النسيان علامة على الذكاء وكفاءة الدماغ‎

  • 12/15/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سلطت دراسة جديدة بقيادة فريق من جامعة بوند الأسترالية الضوء على الآلية التي يعمل بها الدماغ في تذكر الأشياء والأشخاص. ونظر الباحثون على وجه التحديد في كيفية تفاعل الدماغ عند رؤية شخص أو كائن خارج السياق لأول مرة. من جانبه، قال الدكتور أوليفر بومان الأستاذ المساعد في الجامعة: إن نظام الذاكرة يولد لقطة تدمج الشخص بالمكان معًا عند مشاهدته لأول مرة، وإذا صادفته في مكان آخر، فإن ذلك يسبب مشكلة وقد لا يتم التعرف عليه. وأضاف أنه في المرات القادمة لن يرتكب الدماغ هذا الخطأ مرة أخرى، ولكن يقوم بترميز الشخص والمكان بشكل منفصل، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تشير إلى أن أدمغتنا ”فعالة في جوهرها“. وطلب من المشاركين في الدراسة حفظ صور متعددة للأشياء، مثل حقيبة ظهر أو ساعة على خلفيات مثل صالة ألعاب رياضية ومغسلة وحديقة، ثم تم عرض نصف الأشياء على الطلاب في اليوم السابق. وفي مرحلة الاختبار، قام الباحثون بتبديل خلفيات بعض الأشياء، وتبين وجود صعوبة في تذكر الأشياء غير المألوفة، وكان النسيان مصحوبًا بتغييرات في نشاط الحصين، الذي يلعب دورًا مهمًا في الذكريات. وتعطي هذه النتائج نظرة ثاقبة حول كيفية سعي نظام الذاكرة لتحقيق الكفاءة، ويمكن اعتبار النسيان ميزة؛ لأنه لا يجب ترميز كل الأشياء وتخزينها. وأوضح الباحثون أن الأشخاص الذين يتذكرون كل شيء في حياتهم يمتلكون جانبا سلبيا، وهو أنه بسبب الكمية الهائلة من المعلومات الموجودة يصبح من الصعب التركيز على مهمة ما. كما أن النسيان يساعد على تنظيم الذهن ويؤثر على كفاءة الدماغ، وقال الدكتور باومان إن البحث يمكن أن يكون خطوة نحو زراعة الدماغ التي تعيد الذاكرة. وأضاف: ”لدينا الآن غرسات شبكية وقوقعة، وربما في غضون 100 أو 200 عام يمكن أن يكون لدينا غرسات ذاكرة، وأن نكون قادرين على التفاعل مع نظام الذاكرة لدينا“.

مشاركة :