ما نظره التركيبة الحزبية للبرلمان القادم، والتي جاءت كالتالي:- حزب مستقبل وطن 316 مقعدًا منهم 145 بنظام القائمة، و171 بنظام الفردي.- حزب الشعب الجمهوري 50 مقعدًا، منهم 28 بنظام القائمة، و22 بنظام الفردي.- تنسيقية شباب الأحزاب حصلت على 28 مقعدا- الوفد 26 مقعدًا، منهم 21 بنظام القائمة، و4 بنظام الفردي، يليه - حماة الوطن 23 مقعدًا منهم 19 بنظام القائمة، و4 بنظام الفردي.- حزب مصر الحديثة 11 مقعدًا، منهم 10 بنظام القائمة ومقعد بالنظام الفردي.- حزب الإصلاح والتنمية 9 مقاعد بنظام القائمة- المصري الديمقراطي الاجتماعي 7 مقاعد بنظام القائمة.- حزب الحرية بـ7 مقاعد منهم 5 بنظام القائمة ومقعدين بنظام الفردي.- حزب المؤتمر 7 مقاعد بنظام القائمة.- حزب النور 7 مقاعد بنظام الفردي.- حزب العدل عدد 2 مقاعد بنظام القائمة - إرادة جيل بمقعد واحد.المستقلونواستكمالا للحديث عن التنوع الأيديولوجي داخل البرلمان القادم، فقد استطاع المستقلون والمعارضة أن يشكلون أيضا رقما جيدا في معادلة الديموقراطية القائمة، فقد استطاعوا أن يحصلوا على 95 مقعدا، منهم 25 بنظام القائمة و70 بالنظام الفردي.ولم يقتصر التنوع داخل مجلس النواب 2021 على التنوع الحزبي فقط، بل كان للمرأة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة تمثيل عادل وغير مسبوق، وحصلت المرأة على نسبة 25٪ من المقاعد وفقا لما قرره لها الدستور والقانون.كما كان للشباب دور فعال، فقد استطاعت أن تحصد تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين على 28 مقعدا.هذا التنوع الحزبي والتعددية داخل برلمان 2021، والذي أظهرت النتائج السابقة، شهدت له كل الأحزاب، والتي أكدت أنها لولا وجود ائتلاف حزبي يضمن التعددية السياسية داخل مجلس النواب، لما خضنا ذلك العرس الانتخابي.وهكذا استطاعت القوى الحزبية، أن تسطر تاريخا جديدا من التعددية وعدم الانفراد والسيطرة المطلقة على المجالس النيابية.
مشاركة :