رؤى الخبر ـ تقرير : محمد النجعي ـ تصوير : د. فاطمة السدمي تنطلق رحلة زراعة الذرة الرفيعة بمنطقة جازان منتصف أكتوبر من كل عام ” وهو أشهر مواسم زراعة الذرة الرفيعة في المنطقة ، المعروفة لدى المزارعين، التي يعتمدون عليها في معرفة زمن البدء في علميات استصلاح الأراضي وتنظيفها مع قرب موسم هطول الأمطار وجريان السيول, وتحديد أوقات الحرث والزراعة والحصاد وفق عمليات حسابية دقيقة يجيدها أهل الخبرة وكبار السن من المزارعين بالمنطقة .و تأتي زراعة الذرة الرفيعة بعد هطول الأمطار وجريان السيول التي تبشر ، بمقدم موسم زراعي متميز – بفضل الله – حيث بدأ المزارعون في زراعة الذرة الرفيعة ، مستبشرين برزقهم ليبدؤ رحلة زراعة الذرة الرفيعة ، ومحافظين على الحياة لأراضيهم وحقولهم الخضراء.وفي إحدى مزارع الذرة الرفيعة في مركز العالية بمحافظة صبيا يقف المزارع العم (محمد العماري) وقد قضى ما يزيد عن 60 عامًا بين تلك الحقول، مستذكرًا سنوات مضت قضاها في ممارسة الزراعة عندما كانت تستخدم الثيران في حراثة الأرض آنذاك ما يسمى بالضمد ، وحين كانت الأرض ذاتها مصدرًا أساسيًا للقوت والحياة، وحين كان الأهالي يتلهفون لموسم الحصاد فرحين مبتهجين بما تجود به مزارعهم ، ويؤكد العم ( العماري ) أن الأرض وحراثتها وزراعتها وريّها تشكل مصدرًا للسعادة له، ولجلّ المزارعين في المنطقة، الذين ما إن أبصروا الدنيا يومًا إلا وهم بين حقول الذرة مع آبائهم وإخوانهم، يحرثون ويروون ويزرعون، فغدت الأرض جزءًا من حياتهم، يسعدون بزراعتها ورؤيتها خضراء مثمرة.وأضاف ( العماري ) أن أنواع الذرة التي تشتهر سهول جازان بزراعتها وتشمل الذرة البيضاء، والحمراء، والشهلاء، والشاحبي والذرة القهرية والغرب، مبينًا مراحل نمو ثمرة التي قد تصل ألى أربعة أشهر حتى تستوي مبينناُ العم ( العماري ) أن الذرة الرفيعة قبل الحصاد تشتمل على تسع مراحل تبدء بمرحلة المعاصرة ثم مرحلة الجضم، وبعدها مرحلة مج العذق، يلي ذلك مرحلة الصفو، ثم مرحلة الخريط وهو أول مراحل نمو الحبة “البذرة”، فمرحلة النجيف بظهور نصف الحبة تقريبًا، ثم مرحلة الشويط حيث تكون الحبة طرية، ثم مرحلة الخضير، وأخيرا الذرة الحمراء كاملة النضج. ولأهالي منطقة جازان مع منتصف شهر ديسمبر من كل عام موعدًا ينتظرونه جميعًا بكل شوق ولهفة، ويصطف المزارعون حاملين مناجلهم لحصد سنابل الذرة حيث يصل نمو سنابل الذرة إلى مرحلة “الخضير”، و تكون سنابل الذرة لينة سهلة الطحن ولونها أقرب إلى الخضرة، ويسمى الموسم “خضيرًا”، ليستمتع الأهالي بمذاق الذرة بعد قطفها و خبطها و طحنها في مختلف أنواع الوجبات الشعبية التي يكون الخضير مكونًا أساسيًا لها و من أشهر أكلات الخضير المفالت و الثريث و مرسة الخضير و غيرها ، فغدا الخضير بحد ذاته موسمًا للبهجة لدى المزارعين ولدى الأهالي كافة حفاظًا على جزء من مورثاتهم وتقاليدهم الزراعية وأكلاتهم الشعبية. المشاركة
مشاركة :