◙| شاهد | معايير مختلفة لملكات جمال عام 1930: اللقب لصاحبة «الكاحل الأكثر جاذبية»

  • 12/17/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

طالما تعرضت المرأة خلال التاريخ إلى عملية تنميط وقولبة جسدية وذهنية، لتهيئتها للدور الاجتماعي الذي يعدها له المجتمع؛ كانت تلك خلاصة ما قدمته الفيلسوفة الفرنسية، سيمون دو بوفوار ذات الأفكار «النسوية» حين قالت «الإنسان لا يولد امرأة بل يصبح ذلك لاحقا». لم تشر، دو بوفوار، إلى المرأة كجسد أو كيان بيولوجي فحسب، إنما  أرادت القول بأن المرأة تخضع لعمليات “تنميط” تكسبها الهوية التي يعرفها بها المجتمع كامرأة، على مستويات عديدة بين ذهني ونفسي وجسدي، على اختلاف هذه الانماط بين مجتمع وآخر. حتى معايير الجمال الأنثوي، كانت في عقود سابقة تعتمد على أساليب نمطية تنظر إلى المرأة من جانب واحد يجردها من كل أدوارها المهمة، وهذا ما نستعرضه في التقرير التالي. معايير الجمال ومتطلبات التسليع في أوائل القرن العشرين، حين شاعت مسابقات جمال النساء، تباينت معاييرها بين منطقة وأخرى، وفقًا لمتطلبات «التسليع»، حتى أن بعض المسابقات كانت تضع معاييرًا  قد يراها البعض غريبة وبها شيء من الطرفة، من بينها مسابقة «هونسلو» للجمال، التي كانت تٌقام في العاصمة الإنجليزية لندن بين العامين 1930 و1953، والتي اقتصرت لقبت ملكة الجمال على صاحبة الكاحل الأكثر جاذبية. صاحبة اللقب وفق متطلبات «التسليع» لم يقتصر لقب «ملكة الجمال» عل صاحبة الوجة والجسد الأجمل، إنما ظهرت مسابقات تعتمد على الهوس بتجزئة جسد المرأة وتدشين مسابقات لذلك، كـ«صاحبة الكاجل الأكثر جاذبية»، «ذات الساق الأجمل» أو «الكتف الأكثر إثارة»، إذ استخدمت الصحف تلك المسابقات في حملاتها الترويحية لبعض السلع منذ العام 1927، للترويج لأصحاب الشركات الكبرى، بحيث يضع معاييرها أصحاب رؤوس الأموال. كان على المتسابقات الوقوف خلف ستارة لإخفاء وجوههن وأجسادهن كاملة، والكشف فقط عن منطقة الكاحل، وكان ذاك التخفي لتشجيع غير الراغبات في الاشتراك في المسابقة، على أعتبار ذلك حفاظًا على خصوصيتهن، وفي تلك المسابقات تحديدًا لم يكن السن عاملًا مهمًا، فقد تشترك إحدى الجدات مع حفيدتها. تنال اللقب و«الجوارب» غالبًا ما كانت تلك المسابقات تستخدم بمثابة عروض ترويجية لشركات كبرى هم رعاتها؛ إذ كانت مسابقة «الكاحل الأكثر جاذبية» تٌقام تحت رعاية كبرى شركات الجوارب في لندن، «جيمتكس»، حيث تتلقى الفائزات جوارب مجانية من رعاة الحدث، ناهيك عن الشهرة وتاج أجمل الكاحل، المرفق بجائزة مالية. في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا في الستينيات، اختفت موضة الحكم على الكاجل، واختفت معها تمامًا مسابقة «صاحبة الكاحل الأكثر جاذبية»، لكن الهوس بتجزئة أجساد النساء ما زال قائما للدواعي الترويجية ذاتها.

مشاركة :