كسرت "بيتكوين" حاجز 20 ألف دولار للمرة الأولى أمس، مسجلة أعلى مستوياتها على الإطلاق. وبحسب "رويترز"، قفزت العملة المشفرة 4.5 في المائة إلى 20 ألفا و440 دولارا، لتبلغ مكاسبها أكثر من 170 في المائة هذا العام، مدعومة بطلب من مستثمرين كبار تجتذبهم فرص الكسب السريع وما يتردد عن مقاومة العملة للتضخم وتوقعات أن تصبح أداة دفع رائجة. وشهدت موجة صعود "بيتكوين" تدفقا ضخما للعملة إلى أمريكا الشمالية من شرق آسيا، يغذيه تهافت عليها من مستثمرين أمريكيين كبار كانت بواعث قلق رقابية تثنيهم من قبل. يتزامن صعود "بيتكوين"، التي يراها بعض المستثمرين ملاذا آمنا محتملا، مع تراجع السعر الفوري للذهب في الأشهر الأخيرة. كان غموض سوق العملات المشفرة يثني بعض المستثمرين مثل صناديق التحوط والحسابات العائلية، لكن تشديد الرقابة ساعد على تهدئة تلك المخاوف. يشار إلى أن الجائحة جعلت العملات المشفرة تبدو أبعد من كونها دعاية رقمية خالصة، حيث اشترى كثير من الأشخاص عملة "بيتكوين" بكميات كبيرة، خوفا من أن تخفض البنوك المركزية التي يقودها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قيمة عملاتها، زاد سعرها أكثر من أربعة أضعاف منذ آذار (مارس)، ما يجعلها أحد أهم الاستثمارات في 2020. واستجابة لعمليات الإغلاق بسبب كوفيد - 19، كان المسؤولون الأمريكيون واثقين بأنه، يمكنهم طباعة الدولار بكميات غير محدودة دون تقويض وضع العملة الاحتياطية، ما يسمح للبلاد بالاستمرار في إدارة العجز الضخم دون عواقب واضحة. لكن فئة جديدة من العملات المنافسة بدأت في الظهور: العملات المشفرة. كونها تعمل على شبكات النظير للنظير التي لا تخضع لسيطرة أي دولة، فإن الترويج للعملات المشفرة، مثل عملة "بيتكوين"، يتم من قبل مناصريها بعدها بدائل ديمقراطية لامركزية. ومنذ إطلاقها في 2009، سعى مخترعو عملة "بيتكوين" إلى ترسيخها بعدها "ذهب رقمي"، ومخزن قيمة موثوق به يوفر ملاذا آمنا في الأوقات العصيبة. لكن المتشككين يجدون صعوبة في الشعور بالأمان في الاستثمار في أحد الأصول شديدة التقلب: انفجرت آخر فقاعة "بيتكوين" منذ أقل من ثلاثة أعوام، ولا تزال تقلبات سعرها اليومي أكبر من الذهب أربع مرات. المتشككون يوجدون، خصوصا بين الذين لم يكبروا مع التكنولوجيا الرقمية، إنهم يميلون إلى تفضيل الذهب الذي ظل الناس لمئات الأعوام يشترونه على أنه حماية من تراجع العملات القياسية.
مشاركة :