احتفى المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي وهيئة البحرين للثقافة والآثار مساء اليوم الجمعة الموافق 18 ديسمبر 2020م، باليوم العالمي للغة العربية، وذلك خلال ندوة أقيمت عن بعد، قدّمها الناقد والمفكّر الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية (مجمع الخالدين). وتناول الدكتور فضل عدة مواضيع متعلقة بشعار اليوم العالمي للغة العربية هذا العام وهو: «مجامع اللغة العربية: ضرورة أم ترف؟». وفي بداية الندوة قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، إن المركز الذي يخدم مواقع التراث الإنساني في الدول العربية يحتفل كل عام في الثامن عشر من ديسمبر بهذا اليوم الذي كرسته اليونيسكو للغة العربية، وأضافت أن اللغة العربية تواجه اليوم تحديات ومن واجب المسؤولين ومؤسسات المجتمع المدني أن تحيي الاهتمام بهذه اللغة وأن تشجع الجيل الجديد على التمسك بها واستخدامها. وبدأ الدكتور صلاح فضل حديثه بالإشادة بدور اليونيسكو في تخصيص يوم عالمي للغة العربية، مؤكداً أن اللغة كائن حي ينمو ويتطور، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مجامع اللغة العربية ترفاً، بل هي أداة لحفظ اللغة لا يمكن التنازل عنها. وأوضح أن لهذه المجامع دور هام في تعزيز الصلة ما بين اللغة العربية والعلوم الطبيعية والإنسانية والفنون والترجمة وغيرها، مشيراً إلى أن مجامع اللغة العربية تقوم باستقبال نتاجات المعارف والعلوم ووضعها في سياقها العربي إما بتعريب المصطلحات أو باقتراح أسماء موازية لها أو ترجمتها. وقال إن مجمع القاهرة يمتلك 30 لجنة علمية تقوم منذ 90 عاماً بهذه المهمة. أما في مجال الفنون والآداب باختلاف مشاربها، من رواية وقصة ومسرح وسينما وتشكل وغيرها، فأشار الدكتور فضل إلى أن المجامع تعمل على إثراء اللغة العربية بالمصطلحات المستحدثة في هذه المجالات، ويقوم مجمع القاهرة بعقد مؤتمر سنوي يدعو إليه مختلف علماء اللغة من الوطن العربي لمراجعة المصطلحات واختيار ما يناسب العربية منها. واستكمل حديثه مشيراً إلى أن المجامع تقوم كذلك بتحديث اللغة العربية بمفردات من شتى العلوم الإنسانية كالاقتصاد والاجتماع والسياسة والقانون وغيرها. وتمنى الدكتور صلاح فضل أن تواكب مجامع اللغة العربية التطورات المتسارعة في مجال العلوم الطبيعية والإنسانية والفنون والآداب، إضافة إلى العمل من أجل إدخال مصادر اللغة العربية من كتب ومعاجم إلى العالم الرقمي الذي يشهد ثورة كبيرة، داعياً كافة المؤسسات العربية والعالمية إلى أن تساهم في رقمنة هذه المعارف والمصادر لكي يستفيد منها الباحثون والطلاب والراغبون في تطوير لغتهم العربية من كافة أنحاء العالم. من الجدير ذكره أنه كان تقرر الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام، والذي يوافق تاريخ إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
مشاركة :