كتبت – شروق صلاح: دائمًا هناك جانب إيجابي ومشرق في كل أزمة مهما كانت، فعلى هذه الشاكلة كانت جائحة كورونا، فلم تكن الأمور معها سلبيات فحسب، بل كان لهذه الأزمة أوجه طيبة وإيجابية عاشها البعض. واستفاد البعض من أمور إيجابية خلال فترة تفشي الوباء، فكان إشباع المواهب وظهور الإبداعات حاضرة، إضافةً إلى الاهتمام بالعادات الصحية والحفاظ على النظافة الشخصية، بجانب زيادة الترابط الأسري وتعلم مهارات جديدة، وهو ما يستعرضه «المصري لايت» خلال التقرير التالي. . عازفو كورونا رأينا العديد من المواهب التي تفجرت أثناء فرض حظر التجوال، كان أبرزها العزف في الشرفات، وهي تجربة مستوحاة من عازف إيطالي شهير خرج خلال أيام الحجر الصحي، عازفًا موسيقى «بيلا تشاو» من شرفة بيته، وحققت ملايين المشاهدات على قناته بـ «يوتيوب». وعلى غرار هذه التجربة، خرج عدد من العازفين المصريين من شرفاتهم عازفين المقطوعات والاغاني المختلفة، منهم عازف الكمان محمد عادل الذي خرج من شرفته في منطقة الهرم عدة مرات وانتظره جيرانه، وشجعوه ليعزف ويخفف عنهم عبء الحجر الصحي والعزل المنزلي خلال هذه الفترة، واكتسب الشاب شهرة واسعة بعد هذه التجربة. ومن الإسكندرية خرج كذلك العازف إسلام علي، الذي خرج من شرفته خلال ساعات الحظر في منطقة ميامي، وكانت فترة جائحة كورونا بمثابة ساعة الحظ بالنسبة لهم وحققوا شهرة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. . العادات الصحية لم تقتصر الإيجابيات عند هذا الحد، حيث زاد مستوي الحفاظ على النظافة الشخصية وأصبحنا جميعا نهتم بتعقيم الأيدي وارتداء الكمامات، وتغطية الأنف أثناء السعال أو العطس، والحفاظ على مسافة آمنة بين الأفراد في الاماكن العامة، والتقليل من المصافحة والتجمعات بقدر الإمكان، كما دفعت هذه الأزمة كثيرين للتوقف عن التدخين، بالإضافة للحرص على نظافة المنزل وتعقيم الاسطح باستمرار، فأصبحت هذه سلوكيات عامة. كما كشفت شركات الأدوية والمستلزمات الطبية التابعة لوزارة قطاع الأعمال عن زيادة الإنتاج من المطهرات ليبلغ 4 أطنان من عبوات يوميًا، التي سعتها تتراوح من 60 مللي إلى 4 لتر، ومن الكحول الإيثيلي تركيز 70% تم رفع الإنتاج إلى 75 ألف عبوة يوميا بسعة 100-200 مللي، بالإضافة إلى 20 ألف عبوة سعة 1 لتر. وارتفع الطلب على المعقمات بأكثر من 800% وقامت الشركة برفع الطاقة الإنتاجية حتى تفي بمتطلبات السوق من منتج «هيبوكلوريت الصوديوم» لمواجهة فيروس كورونا. . الإجراءات الاحترازية حرصت الحكومة على ترسيخ الإجراءات الاحترازية المتخذة، وعليه ربطت عدم ارتداء الكمامة بغرامات تُفرض على المخالفين، مع مراعاة التباعد الاجتماعي لتكون نسبة حضور المواطنين في الأماكن العامة 25%. كما غير كورونا فكرة تعامل الأفراد والحذر من لمس الأشياء المختلفة، مثل أزرار المصاعد ومقابض الأبواب وغيرها من الأشياء التي أصبحنا نتجنب لمسها، وكذلك فكرة تعامل الأفراد مع المطاعم والتركيز على الاشتراطات الصحية فيها، كما ارتفع الوعي بشكل كبير حول النظافة في الشوارع والأماكن العامة المختلفة وتجنب التكدس. . تعافي البيئة أكدت دراسات أن جائحة كورونا أثرت إيجابيًا في الطبيعة علي مستوي العالم، حيث أنه منذ بداية جائحة كورونا شهد العالم انخفاضًا شديدًا في تلوث الهواء لإغلاق معظم المصانع وقلة حركة النقل. وتحول بقاء البشر في منازلهم إلى عامل يصب في صالح كوكب الأرض، ما قد يدفع للقول إنه برغم عدم وجود أي فوائد للوباء الحالي، فإن ما ترتب عليه من حظر للتنقلات غير الضرورية وفرض إجراءات إغلاق كامل في بعض دول العالم، جعل بوسعنا رصد التغيرات الإيجابية، التي تطرأ على كوكبنا بفعل غياب سكانه عنه بوجه عام للمرة الأولى على الإطلاق، كما هو الحال الآن. وتفيد نتائج استخلصها باحثون من مركز أبحاث «الطاقة والهواء النقي»، المتخصص في دراسة التبعات الصحية لتلوث الهواء، بأن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الناجم بدوره عن استخدام الوقود الأحفوري، تراجعت هي الأخرى، بنسبة 25% بسبب الإجراءات المتخذة، لاحتواء التفشي الوبائي لفيروس كورونا المستجد، ولذلك ففي كل أزمة هناك جانب مشرق منها. . الترابط الأسري الترابط الأسري والجلوس مع الأبناء مدة أطول، بسبب انشغلنا بحياتنا العملية اليومية، أعاده فيروس كورونا، فأصبحت هناك «لمة». كما ظهرت الطائرة الورقية التي أعادتها كورونا مرة أخري، والكوتشينا وبنك الحظ وغيرها من الألعاب القديمة التي قضينا وقت فراغنا فيها أثناء فترة الحظر.
مشاركة :