يواجه نظام الرئيس التركي أردوغان عددًا من الأزمات إثر سياساته الخارجية، والتي بحسب مراقبين تتميز بالتهور، وكان أبرزها انتهاكات القرارات الدولية بالإصرار على التنقيب عن الغاز والنفط في مناطق بشرق البحر المتوسط تابعة لسيادة دول أخرى؛ ما أشعل غضب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأسفر عن عقوبات قوية أدت إلى مزيد من التصدع للنظام التركي.الميزانية العسكرية ورغم الصعوبات الاقتصادية التي تعانيها أثينا إلا أنها بدأت الاستعداد بقوة لردع الأطماع التركية؛ إذ صوّت البرلمان اليوناني «الأربعاء» لصالح زيادة تاريخية في الإنفاق العسكري، بلغت أكثر من 5.5 مليار يورو، ووصلت نسبة الزيادة إلى 57%، مما كانت عليه في 2019.ويتضمن مشروع الميزانية العسكرية اليونانية للعام المقبل شراء عشرات الأنواع من الفرقاطات وطائرات الهليكوبتر والطائرات دون طيار وتجنيد 15 ألف جندي جديد على الأقل، بالإضافة إلى التوجّه الإستراتيجي الساعي للحصول على طائرات أمريكية من نوعي «إف 16 وإف 35».كما أعلنت الحكومة اليونانية عن نيّتها في تحديث الجيش خلال السنوات الخمس القادمة، بزيادة الإنفاق العسكري لتصل إلى 15 مليار دولار.علمًا بأن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، صرح بأن حكومته سوف توقع اتفاقًا عسكريًا مع الحكومة الفرنسية، لشراء 18 طائرة عسكرية مقاتلة من نوع «داسو رافال».خطوة أولىوفي تصعيد جديد للتوتر بين أنقرة وواشنطن، دعا معهد الدفاع عن الديمقراطية الأمريكي إلى اعتبار العقوبات الجديدة على تركيا خطوة أولى من أجل أن تغيّر أنقرة تصرّفاتها، وأوصى في تقرير صادر عنه بمزيد من العقوبات على تركيا إذا لم تردعها العقوبات التي فرضتها واشنطن الإثنين الماضي.وفرضت واشنطن عقوبات على أنقرة لشرائها نظام الدفاع الجوي إس -400 من روسيا، وفقًا للمادة 231 من قانون مكافحة أعداء أمريكا، والذي يستهدف المعاملات المهمة مع قطاعي الدفاع أو الاستخبارات الروسيين.وتشمل العقوبات التي أعلن عنها هذا الأسبوع حظرًا على وكالة المشتريات الدفاعية التركية ورئاسة الصناعات الدفاعية، كما تفرض العقوبات قيودًا على التأشيرات وتجميدًا للأصول على أربعة من كبار المسؤولين التنفيذيين في الصناعات الدفاعية، بمن فيهم رئيسها إسماعيل دمير.عناد تركييأتي هذا فيما تصر تركيا على عنادها ما يشير إلى مزيد من العقوبات الأمريكية، وهو ما ظهر في تصريحات أمس الخميس لوزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، قال فيها: إن أنقرة لن تتراجع عن شراء منظومة الدفاع الجوي إس-400 الروسية، وستتخذ خطوات للرد بعد تقييم العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها بسبب شرائها المنظومة روسية الصنع.وزعم أوغلو في مقابلة مع قناة «كانال 24» أن قرار العقوبات خاطئ من الناحيتين القانونية والسياسية، مضيفًا «إنه اعتداء على الحقوق السيادية لتركيا». حسب وصفه.وفيما يرى الجانب التركي أن هذه العقوبات لن تؤثر على أنقرة، يؤكد المستثمرون العالميون القلقون من المخاطر السياسية المتزايدة في تركيا «أنه من المرجّح أن يستمر نزوح الاستثمارات الأجنبية المتواصل من السندات والأسهم التركية».يُذكر أن قمة بروكسل الأخيرة قررت تشديد العقوبات ضد أنقرة بسبب أعمالها في البحر المتوسط، وطلب قادة الاتحاد الأوروبي تأجيل تطبيقها حتى مارس المقبل، وأمهلوا تركيا حتى ذلك الموعد لتغيير موقفها بشأن التنقيب في المتوسط وحل المشاكل العالقة مع اليونان وتفعيل مسار القضية القبرصية.
مشاركة :