أهّلت لوحة تتوجّه بالشكر إلى خط الدفاع الأول، لجهودهم الحثيثة في مواجهة جائحة «كورونا»، الفلبيني كريستيان باربا أولليدانا، للفوز بمسابقة الجداريات والفنون، التي ينظمها سوق الواجهة البحرية للسنة الثالثة على التوالي، بالتعاون مع هيئة الثقافة والفنون في دبي. وتتجّه اللوحة إلى العاملين في خط الدفاع الأول بالشكر على كل ما قاموا به في التصدي للجائحة، اذ أتى العمل الفائز محاكياً لكل الذين آثروا الحضور في قلب الخطر لحماية الناس من الفيروس. وحول عمله الفائز، قال الفنان كريستيان باربا أولليدانا: «إن العمل مستوحى من تطبيق (زوم)، الذي شاع استخدامه خلال جائحة (كورونا)، وتحديداً في فترة الحجر الصحي، إذ تابع الناس تواصلهم وأشغالهم من خلاله، ووضعت في الاجتماع المصور في اللوحة 12 خانة، تبرز في 11 خانة مهن وشخصيات كانت موجودة في خط الدفاع الأول». وأضاف: «وضعت في هذه الخانات كاتم الصوت للدلالة على اختيارهم مواصلة عملهم، رغم التحديات والظروف، وتحملهم الصعاب ووجودهم في الصفوف الأمامية لخدمة الناس، بينما كانت الخانة التي ترسل الشكر للجميع هي التي يعمل فيها مكبر الصوت، والتي تحمل الفرح والأمل». وتابع كريستيان: «لست فناناً محترفاً، إذ إن عملي الأساسي هو الهندسة، ولكن الرسم هو هواية بالنسبة لي، وهذه اللوحة هي الأولى من هذا النوع التي تعرض للجمهور، إذ إنني معتاد على الرسم الواقعي، وشاركت في المسابقة لأنني وجدت فيها مساحة للتعبير عن نفسي، وهي المرة الثانية التي أشارك فيها، ولم أحقق الفوز العام الماضي». وأشار إلى أنه لم يتوقع الفوزه هذا العام أيضاً، خصوصاً أن هناك كثيراً من الأعمال الجيدة، موضحاً أن «رسم اللوحة على الجدار استغرق منه خمسة أيام عمل فيها بشكل متواصل». حضّر الفنان الفلبيني الجدار قبل الرسم واستخدم عليه ألوان الإكريليك من دون أن يترك على سطح العمل الطبقة اللامعة، كي لا تنعكس الإضاءة عليها، وبالتالي تؤثر في رؤية كل تفاصيل العمل. إطار جديد من ناحيته، قال مدير إدارة الفنون التشكيلية في «دبي للثقافة»، خليل عبدالواحد، لـ«الإمارات اليوم»، عن دعم الهيئة للمبادرة،: «تتعاون الهيئة مع سوق الواجهة البحرية في كل عام، لكن في هذه السنة يأتي التعاون في إطار جديد، إذ إن المبادرة مهمة في استغلال الجدران، من أجل الفنون وإبراز إبداعات الفنانين، خصوصاً أن الجهة التي تنظمها غير معنية بالفن، ولكنها تدعم الإبداع». وأشار إلى أن المسابقة تبرز المواهب في الإمارات، وما يميز هذه الدورة أنها تحاكي الظروف التي فرضتها الجائحة، وكيف يمكن من خلال الفن تقديم الشكر لخط الدفاع الأول، لافتاً إلى أن لجنة التحكيم كانت تعني بالشكل الذي طرح من خلاله المشاركون أفكارهم حول الجائحة، وكيف تنفذ على أرض الواقع، لتثري المشهد الفني. وفيما يخص المعايير التي تُعنى باختيار العمل الفائز، أكد عبدالواحد أنها «ارتبطت بشكل مباشر بالفكرة المتميزة، فالحياة هدأت لفترة من الزمن، ولكن الفن لم يتوقف، وهذا ما انعكس من خلال اللوحات، إذ أتت معبّرة بشكل واضح عن الظروف التي عاشها الناس». إقبال لافت من جهته، قال مدير سوق الواجهة البحرية، محمد المدني: «إن مسابقة الجداريات والفنون شهدت هذا العام إقبالاً لافتاً، إذ استقبلنا العديد من المشاركات المميزة، إلا أن جدارية الفنان الفلبيني، تمثل تعبيراً صادقاً عن امتناننا العميق لجميع العاملين الشجعان في الخطوط الأمامية، ممن ساعدوا المجتمع بلا كلل ولا ملل في المعركة ضد (كوفيد-19) خلال هذا العام العصيب». وأضاف: «العمل كان صادقاً في تصويره لسبل تواصلنا مع بعضنا خلال فترة الإغلاق بواسطة منصات الاتصال بالفيديو، لذا سيتم عرضها بشكل دائم في (الواجهة البحرية) لتذكر دوماً بجهود أبطالنا». إثراء المشهد قال مدير إدارة التسويق في ماركت الواجهة البحرية، سامي عيد، لـ«الإمارات اليوم»: «إن مسابقة الجداريات والفنون تنظم لأكثر من هدف، منها إثراء المشهد الفني، ودعم الفنانين وإيجاد منصّة لهم لتقديم إبداعاتهم، وخلق صيغة فنية للتواصل مع الجمهور». وأضاف أن «الثيمة التي اختيرت في هذا العام تهدف إلى شكر خط الدفاع الأول، الذين كانوا أبطالاً في هذه المرحلة، فأتت الأعمال المشاركة متوجهة لهم بشكل مباشر». ونوّه عيد بأن عدد المشاركات كان أكبر من السنوات السابقة، لافتاً إلى أن «الفن ليس محصوراً بمكان محدد، فحتى حين يدخل المرء إلى مكان معين فكل ما تراه عينه سيكون عبارة عن فن بشكل أو بآخر، فالفن يحيط بالإنسان بوجوه وأشكال كثيرة»، حسب تعبيره. • إقبال لافت ومشاركات متميزة تنافست على الجائزة. • الحياة هدأت لفترة.. لكن الفن لم يتوقف، وهذا ما أبرزته الأعمال. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App