الفاو: الزراعة الأسرية تطعم العالم وقادرة على تحقيق التنمية الشاملة

  • 12/18/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

روافد / فوزية عباس  وفقا لمنظمة الفاو، توفر الزراعة الأسرية فرصة فريدة لضمان الأمن الغذائي وتحسين سبل العيش وإدارة الموارد الطبيعية بشكل أفضل، وحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، لا سيما في المناطق الريفية. وبفضل حكمة هؤلاء المزارعين ورعايتهم للأرض، فإن المزارعين الأسريين يملكون عوامل التغيير الضرورية للقضاء على الجوع، ولضمان كوكب أكثر توازنا ومرونة. تعرف المزرعة الأسرية بأنها حيازة زراعية تديرها وتشغلها الأسرة، حيث يتم توفير العمالة الزراعية إلى حد كبير من قبل تلك الأسرة. تعتبر الزراعة الأسرية الشكل السائد للزراعة في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء. يوجد في العالم أكثر من 500 مليون مزرعة أسرية. الغذاء الذي نستهلكه اليوم ينتج بواسطة مليار ونصف من صغار المزارعين، وهذا يعطي فكرة عن أهمية الحيازات الزراعية الصغرى في العالم. يتراوح المزارعون الأسريون من أصحاب الحيازات الصغيرة، إلى مزارعين متوسطي الحجم، ويشملون الفلاحين، المجتمعات المحلية التقليدية، صيادي الأسماك، المزارعين في المناطق الجبلية، الرعاة وغيرهم. إنهم يديرون نظما زراعية متنوعة ويصنعون منتجات غذائية تقليدية ويساهمون كذلك في نظام غذائي متوازن وفي الحفاظ على التنوع البيولوجي الزراعي في العالم. الحيازات الصغيرة تلعب أدوارا عديدة. المزارعون الأسريون متجذرون في الشبكات الإقليمية والثقافات المحلية وينفقون معظم دخلهم داخل الأسواق المحلية والإقليمية وبالتالي يساهمون في التنمية المحلية ويخلقون المزيد من فرص العمل في الزراعة وخارج مجال الزراعة. توجد أمثلة عديدة وقصص نجاح في كل البلدان التي تعمل فيها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وخاصة في المنطقة العربية. مثلا، هناك مشاريع عديدة تم تحقيقها في ولاية النيل الأزرق السودانية حول المدارس الحقلية للمزارعين بهدف التغلب على التحديات التي تواجه المزارعين بالتعاون مع وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية في السودان. كان الهدف من هذه المدارس هو تحسين قدرة صغار المنتجين على تبني تقنيات مناسبة في المزارع ومشاركة النتائج مع المزارعين المجاورين. كان التدريب يهدف كذلك إلى تحسين الممارسات الزراعية وإدارة الآفات الزراعية بصورة متكاملة. لقد كانت النتائج إيجابية جدا حيث نجح البرنامج في توظيف 33 عاملا إرشاديا وإنشاء 129 مدرسة ميدانية، وقد أحدث ذلك تأثيرا إيجابيا في المنطقة حيث ركز التدريب على أمور عديدة منها أهمية البذور المحسنة واختبارات الإنبات وتبني المحاصيل بالتناوب وتدابير إدارة الآفات. وقد أقيمت وزارة الزراعة السودانية البرنامج على أنه ناجح واستقبله المزارعون بشكل إيجابي.

مشاركة :