تركي الفيصل .. الرقم الصعب في الرد الصائب الملجم

  • 12/17/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تفخر المملكة العربية السعودية بقيادة حكيمة، تعمل بصمت وحكمة، وتفكر بروية، وتتجاوز متى ما كان للتجاوز أهداف إيجابية، وتتحدث بهدوء وعقلانية في الوقت المناسب، وإذا تحدثت بغضب فإن حديثها يسكت أفواه الناعقين، ويلجم ألسنة المعادين لشعبها وقيادتها. وفي منتدى «حوار المنامة» الأمني الأسبوع الماضي تحدث رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق الأمير «تركي الفيصل» في المنتدى بحديث غاضب استغرق دقائق معدودة؛ لكن تلك الدقائق ألجمت لسان وزير خارجية إسرائيل غابي أشكنازي الذي شارك في المنتدى، ولم يكن يعلم أو يدرك، أو لأنه كان يجهل أو تجاهل أنه في مواجهة قوية هي أكبر من حجمه مع أكبر مسؤول سعودي يعرف متى يتحدث بهدوء، ومتى يرد بقوة، ولم يكن يتوقع أيضاً أن يأتيه الرد بهذه السرعة، والحدة في أسلوب الرد الذي صعقه وألجمه، وكشف رد «الفيصل» كل الحقائق والخفايا من الجانب الإسرائيلي تجاه السعودية والدول الخليجية والعربية بما فيها القضية الفلسطينية، وقضية القدس الشريف تحديداً. فإسرائيل التي وصفها «الفيصل» في رده الغاضب على وزير خارجيتها بأنها «محاطة بقتلة متعطشين للدماء» هي العدو الحقيقي للسلام في منطقة الشرق الأوسط، وهي من يعرقل عملية السلام في المنطقة، وفي دولة فلسطين على وجه التحديد عبر عقود من الزمن، وما زالت تمارس عدوانها واعتداءاتها على الفلسطينيين، ومع ذلك هي تحاول التقارب مع المملكة؛ ولكن: «لا يمكن معالجة الجرح المفتوح بالمسكنات والمهدئات» كما قاله الأمير تركي الفيصل ملجما لسان أشكنازي. هذه هي السعودية التي تعرف متى تتجاوز وتغض الطرف عن بعض التجاوزات والمهاترات، ومتى ترد على الأعداء ومدبري المكائد من الخائنين مهما كانوا.. وأينما كانوا.. وبحماية من احتموا؛ ولذلك اكتسبت السعودية هيبةً وشموخاً وثقلاً ليس على المستوى العربي والإقليمي فحسب؛ بل على المستوى الدولي والشواهد والبراهين كثيرة. هذه هي السعودية التي إذا استهدفت أو تم استفزازها جاء الرد منها سريعاً لتخرس المتجاوزين والمتطفلين..هذه هي السعودية التي مثلها الأمير «تركي الفيصل» في منتدى «حوار المنامة» الأمني، وكان رده على وزير خارجية إسرائيل حديث وسائل الإعلام العربية والغربية؛ ولذلك تم وصفه بأنه «الرقم الصعب في الرد الصائب الملجم». ولا غرابة في ذلك، فالأمير تركي الفيصل رجل دولة متمكن، وعلى مستوى عالٍ من الحنكة والحكمة والخبرة السياسية والذكاء والدبلوماسية في حديثه وتعامله، ويحمل على عاتقه هم الدولة، وهم الشعوب العربية والإسلامية في كافة القضايا؛ ومن أجل ذلك حظي بثقة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين (حفظهما الله) في تمثيل المملكة خارجيا في العديد من المنتديات والمؤتمرات. وبقي أن أقول: المملكة العربية السعودية رغم ما تواجهه من حملات تشويه واتهامات من أجندة خارجية، ومحاولات ممنهجة لتأليب الرأي العام وتفريق اللحمة الوطنية؛ إلا أنها بقيت وستبقى بإذن الله «السعودية العظمى». @MansoorShlaqi

مشاركة :