الإمارات والبحرين.. رؤى مشتركة لتعزيز ثقافة السّلام

  • 12/16/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بعلاقات تاريخية تمتد جذورها لعقود طويلة، ساعد في نموّها وتطوّرها الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع الأشقاء، مكتسبة أهميتها من تبنّي القيادتين الحكيمتين في البلدين خطاباً عقلانياً معتدلاً ومتوازناً من تعزيز قيم المحبّة الكونية والتّسامح وثقافة السّلام، لدعم الأمن والسلم الإقليمي والدّولي، والتّعايش بين الأديان والثقافات والحضارات، كنهج طموح لتحقيق النّموذج الرّائد في مجالات الديمقراطية وحقوق الآنسان، نسوق ذلك ونحن بصدد الاحتفال باليوم الوطني البحريني الـ 49، الذي يصادف 16 من ديسمبر الجاري، ويحتفل فيه أبناء المملكة، بتولّي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مقاليد حكم البلاد عام 1999. وتحرص دولة الإمارات على مشاركة شقيقتها البحرين سنوياً هذا الحدث العظيم، ويسطّر التّاريخ المواقف المشتركة بين البلدين على كافة الصعد السياسية والثقافية، والتي تبدو في عديد الاتفاقيات ومذكرات التّفاهم لتحقيق مصالح البلدين، وبخاصة في حقول الثقافة والتراث، على نحو بروتوكول التّعاون الثقافي بين مركز زايد للدراسات والبحوث ومركز عيسى الثقافي، وينصّ على تبادل الإصدارات التي تنشر عن كل من الطّرفين، وكذلك تبادل الوفود والخبراء والمختصين، وإجراء المشاريع والبرامج الثقافية والتراثية، وتنظيم المؤتمرات والنّدوات والمحاضرات المشتركة وإطلاق المبادرات حول القضايا الثقافية والتراثية وتاريخ المنطقة، ويقودنا ذلك إلى الحديث عن أهمية إنشاء اللجنة العليا المشتركة بين البلدين في عام 2000؛ بهدف إيجاد آليات العمل والمشروعات بما يحقق التّكامل المنشود، وفي السياق نستذكر أهم مخرجات اجتماع اللجنة الثامن في 30 أكتوبر 2018 في المنامة، على الصعيد الثقافي، بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون الثقافي المتكامل بين مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، ووزارة الثقافة والشباب الإماراتية، رشح عنها في عام 2019 مشروع ثقافي مشترك، تمثل في افتتاح البيت التراثي «نزل السّلام» في مدينة المحرق البحرينية، أحد أهم مشاريع استعادة المباني التراثية الذي تدعمه الإمارات، يهدف إلى إعادة إحياء بيت «فتح الله» التراثي، أيضاً بالإضافة لتشييد «الرّكن الأخضر» بعد ترميم البيت وخضوعه لأعمال إعادة تصميم داخلي، تحت مظلة الاتفاقية الموقعة لتوثيق علاقات التّعاون الثقافي للحفاظ على الإرث التّاريخي المشترك للبلدين، ويجسد هذا المشروع العلاقات الإماراتية البحرينية المميزة المتفرّدة، وحرص البلدين على الحفاظ على الإرث التاريخي والأصول الثقافية والحضارية في ظل خصوصية العلاقات الثنائية القائمة على روابط راسخة وتاريخ مشترك، مع وحدة المصالح والتّعاون الأخوي البنّاء، لما فيه خير الإنسانية. لا يمكن أن تمر مناسبة وطنية مثل احتفال البحرين بيومها الوطني، دون أن تحظى بأهمية خاصة لدى قيادة وشعب الإمارات، نظراً لارتباطهما بوحدة المصير والتّاريخ، ومواجهة التّحديات نفسها، ويتطلعان لتحقيق الآمال ذاتها، والتي تعكس متانة البيت الخليجي، وتعزيز العلاقات الثقافية المشتركة، واستثمار حراكهما الثقافي المميز، بما يسهم في استقطاب الاهتمام العالمي بالمنطقة كمركز إنتاج حضاري، وهو في الواقع ما ينعكس إيجاباً على الحضور المشترك للمؤسسات الثقافية في كافة معارض الكتب التي تنظم في البلدين، كما في معرضي أبوظبي الدولي للكتاب، والبحرين الدولي للكتاب، وأيضاً الحضور القوي في مختلف مهرجانات المسرح والسينما، واحتفاليات التشكيل والتراث والثقافة والأدب والجوائز، وغيرها من الفعاليات التي تؤكد تميز العلاقات بخصوصية فيها «لمسة تقارب» فريدة في نوعها، ستبدو واضحة من خلال البرنامج الحافل الذي أعدته الإمارات للاحتفاء بهذه المناسبة، من عروض ترفيهية وتراثية وثقافية واحتفاليات موسيقية وغنائية وطنية، تشيد بالشقيقة البحرين وقيادتها الحكيمة.

مشاركة :