ميقاتي: الأمن ليس عسكرياً فقط بل تحصين للسلم بالالتفاف حول الدولة

  • 11/17/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن «الجيش يتم انتشاره في طرابلس والخطة الأمنية تسلك طريقها الطويل الشائك الى التنفيذ، لكن الأمن ليس انتشاراً عسكرياً فحسب بل تحصين للسلم الأهلي بالتفاف الناس حول الدولة اولاً وقواها الأمنية ثانياً والانطلاق نحو سياسة انمائية تأخذ طريقها الى التنفيذ بعد تثبيت السلم والهدوء». وقال ميقاتي خلال رعايته الحفلة السنوية لـ «شباب العزم» في طرابلس، في حضور الوزير احمد كرامي ومسؤولي الجامعات في الشمال وحشد من الطلاب: «أخاطبكم اليوم من قلب مثقل بهموم رافقته ما يقرب السنوات الثلاث إلا قليلاً، أثقله الصمت، أثقلته أحداث أقامت في مدينتي متكئة على تاريخ ضارب من سوء الفهم التاريخي بين منطقتين غاليتين عنيت بهما باب التبانة وجبل محسن. صبرنا على الضيم وحملات التجني والافتراء لتخفيف تعريض البلاد لشرور لمسناها لمس اليد وتصدينا لمشاريع أخطر مما رأيتم بحكمة لا يطيقها أحكم الناس، استغلها البعض للنيل من سمعتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا معكم وأنا كنت أقول لكل من يطلب مني الرد: لن أساجل على حساب الناس وأذكر بما قال خليفة رسول الله عمر: ليس العاقل من عرف الخير من الشر، إنما من عرف خير الشرين». وأضاف: «لقد كنت اقرأ ما جرى وما يخطط له وكنت على يقين بأننا قادمون على اخطر أيام ربما في تاريخنا الحديث، فتصديت لمهمة تولي رئاسة الحكومة عن قناعة تامة، وعملت منذ اللحظة الاولى على حماية اي مستضعف وتعرضت من الحليف قبل الخصم لانتقادات وصبرت. قالوا: نتحدى ان تمول المحكمة وموّلناها، قالوا: عليك ان تقتلع اسماء كبيرة من الادارة اللبنانية فثبتناها، قالوا: عليك ان تكون طرفاً في الأزمة السورية فقلنا نحن ضد القتل، لكن ولأجل حماية لبنان من الانقسام ننأى بنفسنا عن الأزمة السورية ونأينا وباتت سياسة النأي مثالاً يحتذى، قالوا: انخفض النمو فقلنا مهما انخفض فالحفاظ على الاستقرار يحافظ على المكتسبات الوطنية ويؤهلنا لإعادة النمو من دون الحاجة الى إعادة البناء بعد كل حرب عبثية. وفي كل الأحوال لو عاد بي التاريخ الى الوراء لما تراجعت عن خطوة واحدة مما قمت به ولاستقلت للأسباب نفسها بغض النظر عمن أقنعته الأسباب ومن لم يقتنع». وزاد: «اليوم استطيع ان اجزم بأن الجيش يتم انتشاره وأن الخطة الأمنية تسلك طريقها الطويل الشائك الى التنفيذ. ونحن أبناء طرابلس كنا ولا نزال تحت سقف الدولة، الدولة خيمتنا ومأوانا اليوم وغداً، لكننا نريد إعطاء كل ذي حق حقه: من حق طرابلس ان تنعم بالأمن والأمان ومن حقها ان تُحمى وأبناؤها من كل متربص باستقرارها وهي بالتالي لن ترضخ لأي مساومة على أرواح ضحاياها الأبرياء الذين سقطوا على أبواب مسجدي التقوى والسلام وأنا أوعزت الى كل الأجهزة بالسهر على معرفة من قام بقتل الناس والاقتصاص منهم أمام القضاء المختص وفق الأصول مما يدخل الطمأنينة الى قلوب الطرابلسيين وقلوب جميع اللبنانيين. من حق طرابلس ان يترفع قادتها عن استغلال نقاط ضعفها لتحقيق مكاسب رخيصة وأنا من جهتي سأبقى كما كنت باسطاً يدي للتعاون دون التوقف مطولاً امام هجوم من هنا وابتزاز من هناك لتحصين السلم فيها ورفع مستواها الاقتصادي والعلمي والعملي». وتابع: «اننا لا نفرق بين احد من أبناء المدينة مهما كان انتماؤه الديني او الطائفي او المذهبي. أهل التبانة بالنسبة إلينا هم أهل كل التبانة سنّة وعلويين لا نفرق بين احدهم بالمواطنة ونعلم ان المجرمين لا دين لهم ولا طائفة، طائفتهم إجرامهم لأي مذهب انتموا والقتل بإسم الدين مرفوض. الدولة وحدها من تقتص من اي مجرم فرد. لقد بينت لنا احداث الوطن العربي ان الاقتصاص من الجماعات ظلم وتحميل الكل مسؤولية عمل فرد ليس عدلاً و لا محقاً». وأشار ميقاتي الى ان «طرابلس اليوم تقبض على مصير لبنان. ونحن لن نألو جهداً لمنع انهيار لبنان ولن نترك مبادرة واحدة ولا امكانية واحدة إلا وسنسعى اليها ليل نهار، إقليمياً ودولياً، حتى يوفقنا الله بحفظ هذه المدينة وهذا الوطن».

مشاركة :