أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات تستعد للخمسين عاماً المقبلة من مسيرة التنمية والتطور، معتمدة على رؤى أبنائها من المبدعين وأصحاب العقول والأفكار الاستثنائية. جاء ذلك، خلال تكريم سموه منتسبي الدفعة الأولى من الرؤساء التنفيذيين للتصميم الحكومي من «برنامج التعلم والتصميم الحكومي»، الهادف إلى إعداد وتأهيل كوادر وطنية من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، قادرة على تضمين مفاهيم وأساليب التفكير التصميمي المرتكز على الإنسان في صلب العمل الحكومي، وذلك في قصر الرئاسة بأبوظبي، بحضور الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش. وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «دولة الإمارات تعيد صياغة مفاهيم وممارسات العمل الحكومي بنظرة استشرافية بعيدة المدى.. معتمدة على رؤى أبنائها أصحاب العقول والأفكار.. نحن فخورون بشغف أبناء الإمارات لبناء مستقبل دولتهم بأدوات مبتكرة وأفكار استثنائية تعزز مسيرة التنمية وتدعم توجهاتنا للمستقبل الذي نطمح إليه». وأضاف سموه: «نتبنى في حكومتنا نماذج عمل غير تقليدية تركز على التصميم التشاركي للمستقبل، وتعزيز الجاهزية والمرونة في مختلف المجالات.. نريد تأهيل أجيال من خبراء التصميم الحكومي القادرين على تصور المستقبل واستباق تحدياته بابتكار حلول متكاملة تنقل مفاهيم العمل الحكومي إلى آفاق جديدة تحسن حياة الناس». ويعد برنامج «التعلم والتصميم الحكومي» الذي تنظمه حكومة دولة الإمارات بالتعاون مع مؤسسة «بالمود»، البرنامج الأول من نوعه على مستوى العالم، الذي يقوم على تضمين مبادئ التفكير التصميمي في العمل الحكومي، وتطوير منظومة تصميم متكاملة تعتمد على تجارب الأفراد والشراكة مع المجتمع، ويهدف لإحداث نقلة نوعية في العمل الحكومي الهادف لتصميم أفضل الممارسات وصناعة قرارات مؤثرة وفاعلة من خلال إثراء آليات العمل الحكومي بالأفكار المجتمعية الإبداعية. ويهدف برنامج التصميم الحكومي إلى إحداث تغيير جذري في العمل الحكومي، من خلال تبني مبادئ جديدة تسهم في إعادة تصميم المبادرات والسياسات والاستراتيجيات الحكومية، بما يضمن تلبية تطلعات المجتمع، ويمكن الخريجين من تقديم أفكار وابتكارات مستقبلية تعتمد حلولاً إبداعية وتطوير آليات وأدوات جديدة في العمل الحكومي تدعم جهود الجهات في الاستعداد للمستقبل. ويسعى البرنامج إلى بناء قدرات الموظفين وتنمية مواهبهم التصميمية وتدريبهم على أدوات عمل جديدة لتمكينهم من وضع الحلول الإبداعية، من خلال البحث وجمع المعلومات والتواصل المباشر مع المجتمع لتصميم النماذج الحكومية وتغيير المنهجيات التقليدية، بالاعتماد على نهج متكامل يتمحور حول احتياجات الإنسان وتطلعاته المستقبلية. وضمت الدفعة الأولى من برنامج التصميم الحكومي نخبة من الكوادر المواطنة من موظفي الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، تم اختيارهم عبر ثلاث مراحل تقييم رئيسية تبنت معايير ركزت على مهاراتهم ومواهبهم وقدرتهم على التعلم والتطوير وإحداث الحراك الشامل في العمل الحكومي، ومستويات الفضول المعرفي والتفكير الإبداعي لديهم، وقدرتهم على قيادة جهود التغيير الإيجابي وتدريب فرق العمل وإعداد الكوادر المتخصصة في تصميم مستقبل العمل الحكومي. وعمل المنتسبون على مشروعات هدفت إلى تصميم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجه أفراد المجتمع، بينما تضمن البرنامج الذي تم تنظيمه على مدى 4 أشهر محاضرات وجلسات تفاعلية وزيارات ميدانية للتعرف على مفاهيم التفكير التصميمي وأسس تضمينه في العمل الحكومي، وكيفية استخدام مراحل عملية التصميم في إطلاق المبادرات الجديدة وإيجاد الحلول المستدامة، التي تسهم في إعادة صياغة العمل الحكومي.
مشاركة :