طهران تواصل مساعي تبريد أزمة دبلوماسية فجّرتها «قصيدة إردوغان»

  • 12/16/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

واصل المسؤولون الإيرانيون تصريحاتهم الهادفة إلى إزالة آثار الأزمة الدبلوماسية العارضة في العلاقات مع تركيا التي تفجرت على أثر إلقاء الرئيس رجب طيب إردوغان أبياتاً من قصيدة لأحد شعراء أذربيجان القدامى تتناول قضية الفصل القسري للمنطقة الواقعة على نهر أراس الحدودي بين إيران وأذربيجان، ما عدّته طهران مساساً بوحدتها. وبالتزامن؛ طفا على السطح إلقاء القبض على شبكة تضم 11 شخصاً يديرها رئيس عصابة تتاجر بالمخدرات تعمل لحساب المخابرات الإيرانية في تركيا، على خلفية ضلوعها في قضية خطف المعارض الأحوازي حبيب آسيود الكعبي من إسطنبول الشهر الماضي.وسارعت إيران على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى إدانة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة، الاثنين، على تركيا بسبب شراء منظومة «إس400» الدفاعية من روسيا، بشدة، حيث قال في تغريدة عبر «تويتر»، أمس (الثلاثاء)، إن الولايات المتحدة عبر العقوبات أحادية الجانب ضد تركيا «أظهرت مرة أخرى انتهاكها القانون الدولي وإدمانها العقوبات». وأضاف: «ندين بشدة العقوبات الأميركية الأخيرة ضد تركيا، ونقف إلى جانب الشعب التركي وحكومته... الجيران أولاً».وسبق ذلك أن استبعد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن يكون الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قصد «استهداف وحدة أراضي إيران أو الإساءة لشعبها» من خلال الشعر الذي ألقاه في عرض عسكري في أذربيجان، الخميس الماضي.رغم ذلك، فإن مراقبين يرون أن الأزمة لا تزال تلقي بظلالها، وأن ذلك اتضح من خلال ما كشف عنه مسؤولون أتراك لوسائل الإعلام، الاثنين، من إلقاء المخابرات التركية القبض على 11 شخصاً مرتبطين بالمخابرات الإيرانية، على خلفية اختطاف المعارض حبيب آسيود الكعبي الرئيس السابق لـ«حركة النضال العربي لتحرير الأحواز» ونقله إلى طهران بعد استدراجه من السويد إلى إسطنبول.وبثت وسائل إعلام تركية لقطات مسجلة لأشخاص وصفتهم بأنهم أعضاء خلية تابعة للمخابرات الإيرانية يقودها مهرب مخدرات من أصل إيراني محكوم عليه بالسجن المؤبد 4 مرات في تركيا وهارب إلى إيران.ولفتت إلى أن المخابرات التركية حققت في اختفاء المعارض الإيراني حبيب فرج الله كعب، الملقب «حبيب آسيود الكعبي»، الرئيس السابق لـ«حركة النضال العربي لتحرير الأحواز»، بعد وصوله من السويد إلى إسطنبول في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتوصلت إلى شبكة مخدرات مرتبطة بالمخابرات الإيرانية استدرجت المعارض عن طريق زوجته السابقة واختطفته.وأضافت أن التحقيقات كشفت عن أن الكعبي تعرض لعملية خداع بعد استدراجه من السويد إلى تركيا عبر امرأة تدعى «صابرين.س»، التي وصلت إلى إسطنبول قبل يوم من وصوله، ليتم اختطافه بعد ذلك، ونقله إلى إيران في نهاية أكتوبر الماضي.وفي وقت سابق، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين استخباراتيين أتراك أن المخابرات الإيرانية مسؤولة عن اختطاف الكعبي من إسطنبول، قبل نقله عبر مهربين في مقاطعة «وان» التركية، لافتين إلى أن موظفين بالسفارة الإيرانية لدى تركيا سبق لهم الإشراف على عمليات خطف واغتيال، على غرار قتل المعارض الإيراني مسعود مولوي وردنجاني، وهو ما فتح الباب على التساؤل عمّا إذا كانت هذه الاتهامات سوف تثير مزيداً من الخلافات التي تعترض طريق العلاقات التركية - الإيرانية، والتي ساءت مؤخراً إثر الأزمة الدبلوماسية التي سببها إردوغان.وألقت السلطات التركية القبض على 11 تركياً لتورطهم في المؤامرة، التي يعتقد أن من نفذها هو تاجر المخدرات الإيراني ناجي شريفي زندشتي، الذي قبض عليه في تركيا في أبريل (نيسان) 2018 لكن أُطلق سراحه بعد 10 أشهر، بطلب من برهان كوزو مستشار إردوغان، الذي توفي الشهر الماضي مصاباً بفيروس «كورونا»، بحسب وسائل إعلام تركية أكدت أنه لا يزال طليقاً، ويعتقد أنه موجود في إيران.وفي أبريل الماضي، عبّرت الولايات المتحدة عن اعتقادها بأن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية ضالعة بشكل مباشر في اغتيال المعارض الإيراني مسعود مولوي وردنجاني في إسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وقال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن «التقارير حول تورط دبلوماسيين إيرانيين في اغتيال معارض لنظام طهران في تركيا، مقلقة، لكنها تتسق مع مهام أولئك الموظفين».واغتيل وردنجاني؛ الذي نشر تسريبات عن ملفات فساد تورط فيها مكتب خامنئي و«الحرس الثوري» عبر قناة على «تلغرام» تدعى «الصندوق الأسود»، بالرصاص في أحد شوارع إسطنبول في 14 نوفمبر 2019. وذكرت «رويترز» حينها نقلاً عن مسؤولين أتراك أن ضابطي مخابرات في القنصلية الإيرانية بإسطنبول حرّضا على اغتياله.ولم تتهم السلطات التركية علانية الحكومة الإيرانية بالمسؤولية عن الجريمة وقتها، لكن مسؤولين أتراكاً قالوا إنهم أثاروا مسألة اغتيال وردنجاني مع طهران.وفي أبريل 2017، أطلق مسلحون النار على مدير قناة «جم» الناطقة بالفارسية، سعيد كريميان، لدى مغادرته مكتبه في إسطنبول. وربطت تقارير بين مقتله وعصابة المخدرات.

مشاركة :