حذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا غيير بيدرسن، يوم الأربعاء، من أنه مع وجود خمسة جيوش دولية تعمل في سوريا، فإن البلاد لا تزال تمثل صندوق بارود قد يؤدي لحادث دولي كبير، له تداعيات محتملة على جميع أنحاء المنطقة. وقال المبعوث الخاص خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا، عبر الفيديو كونفرنس، إنه "يمكن عمل الكثير لحماية السلام والأمن الدوليين، مع البحث في الوقت نفسه، عن طرق عملية وملموسة لحماية واستعادة سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها في سياق عملية (القرار) رقم 2254". وقال أيضا "لتحقيق ذلك، يتعين على اللاعبين الأساسيين أن يكونوا مستعدين للجلوس معا على الطاولة". وقد أطلع بيدرسن المجلس، بشكل رئيسي، على عمل اللجنة الدستورية والتطورات الأخرى مؤخرا. وأكد المبعوث على أن "عملية دستورية ذات مصداقية أمر مهم"، مشيرا إلى أن هناك مجموعة من القضايا خارج الدستور، ذات أهمية عاجلة للسوريين العاديين، وتم تحديدها في القرار 2254، وتحتاج لمعالجة. ووفقا للمبعوث، فإن "الصراع العنيف والإرهاب لا يزالان حقيقة واقعة بالنسبة للسوريين. وبفضل الترتيبات القائمة، ومنها تلك التي تشمل روسيا وتركيا والولايات المتحدة، يستمر الهدوء الهش، وهناك جهود متواصلة للتصدي للجماعات الإرهابية المدرجة في القائمة، بما فيها داعش، وهيئة تحرير الشام". وأضاف "لكن هذا لا يزال أقل بكثير من وقف لإطلاق النار على مستوى البلاد، وفقا للقرار 2254". وخلال حديثه عن الوضع الإنساني، قال المبعوث إن الوضع الإنساني لملايين السوريين لا يزال محفوفا بالمخاطر، بل وكارثيا للبعض. وقال بيدرسن "في الواقع، لا يزال المدنيون السوريون يعانون من ضائقة اقتصادية عميقة، لا سيما مع الانخفاض الجديد في قيمة العملة، وشح الخبز والوقود والأدوية في منتصف شتاء قاسٍ، مع استمرار انتشار وباء كوفيد-19". وأضاف المبعوث "أعتقد أنه يمكن، بل وينبغي بذل المزيد، لمعالجة هذه الظروف، وخاصة من خلال ضمان تجنب أية عقوبات تفاقم محنة المدنيين السوريين".
مشاركة :