ترتكب بعض العائلات خطأ فادحا عندما تتهاون في مواجهة الأخطاء المبكرة للأطفال، حتى إنهم يضحكون ويسعدون عندما ينطق الطفل بلفظ غير لائق أو شتائم لأول مرة، ويعتبرون ذلك مجرد مزحة، وهذه أخطر التصرفات التي يقع فيها الوالدان؛ لأن الطفل سوف يشعر بأن ذلك أمر جيد، ويبدأ في تكراره أو السعي لتعلم المزيد من أجل لفت الأنظار إليه.وحل هذا الأمر يتلخص في التصدي المبكر له بشكل هادئ وبطريقة عقلانية، فالتعنيف سوف يؤثر بشكل سلبي على الطفل، ويجعله يشعر بأن هذا اللفظ ذو أهمية كبيرة فيكرر استخدامه، لذلك يفضل العمل على تعديل سلوكه بشكل تدريجي. وأكثر الآباء يهتمون بتعليم أطفالهم اللغات، ويحرصون على حسن أدائهم للواجبات المدرسية، وهذا شيء جيد، لكن السيئ في الأمر أنهم يهملون تعليم أطفالهم أمور الدين، فيجب تعليم الطفل الأحاديث النبوية التي تحذر من السباب والشتائم، وأيضا التحدث مع الطفل عن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة.كذلك يجب مراعاة مشاعر الآخرين، وتعليم الطفل أن هناك كلمات تجرح وتؤذي الآخرين، وإفهامه أن تلك الكلمات تحزنهم وتسيء إليهم.وعلى الأبوين أن يكونا قدوة للطفل، وأن ينتبها لألفاظهما في وجوده، فالكلمات السيئة قد تخرج منهما في حالة الغضب أو الإحباط، لذلك فعليهما الحرص على تجنب الشتائم.وعلى الوالدين أيضا مراقبة ماذا يشاهد طفلهما على شاشة التليفزيون، وأن يمنعاه من مشاهدة العروض التي قد تحتوي على ألفاظ أو حوارات سيئة، أو محتوى سيئ حتى لا يكتسبها الطفل.وليحرص الوالدان على مدح الكلمات والأفعال الجيدة التي تصدر عن طفلهما لكن دون مبالغة، فتكفي ابتسامة أو قول: «هذا شيء لطيف»، وسيعلم عندئذ أنه على الطريق الصحيح، وأن ما يفعله أو يقوله يلقى تشجيعا واستحسانا منهما.
مشاركة :