"شاهد حي" على طريق الخزف البحري القديم..قطعة خزفية رائعة عمرها 900 عام في شرقي الصين

  • 12/16/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تم عرض أكثر من ثلاثة آلاف قطعة أثرية تاريخية وفنية في متحف مقاطعة جيانغشي الجديد بمدينة نانتشانغ حاضرة مقاطعة جيانغشي شرقي الصين، ومن بينها قطعة خزفية لونها أزرق وأبيض يعود تاريخها إلى عهد أسرة سونغ الشمالية (960-1127)، تظهر شخصين أجنبيين من المناطق الغربية خارج الصين وحصانهما حينئذ وكان أحدهما يمسك بعنان الحصان للاستعداد للرحلة. وتعد القطعة الخزفية شاهدا حيا على التجارة الخارجية لصناعة خزف مدينة جينغدهتشن المعروفة على نطاق واسع باسم "عاصمة الخزف"، وتتمتع بقيمة هامة للغاية لدراسة تاريخ طريق الخزف البحري القديم. وفي عام 1970، تم اكتشاف القطعة الخزفية المذكورة في مقبرة عثر عليها قرويون في قرية يانغهو ببلدة شينبينغ في ضواحي مدينة جينغدهتشن. وقال بنغ شي فان، المدير الأسبق لمعهد جيانغشي للآثار الثقافية وعلم الآثار، إن القطعة الخزفية المكتشفة لها قيمة حرفية وتاريخية على حد سواء، إذ تتميز بشكل فريد من نوعه وتعتبر تحفة من خزف جينغدهتشن الأزرق والأبيض. وتابع أن الحرفي استخدم خطوطا متباينة من حيث الطول والكثافة لإنشاء صور حية من الخزف وجعله يتحلى بأسلوب الفن العرقي خارج الصين. وقال شيوي تشانغ تشينغ، سكرتير لجنة الحزب بمتحف مقاطعة جيانغشي للصحفيين، إنه بعد عهد الإمبراطور وو من أسرة هان الغربية (206 ق.م-25 م.)، أبحر تجار صينييون إلى الخارج للتجارة وشقوا طريق الحرير البحري. ومع تطور تكنولوجيا الملاحة وبناء السفن، بات طريق الحرير البحري لأسرة سونغ الإمبراطورية (960-1279) أكثر ازدهارا، وأصبح الخزف تدريجيا من أهم السلع التجارية، فأطلق الناس على طريق الحرير البحري اسم "طريق الخزف البحري". وفي الوقت نفسه، جاء تجار أجانب من المناطق الغربية إلى الصين حاملين عددا كبيرا من المنتجات الخاصة من بلدانهم الأصلية الواقعة في الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، ثم صدروا المنتجات الصينية مثل الخزف إلى الخارج. وأضاف أن القطعة الخزفية المذكورة عبارة عن تصوير دقيق للحياة الواقعية في ذلك الوقت، وهي أيضا دليل مادي ثمين على التجارة بين الصين والدول الغربية في العصر القديم. وقال بنغ شي فان، إن هناك أوصاف لأنشطة التجار الأجانب من المناطق الغربية في جيانغشي في كثير من الوثائق الصينية القديمة، فليس من الصدفة أن تظهر صور الأجانب في المنحوتات الخزفية المصنوعة في جينغدتشن. ويدل ذلك على أنه خلال عهد أسرة تانغ وسونغ الإمبراطوريتين، لم تكن آثار التجار الأجانب في مدن تشانغآن ولوهيانغ ويانغتشو وقوانغتشو وتشيوانتشو وغيرها من مدن التجارة الخارجية المزدهرة، ولكنهم كان لهم أنشطة أيضا في جيانغشي. ويشار إلى أن الخزف الأزرق والأبيض هو نوع خاص من الخزف يستخدم أكسيد الكوبالت كصبغة للرسم ويتم إنتاجه في أفران ذات درجة حرارة عالية، ما يعمل على ظهور الأشكال زرقاء اللون على الخلفية البيضاء لقطعة الخزف. ولا شك أن الخزف الأزرق والأبيض لا يزال أكثر أنواع خزف جينغدتشن شيوعا.

مشاركة :