محادثات التوصل إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكست تدخل ساعاتها الأخيرة

  • 12/18/2020
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

دخل المفاوضون البريطانيون والأوروبيون في "الساعات الأخيرة" من سعيهم للتوصل إلى اتفاق تجاري بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الجمعة، منقسمين بشدة حول مسألة حقوق الصيد البحري. ستغادر المملكة المتحدة السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي في أقل من أسبوعين، وقد نفد الوقت تقريبا حتى تتم الموافقة على أي اتفاق في الوقت المناسب لتجنب حدوث أزمة اقتصادية شديدة الوطأة. وطالب البرلمان الأوروبي بأن يطّلع على نص أي اتفاق بحلول يوم الأحد على أبعد تقدير، فيما تقول حكومة المملكة المتحدة إنها لن تسمح للمحادثات بتجاوز موعد 31 كانون الأول/ديسمبر. وقال كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه للبرلمان الأوروبي "إنها لحظة الحقيقة. لم يتبق لدينا سوى القليل من الوقت، بضع ساعات فقط لإنجاح هذه المفاوضات... إذا كنتم تريدون أن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني/يناير". وأوضح بارنييه الذي توجه إلى المحادثات الأخيرة مع نظيره البريطاني ديفيد فروست فور لقائه أعضاء البرلمان الأوروبي، إن مسألة الصيد البحري ما زالت نقطة الخلاف الرئيسية. وقال "لا أظن أنه سيكون من العدل أو المقبول ألا يسمح للصيادين الأوروبيين... بالوصول إلى تلك المياه". وبعد مغادرتها رسميا الاتحاد الأوروبي في 31 كانون الثاني/يناير، ستخرج المملكة المتحدة نهائيا من السوق الموحدة والاتحاد الجمركي الأوروبي في 31 كانون الأول/ديسمبر، مع اتفاق أو من دونه. -النداء الأخير؟- وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق تجاري، ستتم المبادلات بين لندن وبروكسل وفق قواعد منظمة التجارة العالمية، ما قد يعني فرض رسوم جمركية أو حصص. ومساء الخميس، أجرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين محادثة هاتفية فشلت في كسر جمود المحادثات التجارية. وقالت فون دير لايين مساء الخميس إن تجاوز الخلافات بين لندن والاتحاد الأوروبي في مفاوضات ما بعد بريكست سيكون "صعبا للغاية"، بعد المحادثة الهاتفية. ومن الجانب الآخر، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية "أكد رئيس الوزراء أن المفاوضات الآن في وضع خطر". وحذر من أن "الوقت بات قصيرا جدا ويبدو الآن أنه من المحتمل جدا ألا يتم التوصل إلى اتفاق ما لم يغير الاتحاد الأوروبي موقفه". وكتبت فون دير لايين في تغريدة على تويتر "قمنا أنا وبوريس جونسون بتقييم المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة. ورحبنا بإحراز تقدم كبير في الكثير من القضايا. ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات كبيرة، ولا سيما بشأن الصيد. سيكون تجاوزها صعبا للغاية. المفاوضات ستستمر غدا (الجمعة)". وأكد بارنييه أن مسألة الصيد البحري السمك ما زالت تمثل نقطة الخلاف الرئيسية فيما يتقارب الجانبان بشأن القواعد الأوسع لضمان المنافسة العادلة. وشدد على أن قضية الصيد البحري لا يمكن تجاوزها "نقارب الأمور كوحدة متكاملة. لا اتفاق على شيء قبل الاتفاق على كل شيء". وتصر بريطانيا على أن قرار السماح بالصيد البحري في مياهها يعود إليها بعد الأول من كانون الثاني/يناير لكن بروكسل تريد تأمين اتفاق طويل الأمد يضمن دخول قوارب الاتحاد الأوروبي إليها. وقال بارنييه "لا أظن أنه سيكون من العدل أو المقبول ألا يسمح للصيادين الأوروبيين... بالوصول إلى تلك المياه". - اختناقات مرورية - ويرى كثر في بروكسل أن الخطاب المحموم من الجانبين كان بمثابة مناورة لتحقيق مكاسب في اللحظات الأخيرة قبل توقيع الاتفاق الذي يقال إنه جاهز بنسبة 95 في المئة. وقال عضو البرلمان الأوروبي ورئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفستات لمحطة سكاي نيوز "الأمر دائما على هذا النحو في السياسة. تنجز الأمور دائما في النهاية". ومع ذلك، وبينما كان يستعد للتوجه إلى بروكسل لرؤية فروست، بدا بارنييه متشائما. وصرح لأعضاء البرلمان الأوروبي "أظن أنني كنت دائما صريحا معكم ومنفتحا وصادقا". وتابع "لا أستطيع أن أقول ما سيحدث خلال هذه الجولة الأخيرة من المفاوضات. علينا أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات". في غضون ذلك ، تسعى أعداد غير مسبوقة من شاحنات نقل البضائع للعبور من فرنسا إلى بريطانيا مع اقتراب انتهاء المرحلة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. يسارع التجار إلى تخزين البضائع قبل 31 كانون الأول/ديسمبر ما يؤدي إلى تفاقم التأخير الناجم أصلا عن التهافت الذي يسبق عيد الميلاد وتعطل حركة الشحن جراء أزمة فيروس كورونا السمتجد.

مشاركة :