رغم قدرة الرضيع على  التفاعل بالايجاب والسلب مع العالم من حوله وورغم التعبيرات اللا إرادية لوجهه أثناء نومه، وحتى رغم تعلقه بأبويه في شهوره الأولى؛ إلا أنه يستغرق حولين كاملين ليتمكن من رؤية الأشياء واضحة، إذ تعمل حواسه كافة منذ وجوده في بطن أمه، باستثناء حاسة الإبصار وكأنما يتفاعل من وراء حجاب. ووفق دراسة أعدها مركز «كلينك كومبير» بلندن، تُعنى بتطور حاسة البصر ومراحل تطور الرؤية لدى الأطفال في الأشهر الأولى من عامهم الأول، ثبت عدم قدرة الرضيع على تمييز وجوه أبويه، حتى عن قرب، قبل بلوغه ثلاثة أشهر، فيما لا تتضح حاسة الرؤية لديه تمامًا حتى يبلغ عامه الثاني. وفي الفيديو التالي، يظهر ما يراه الرضيع خلال مراحل مختلفة حتى إتمام عامه الأول. تبدأ القشرة البصرية، في دماغ الرضيع في معالجة تدفق المعلومات المرئية التي يواجهها الطفل شيئًا فشيء؛ ففي البداية لا يتسع نطاق رؤيته إلا لنحو 8 سنتيمترات، لينمو ذلك النطاق تدريجيًا مع نموه؛ فعند ولادة الأطفال تكون قدرة أعينهم أقل تنسيقًا ورويدًا تعتاد أدمغتهم على معالجة البيانات البصرية. تبدأ حاسة البصر لدى الرضيع في التطور مع إتمامه 60 يومًا؛ فتجد طفلك ينتبه إلى بعض لأشياء التي تتحرك أمامه، ملتفتًا إلى بعض الأشياء الملونة؛ باتساع مدى رؤيته لنحو 40 سنيمترًا. يتحسس الرضيع طريقه إلى تمييز وجوه والديه مع إتمامه ثلاثة أشهر؛ بالتزامن مع قدرته على توجيه ابتسامته الأولى مع نمو عضلات وجهه، وقدرة دماغه على إصدار إشارات. وبالتدريج يصبح لديه القدرة على رؤية الأشخاص والأشياء بشكل أوضح، ويبدأ التمييز بين الأشخاص لينجذب لبعضهم وصولًا لعمر الستة أشهر، وحينئذ يبدأ طفلك في رؤية المزيد من التفاصيل، ويصبح مهتمًا ببعض الأشياء عن غيرها، كتركيز مع لعبته المفضلة دون بقية الألعاب. تستمر الرؤية في التطور حتى إتمام الطفل عامين؛ حينئذ تكتمل حاسة البصر لديه، بحيث يكون قادرًا على رؤية الأشياء بوضوح وتمييزها.