تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة مؤتمر إقليم القناة وسيناء الثقافى في دورته الثالثة والعشرين بمحافظة الإسماعيلية والذى يحمل عنوان "الفضاءات الثقافية وحروب الجيل الخامس" وذلك يوم غدا الأحد ٢٠ ديسمبر ويستمر حتى ٢٢ من ديسمبر الجارى.وسيدور المؤتمر في عدة محاور منها المحور الأول بعنوان (وسائط الاتصال وتشكيل الوعى) ويتحدث هذا المحور عن المشكلات التى أحدثتها وسائل الأتصال من شبكات اجتماعية وإنترنت مما يعتبر تعدى صارخ على حرية الإنسان وكذلك التلاعب بالعقل والتفكير الجمعى سواء بالصور أو الفيديوهات أو النصوص التى تؤثر على المفاهيم والاختبارات والمواقف في ظل الهيمنة والاستقلال التى تمارسها أطراف تحتكر التسويق والبث من خلال جيوش إلكترونية على تلك الشبكات، ومن هذا المنظور استغلت الدول الكبرى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت لتنفيذ مخططاتها في جميع المجالات والتلاعب بالعقول البشرية لذلك أوصت هذه الدراسة من توجيه خطاب توعوى وشفاف لقطاعات المواطنين حول أن الاستخدام الخاطئ واللاوعى يضر كثيرًا بالإنسان والاسرة والمجتمع والوطن وكذلك إنشاء أقسام علمية وأكاديميات ومراكز بحثية في مجالات التحليل المعلوماتى لشبكات التواصل الاجتماعي.المحور الثانى في المؤتمر وهو خصوصية المكان واستراتيجيات المواجهة وفى هذا البحث سيتم الحديث عن سيناء وبالتحديد في هذه المرحلة المهمة من عمر الوطن والحفاظ على موروثها الحضارى والتاريخى والثقافى من عادات وتقاليد أهل البادية وبكل ما تحمله من خصوصية والحفاظ على الموروث وتجويده لجعلها منطقة ذات سيادة وضد كل من يحاول طمس هذه الهوية السيناوية أو العبث بأرضها أو إختراق قبائلها لأن خصوصية المكان بها ذات طبيعة خاصة لأن إستراتيجية المواجهة تعتمد على قوة الإرادة وهى الواجب اتباعها في سبيل سرعة تحقيق الأهداف المطلوبة في ظل هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن للحفاظ على خصوصية المكان والهوية الوطنية. المحور الثالث في المؤتمر وهو المنتج الإبداعي وتحديات المرحلة هذا البحث سيتحدث عن اللغة العربية التي تحتاج إلى البحث العلمي ليس في قضايا اللغة وتركيبها وإنما في برمجتها وتطويرها وقدرتها على مواكبة اللغات الحديثة والمستحدثة (مثل لغات البرمجة وما يرتبط بها).كما أن الوعى العربى يحتاج إلى الاهتمام بإنتاج فنون موجهة للأطفال والكبار تستخدم اللغة العربية الفصحى، كذلك في عصرنا الحاضر هيمنت التكنولوجيا بل زاد الأمر أكثر من ذلك حيث أعيدت صياغة العقل البشرى ليحاكى التكنولوجيا وكان نتاج ذلك هو المعلوماتية التى تتضح مظاهرها في كل شيء والتى فرضت على العالم أن يتسم بكونه عصر مجتمع المعرفة وقد شاعت في الأوساط الأدبية مؤخرا مسميات جديدة للأدب منها الأدب التفاعلي والرواية التفاعلية القصيدة التفاعلية والأدب الرقمى والقصيدة الرقمية والنص الرقمى وأدب الفضاء السيبرانى وأدب الإنترنت والعجيب في الأمر أن الوعى العربى انساق وراء هذه المسميات دون البحث في وجودها الفعلى على أرض الواقع، كل هذه التحديات أثرت في المنتج الأدبى وأصبح الإعلام الجديد هو المهيمن والمتحكم في توجيه البشر فكريًا وثقافيًا، في تحد واضح لخطورة المرحلة على المنتج الإبداعى وبكل ما تحمله مسميات جديدة على الواقع الأدبى، وكل ما تحمله حروب الجيل الخامس من تداعيات على الوعى والفكر والمنتج الأدبى من خلال ثورة المعلومات الرهيبة التى غيرت الكثير من المفاهيم على أرض الواقع، وأصبحت تنمية الوعى هي بطلة المرحلة.
مشاركة :