سجلت أسعار النفط، الأربعاء، تذبذباً طفيفاً بين الصعود والهبوط؛ لكنها حامت حول 50 دولاراً للبرميل، بفعل تراجع الدولار والتقدم في توزيع لقاحات مرض «كوفيد- 19»، مع تشديد إجراءات مكافحة فيروس «كورونا» في أوروبا.وبحلول الساعة 17:00 بتوقيت غرينتش، سجل خام برنت تراجعاً 0.07 في المائة إلى 50.72 دولار للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.1 في المائة إلى 47.53 دولار للبرميل.وتراجع الدولار الأربعاء مقابل سلة عملات إلى أدنى مستوياته منذ أبريل (نيسان) 2018.في الوقت نفسه يبدو أن لقاح «كوفيد- 19» الذي تنتجه شركة «مودرنا» بصدد الحصول على موافقة تنظيمية هذا الأسبوع، بعدما أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية أنه آمن وفعال.في غضون ذلك، أعلن زعماء في الكونغرس الأميركي تحقيق تقدم كبير في أزمة حزمة تحفيز للتخفيف من تداعيات «كورونا» المستمرة منذ شهور، ومشروع تمويل لتجنب إغلاق حكومي. وألقى تشديد إجراءات العزل العام في بعض البلدان الأوروبية بظلاله على الطلب على الوقود.وتراجع مخزون الولايات المتحدة من النفط الخام، بينما ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير، حسبما ذكرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأربعاء.وانخفضت مخزونات الخام 3.1 مليون برميل على مدار الأسبوع المنتهي في 11 ديسمبر (كانون الأول) إلى 500 مليون برميل، بينما توقع المحللون في استطلاع أجرته «رويترز» انخفاضها 1.9 مليون برميل.وزاد مخزون الخام بنقطة التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما 198 ألف برميل الأسبوع الماضي.وهبط استهلاك الخام بمصافي التكرير 253 ألف برميل يومياً على مدى الأسبوع. ونزل معدل استغلال طاقة المصافي 0.8 نقطة مئوية.وارتفعت مخزونات البنزين الأميركية مليون برميل إلى 238.9 مليون برميل، بينما توقع المحللون في استطلاع «رويترز» ارتفاعها 1.6 مليون برميل.ونمت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 167 ألف برميل إلى 151.3 مليون برميل، في حين كان من المتوقع ارتفاعها 886 ألف برميل. وتراجع صافي واردات الولايات المتحدة من الخام 1.85 مليون برميل يومياً، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة. وكانت وكالة الطاقة الدولية قد قالت الثلاثاء إن مخزونات النفط العالمية التي زادت مع تداعي الاستهلاك خلال الجائحة، ستصل أخيراً لتسجيل عجز بحلول يوليو (تموز) المقبل، مقارنة مع مستويات ما قبل الجائحة في نهاية 2019.وحذرت الوكالة في تقريرها الشهري، من أن بدء حملات تطعيم للوقاية من فيروس «كورونا» هذا الشهر لن يعكس الدمار الذي لحق بالطلب العالمي على النفط سريعاً.وقالت: «حالة الحماس المفهومة التي صاحبت بدء حملات تطعيم تشرح جزئياً الأسعار الأعلى، ولكن الأمر يحتاج شهوراً لنصل إلى عدد كبير من الأشخاص المحصنين النشطين اقتصادياً، ومن ثم نرى تأثيراً على الطلب على النفط».وتابع التقرير «في الوقت ذاته، ستحل عطلة نهاية العام قريباً، مع خطر ازدياد حالات الإصابة بـ(كوفيد- 19)، واحتمال فرض إجراءات عزل أشد».وعدَّلت الوكالة ومقرها باريس توقعها للطلب العالمي على النفط العام الجاري، خفضاً بمقدار 50 ألف برميل يومياً وللعام المقبل بمقدار 170 ألف برميل يومياً، مشيرة لندرة الطلب على وقود الطائرات، مع تراجع عدد المسافرين جواً.وذكرت أن أوروبا ستسجل أكبر هبوط، إذ يتوقع أن يقل الطلب في الربع الرابع مقارنة مع الربع الثالث بسبب تجدد إجراءات العزل العام.وأشادت الوكالة بالجهود «الفعالة» لإدارة الإمدادات من جانب منتجين رئيسيين في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، المجموعة المعروفة باسم «أوبك+»، وذلك من خلال اتفاق الشهر الجاري على مواصلة كبح الإمدادات إلى حد كبير.
مشاركة :